غزل سياسي (٩) اليكتي والبارتي خلافات الماضي بتاريخ الحاضر

صادق القيم

عاشت الأحزاب الكردية أزمات سياسية وعسكرية فيما بينها، طيلة فترة نضالهم من أجل الأستقلال، تضمنتها خيانات وتأمرات وبيع ذمم وأغتيالات وأنشقاقات، كان منها أنشقاق الطلباني عن الحزب الديمقراطي “البارتي”، وتأسيس مع بعض المنشقين بعد مرور عدة سنوات، حزب الأتحاد الوطني”اليكتي”، الذي كان الشريك والند الأكبر للديمقراطي.

شكل الحزب الجديد خطرا كبيرا على شقيقه الأكبر فقرر التخلص منه، لكن الظروف خدمت الجديد الذي تأسس في دمشق ودعم من طهران، وما لبث حتى صار الأقوى والأكثر علاقات دوليا واقليميا، وازداد نفوذة وأعدائه بنفس الوقت.

أنقسم المجتمع الكردي الى قسمين بالولاء، الأول الى مسعود المتمثل بغالبية مواطني أربيل ودهوك، والثاني الى الطلباني المتمثل بمواطني السليمانية، وما أن توسع الثاني على حساب الأول، حرك جيوشه بأتجاه اربيل مستثمرا الدعم الأيراني.

أختلف الحزبان على ادارة وواردات منفذ ابراهيم الخليل، الذي كان بيد الحزب الديمقراطي، حتى وصل الحال لتوجية هجمه عسكرية من كرد السليمانية بأتجاه اربيل، مما دفع البرزاني لعقد أتفاق مع حكومة صدام لدعمة ضد الطلباني.

دخل الحرس الجمهوري الى اربيل بطلب من البرزاني لمواجهة قوات الطلباني، التي أقتحمت مقرات المعارضة واعتقل وقتل من فيها، واعدم بعض قيادات حزب الاتحاد امام عوائلهم، وهرب مائة الف كردي من السليمانية الى ايران، وبسبب عدم وجود غطاء جوي والخوف من القصف الأمريكي، أوقف صدام تقدمة ولم يجتاح مدينة السليمانية.

الخيانات والتعاون مع نظام صدام والأعدامات والتشريد، أسست لأنعدام الثقة بين القيادات الكردية، الذي منعهم من التقدم خطوة واحدة الى الأمام في حلم الأستقلال، وعندما أنفرد مسعود تسارع باقي الأكراد من الأحزاب الأخرى، بالوقوف بوجهة حتى في سعيه لتحقيق حلم الأستقلال.

الأكراد عموما يطمحون للأستقلال، لكن الخيانات والأطماع الشخصية على مر تأريخهم حالت دون ذلك، اليوم تتكرر الأحداث من جديد ويعيد التأريخ نفسه، ليختلف الأكراد ويتبادلون الأتهامات وباتت الصورة واضحة أمام جميع الأطراف، أن هناك من يريد أقصاء الأخرين.

خلافات الماضي وطموحات أحلام الصبا، أنست البرزاني أن شركائه لا يثقون به ولا يستطيع الأعتماد عليهم، وهم سيوجهون أول الرماح الى صدرة فيما أذا فكر في أقامة دولة أو أستقلال، أو البقاء على رأس الحكم مده أطول.

اليكتي والبارتي متخاصمان متحاربان على مر السنين، جمعتهم المصلحة المادية وفرقتهم من جديد، ودخل الى الساحة الحزب الأسلامي الكردستاني وگوران، والخلاف أصبح أكبر بتوسع رقعة اللعبة، وزيادة عدد اللاعبين الكبار من أثنين الى أربعة، وتعاظم حجم الغنائم من أدارة منفذ حدودي الى تجارة نفط

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here