كاكا مسعود …يكتب مذكراته!!

سعد الكعبي

يمر رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني بأيام اقل ما يقال عنها بانها صعبة و”كحلية” على قول اشقاءنا المصريين ،فالرجل وبعد فترة من التصريحات النارية والمواقف التي تثير النعرة القومية ,بات في وضع لا يحسد عليه.

وعلى ما يبدو ان حساباته معظمها كانت خاطئة، وذلك بفضل استشارات من عدهم مستشارون امينون في مهنتهم، لكن والله اعلم انهم كانوا يخشون الرجل ويتحدثون امامه بما يريد هو وليس ما يعرفونه من حقائق ووقائع كانت تجنبه ما يحصل اليوم من عزلة يعاني منها على مختلف الصعد.

فبعد اجباره الناس والسياسيون اولهم في كردستان على الادلاء بأصواتهم باستفتاء رفضته الأمم المتحدة ومجلس الامن والدول الكبرى والصغرى، وتذوقه حالة النصر بتمرير الاستفتاء بنتائجه المعروفة سلفا للعالم وضربه بعرض الحائط كل الاعتراضات ،وجد السيد بارزاني نفسه وحيدا وقد تخلى عنه شركائه في حكومة الإقليم ممن انساقوا خلفه في مغامرته غير المحسوبة.

حتى ان الا طالباني وبرهم صالح واخرون من القيادات الكردية اعترفوا انهم اجبروا على المضي بـ “هوجة” الاستفتاء خوفا من تخوينهم، مؤكدين انهم ليسوا مع توقيت الاستفتاء في هذه المرحلة.

لقد انقلبت الأحوال ووجد بارزاني نفسه وحيدا في مكان غير معلوم في أربيل محاصرا جوا وبرا إقليميا ومحليا وسياسيا ممن كانوا يوما يخشون سلطته التي استغلت دخول تنظيم داعش ليبسط الرجل سلطته حتى على معقل صديقه اللدود الراحل جلال طالباني في السليمانية، حتى خيل له انه القائد الضرورة للأكراد وباني نهضتهم الجديدة. على الطريقة البعثية. !!

وما ان اتم الرجل استفتائه حتى تتابعت عليه المواقف الرافضة والعقوبات الصادمة من مختلف الجهات .فضلا عن الدول التي كان يامل بالوقوف خلفه وتأييده ولعل الموقف الأميركي والفرنسي خير دليل ,فقد كشفت مصادر فرنسية رسمية، عن انزعاج باريس من ممارسات رئیس إقلیم كردستان بسبب عدم الاستجابة لدعواتھا المتكررة بتأجيل الاستفتاء، مشیرة إلى أن فرنسا تعمل بالتفاهم مع الولايات المتحدة لإيجاد مخرج للأزمة الحالية. وتقول المصادر إن “باريس منزعجة من بارزاني، ذلك أن دعواتھا المتكررة له ألا يقدم على إجراء الاستفتاء، وتحذيراتها من النتائج التي يمكن أن تترتب عليه لم يؤخذ بھا، رغم أن فرنسا تعتبر أنھا «مفضلة» لدى أكراد العراق، وأنھا وقفت إلى جانبھم منذ الثمانینات”. وتتساءل المصادر الفرنسیة “كیف أن بارزاني سار بالاستفتاء وھو يعلم مسبقا أن الحكومة المركزية ودول الجوار ستقف ضده، وأنه لا يحظى بأي دعم أو تفھم دولي، بما في ذلك من الدول الكبرى وعلى رأسھا الولايات المتحدة”. المصادر تشير إلى أن “باريس تعمل بالتفاھم مع الولايات المتحدة لإيجاد مخرج ما يمكن في مرحلة أولى من خفض التوتر ووقف التصعید، على أن يفتح ذلك الباب للعودة إلى طاولة الحوار.

هذه الأيام يسعى الكاكا الى التصادم مع القوات العراقية معولا على تدخل أميركي لانقاذه وتدويل القضية من دون التراجع عن نتائج استفتائه الانفصالي، لا يعلم انه بهذه الأفعال أضر كثيرا بالأكراد وأضاع عليهم حلم الدولة الكردية الوردي وقبره لمئات السنين.

في بداية تسعينات القرن الماضي فرض مجلس الامن الدولي على رئيس النظام السابق صدام ان يخلع بزته العسكرية الابد، عقوبة له على هزيمته في حرب الكويت، والتزم الرجل بالقرار الا في الأيام الأخيرة التي سبقت سقوط نظامه لأنه أحس انها النهاية، على ما يبدو ان كاكا مسعود سيخلع بزته قريبا ويتفرغ لكتابة مذكراته والتي ستبدأ أولى صفحاتها مكتوبة من ضياع المكتسبات الكردية. طبعا بسبب العرب وليس من جراء مغامرته. لكنه سينسى ان التاريخ يكتبه المنتصرون فقط وفقط.

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here