وزارة لم تكمل مستلزمات مدارسها

ماجد زيدان

كلنا نتذكر تصريحات المسؤولين في وزارة التربية قبل بدء العام الدراسي الحالي بانهم اكملوا الاستعدادات كافة وتمت تهيئة المستلزمات الدراسية لعملية تربوية ناجحة. ولكن سرعان ما تبين ان هذه التصريحات تعوزها الدقة منذ اليوم الاول التي باشرت فيه المدارس دوامها. فقد انتشرت على نطاق واسع صوراً على الانترنت تبين صفوفاً بلا مقاعد دراسية، وكذلك صفوف اخرى يجلس بعض طلابها على الارض، بل انهم كانوا منبطحين على الارض يكتبون واجباتهم. المتابعون للعملية التربوية حذروا قبل اشهر من ضعف الاستعدادات الا ان المسؤولين لم يلتفتوا الى تحذيراتهم، بل انهم اكدوا ان كل شيء على ما يرام. بعد هذه الفضائح بشأن المقاعد الدراسية واكتظاظ اعداد الطلاب في الصفوف التي وصلت اعداد بعضها الى اكثر من مئة طالب وطالبة، وهذه بحد ذاتها مؤشر وسبب في تردي التعليم وانهياره وتكشف تخلف وزارة التربية عن اداء مهماتها ببناء مدارس جديدة لمواجهة النمو الطبيعي في اعداد الطلاب واستيعاب الملتحقين الجدد، والاهم من ذلك برغم ان المشكلة تتفاقم الا ان الوزارة لم تتخذ خطوات جادة وملموسة لإنجاز المدارس التي جرى هدمها قبل ثلاث سنوات برغم اعمارها على وفق المواصفات الحديثة. المشكلة معروفة ومجلس الوزراء في صورة الاوضاع العسيرة التي تواجه التعليم، وقد اتخذ قراراً في جلسته ما قبل الاخيرة ببناء ثلاثة الاف مدرسة في عموم البلاد. غير ان هذا ليس بكاف، كان الامل من مجلس الوزراء ان يتخذ اجراءات تحد من المشكلة وتعقيداتها وتفاقمها بمتابعة المدارس التي لم يكتمل العمل فيها ومحاسبة المقصرين، لأنه من دون ذلك سوف لن يكون قرار البناء الجديد افضل من مسألة اعادة الاعمار الذي سمعنا به ولم نلمسه. اما تصنيع الرحلات في المعامل التابعة الى الادارات المحلية في المحافظات فحدث ولا حرج، فهي لا تعمل بطاقاتها القصوى ولا يتصدى احد لتنشيطها وتفعيلها والتدقيق في انجازها. الواقع المتردي للتعليم يكشف فضائح لا يمكن التستر عليها، وبهذا الاداء لا يمكن النهوض بقطاع التعليم الذي تتوقف عليه نهضة البلد وتقدمه وتنميته. ان وزارة لا توفر المستلزمات الاساسية ولا تستطيع متابعتها لا تتمكن من معالجة اية مشكلة ومعضلة تعيق سير العملية التربوية، ناهيك عن الطموحات في الارتقاء بمستوى الطلبة العلمي والاخلاقي. الغريب ان الوزارة تلقي عبء معالجة النواقص على الاهالي وتدعوهم الى تصنيع المقاعد الدراسية وما شابه ذلك وتتخلى عن مسؤولياتها. وتتغافل عن مأساة الناس الاقتصادية وتدهور احوالهم التي تدفعهم الى تشجيع ابنائهم على ترك مقاعد الدراسة للإسهام في دخل الاسرة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here