البرازاني الى أين؟

بقلم كامل مصطفى الكاظمي
المناطق المتنازع عليها أم المتجاوز عليها؟
منذ اول كلمة تفوه بها كاكه مسعود البرزاني بإجراء الاستفتاء، قلنا: ان السيد مسعود صار في خبر كان وانه انتحر سياسيا. فيما ثبت الواقع الميداني استعادة كركوك الى حاضنة الدولة العراقية في غضون ساعات معدودات.
لا نأتي بجديد فيما لو ذكّرنا المتابع بمواقف دول الطوق الصارمة ضد الكورد بما يتعلق في حلمهم الوهم بتحقيق دويلة في الشمال العراقي أو دولة كبيرة تجمع الكورد في ارخبيل الطوق الشمالي العراقي.
بعض التحليلات تذهب الى ان الخلاف سياسي بين حكومة المركز العراقي وحكومة الاقليم وهو ما ذهب برئيس الاقليم الى حملته في الاستفتاء لإعلان دولة الانفصال الكوردي في شمال العراق وبعض المناطق الشرقية للعراق، والتحليل لا يخلو من وجهة نظر فيها حقيقة الا ان السبب الأوكد يكمن في شخصية البرزاني النرجسية المتأملة لاستحقاقات اكبر من وزنها بملايين الاضعاف، فهو من جانب يرى نفسه الزعيم الأوحد للكورد العراقيين وخليفة والده المُلا مصطفى المعروف، ومن جانب لمسه للضعف والوهن الحاصل لدى العديد من سياسيي حكومة بغداد ممن هرعوا لمسعود إبان فترة حكمهم الخلافية مع الشركاء الاشقاء الأعداء على مدى ١٤ سنة الماضية للايغال بالخصم الشريك وتحقيق مكاسب سيادية وقضم كراسي حكم اكثر.
فالزيارات المكوكية المتعاظمة منهم لأرييل ومنحه سمة العراب أو المنقذ أو ذي اليد في عقد تحالفات سياسية ضد الكيانات العربية النافذة ببغداد، وكذلك تعديل بنود الدستور العراقي لصالح الحالة الكوردية وإعطاء الإقليم ١٧٪؜ من ميزانية الدولة وإغفال النظر عن استحواذ مسعود على كل ثروة الإقليم النفطية والتجارية والزراعية والكمركية، جعله يستشعر العظمة والقدرة والتحليق بعيداً بعيدا.
الرجل لم بك غبيا بقدر ما انه لم يزن الامر بحسب ظرفه الراهن، أراد ان يصنع لها قرون قَص أذنيها, فمن جانب خُيّل له ان تواجد العلم الاسرائيلي في اربيل يكفي لجذب منافع إضافية له من بغداد فيما جاء الحال عكسيا اذ جلب ضد الكورد مدافع غاضبة، فمسعود يعلم ان الدويلة لن ولا ولم تقم حتى قيام الساعةلما ذكرناه آنفا، لكنما الذي فات الكاكه امور واضحة منها ان توقيته للاستفتاء لم يك موضوعيا لا من حيث الزمان بجنون الشيعة في عاشوراء وحشدهم الذي اذهل الناس اجمعين بقوة مراسه ومبدأيته بالتفافه حول مرجعيته ووطنه العراق وقدرته على تحقيق النصر بالصورة الاسطورية التي أنجزها ضد اعتى التنظيمات الإرهابية (داعش)، ولا من حيث الامكنة حيث كركوك التركمانية والساحل الشرقي للشمال والوسط العراقي بالكثافة الشيعية المتماسكة، وكذا برفض المكون السني الذي لم يكن له ود مع الكورد منذ القدم، والمكون المسيحي الحانق على سياسات الكورد في مناطق سكناهم التأريخية وموطنهم الاصلي.
كاكه مسعود خذله تفكيره فانساه أشد خلاف له مع الفصيل الكوردي العتيد (الطلباني واتحاده الوطني) ارباب النزاع والخصومة ضد البارتي البارزاني، فالاتحاد حليف ستراتيجي وتأريخي مع عرب العراق وخاصة شيعته وهو عدو لدود في باطنه للبارتي.
وأخيرا بتراجع وتقهقر وانزواء مسعود والتهاب الساحة الكوردية بالدم المراق، أي نفع تحقق للكورد؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here