في الأهوار .. (إكتب نيابة عني) في أطول لوحة في العالم للإمام الحسين (ع) ..

فؤاد المازني

الأهوار أرض ضربت أطنابها في عمق التأريخ تحمل أطلال الحضارات البابلية والآشورية منذ القدم وبين دفتيها تتنفس الرسالة الإسلامية السمحاء ، اليوم منابت القصب والبردي والبطائح الخضراء والمسطحات المائية التي تسبح فوقها المشاحيف والأبلام وتستقر عليها أكواخ الطين التي ينبعث منها عبير الكرم ومكامن الضيافة بلا نفاق ولا رياء وترتدي حلة البساطة بأبهى صورتها بلا دبلوماسية مزيفة يقطنها محبون لكل قادم لهم حد النخاع ويستأنسون بكل من حولهم ويعشقون الحق وأهله ويبغضون الباطل وأهله ، بالتأكيد الإمام الحسين (ع) نبراس لهم ومشعل نور هدايتهم وفنار يشعشع داخل أفئدتهم ورايته ترفرف فوق أكواخهم لذا كانت صولاتهم ضد الظلم والطغيان لاتهدأ منذ القدم ومقارعتهم للباطل عنوان لهويتهم التي مابرحت تغادرهم أجيال بعد أجيال وفي أغلب الأحيان تتمترس أكواخهم البسيطة متحولة الى ثكنات تحتضن المعارضين للحكومات المتعسفة وتصطف مشاحيفهم كأنها مدرعات يصولون فيها ضد الطواغيت بقلوب شديدة البأس لاتهاب الموت أبدآ متخذين من الإمام الحسين (ع) القائد والملهم والقدوة وألسنتهم وقلوبهم تلهج بإسمه المبارك في الحرب والسلم . أطول لوحة في العالم للإمام الحسين (ع) حلت ضيفآ في ربوع منطقة الجبايش في أهوار الجنوب العراقي لتسجل حضورآ متميزآ بين الأحبة والعشاق والملهوفين والموالين والسائرين نحو قبلة الأحرار لإحياء مراسيم الزيارة الأربعينية ليضعوا بصماتهم البريئة على أطول لوحة في العالم لإمامهم المفدى وأصر أغلبهم على المشاركة ومن لم يتقن أو لايعرف الكتابة فينطق بما يحب والآخر يكتب نيابة عنه وشاعت بين الحضور عبارة إكتب عني في هذه اللوحة للإمام الحسين (ع) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here