ما عاد الشمال حبيبا!

كاروان مارديني
بدفع غوغاء الحشد الشيعي والقوات العسكرية الاخرى مدججة باسلحة امريكية والمانية وفرنسية وايرانية متطورة باتجاه اقليم كردستان وفي مقدمتها كركوك التي هي رمز الكرد ومدينة التآخي والتعايش السلمي بين المكونات العرقية.. بهذا الدفع، قطع حكام بغداد الطائفيين آخر شعرة ربطتهم بشعب كردستان، واحدثوا ليس شرخا فحسب، بل هوة بحجم ربع الكرة الارضية، في علاقتهم مع الاقليم، وعمقوا جراحات يستحيل ان تندمل لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد، وسجلوا لأنفسهم تاريخا لا يختلف عن تاريخ صدام حسين الدموي،ان لم يكن اكثر سوادا منه.
يبقى السادس عشر من اكتوبر عام ٢٠١٧ يوما مظلما في تاريخ حكام العراق الجدد وتاريخ الذين باعوا ضمائرهم من سليلي الخيانة فسهلوا للقوات الغازية احتلال كركوك وبلداتها وقراها.
اليوم ماعاد الكردي يود رؤية وجه الشيعي، ولا الشيعي يعتبر الكردي انسانا بعد ان ساوى اصحاب العمائم بين البيشمركه وداعش وافتوا بسفك دمائهم وسحقهم تحت الدبابات كما حدث في كركوك! فلقد اصبح التعايش مع العراق العربي مستحيلا بعد ان اغارت جيوشه الجرارة على كردستان بدعم من ايران الشيعي وصمت امريكا والغرب الديمقراطي الغيور على حقوق الانسان!!
لقد ذهب الحكام الجدد ابعد مما ذهب اليه صدام حسين في معاداتهم لشعب كردستان. فقد كان يصف الاقليم بشمالنا الحبيب، بينما يصفه هؤلاء بشمال العراق، اي لم يعد الشمال حبيبا ولا شريكا ولا يملك حقا في وقت كان سلفهم صدام يقول بان لاخواننا الاكراد حقين!
بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبت بحق لكردستان، ( جرائم ترتقي الى مستوى جرائم حرب، سوف يحرك القانونيون في الاقليم الدعاوى ضد القائد العام للقوات المسلحة وقادة الجيش وامراء الحشد الشيعي في المحاكم الدولية من اجل نيلهم الجزاء العادل ) يستحيل التعايش مع هذا الواقع الذي يريدون فرضه بقوة اقليمية .
يحلم العبادي بانه قد يحوز على حب وثقة شعب كردستان وانه يعيد لدولة العراق هيبته ويفرض القانون والدستور!! كلا ثم كلا، لا هو ولا قواته الغازية ولا المتحالفون معه يملكون ادنى حظوة لدى شعب كردستان الذي ينظر اليهم كغزاة ومحتلين..
يقول المثل الشعبي العراقي: بدل ان يكحلها عماها.
نعم انهار آخر جسر بين الكرد والعراق. واذا استطاع العبادي بدعم خارجي ان يضغف الكرد اليوم، فان الارادة لا تقهر.. فلهذا الشعب تاريخ طويل من المقاومة لا يمكن القفز عليه..
لا العبادي ولا من يقف خلفه ان يكسر ارادة شعب كردستان .. فالدهر يومان يوم لك ويوم عليك.. والكل بانتظار ذلك اليوم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here