الحوثيون يقاتلون البيشمركة في كردستان

حسن الخفاجي

احد معارفي من البعثيين مستمر بإرساله رسائل يستغرب فيها تطرقي لصدام في اغلب مقالاتي، ويستنكر مقارنتي لصدام ببعض الساسة الفاشلين واللصوص الحاليين.

قبل يومين وصلتني رسالة من قارئ كردي اسمه رزكار. يلومني رزكار بلغة مؤدبة بسبب ما قال انه إصراري على ما أسماه (تشريح مسعود برزاني).

جرى بيني وبين صديق كردي اتصال هاتفي مساء يوم ٢٠١٧/١٠/٢٨. صديقي مثقف معتدل بطروحاته، لكنه كثيرا ماكان يلوم السيد البرازاني قبل الاستفتاء. يلومه على ما يحصل في الإقليم من أزمات سياسية واقتصادية. اتصال اليوم كان الاتصال الاول بيننا بعد الاستفتاء. اغرب ما سمعته منه ولم اصدق أذني، ورجوته ان يعيد كلامه بحجة ان الصوت يصلني متقطعا قال: (الجرح الذي عمله الشيعة بالجسد الكردي لن يندمل ابدا وعار عليهم ان يستعينوا بالحوثيين والافغان لقتالنا). بجملة واحدة حوٓل معركة فرض السيادة الوطنية الى معركة طائفية. كنت اظن ان صديقي ربما بالغ نتيجة ظروف يمر بها بعض افراد أسرته واقرباء له في كردستان، لكني وبعد سماعي لخطاب السيد البرزاني مساء يوم ٢٠١٧/١٠/٢٩ وترديدة لاتهامات سوقتها قنوات فضائية معروفة بعدائها للعملية السياسية في فترات اشتداد معارك تحرير المدن والمحافظات الغربية من براثن داعش قال: (ان الحشد قدموا للسرقة وارتكاب الجرائم) . سألت صديقي ان كان يملك ادلة على مشاركة الحوثيين والافغان الشيعة بقتال البيشمركة . قال: (عندنا الف دليل ولدينا اسرى منهم)، رجوته ان يعطيني ولو دليلا واحدا يختلف عن ادلة محمد سعيد الصحاف التي قطع بها أوصال العلوج بالمؤتمرات الصحفية والتصريحات، حينها اظهرت القنوات الفضائية دبابتين أمريكيتين فوق جسر الجمهورية، والصحاف مستمر بتوعد العلوج بالهزيمة !.

لأن الكذب والتضليل بضاعة المهزومين ولا يغير من الواقع على الارض شيئا. وحتى لا اخسر صديقي استأذنته وأنهيت المكالمة.

هؤلاء ذكروني بقصة المطرب الذي دعي لاحياء حفل زفاف في الهواء الطلق. كان يغني منتشيا وهو يشاهد تفاعل الجمهور معه . ويختم مواويله كل مرة بـ (احميد يا مصايب الله)، وإذا بأحد الشباب يعترضه بشدة قائلا: (تركت كل الحاضرين وچلبت بيه) اجابه المطرب بهدوء: “عمي لاتسألني روح اسأل المطرب حضيري ابو عزيز والمطربين الگبله اشسوه بينهم احميد وغنوا عليه”.

لقد بدأ صدام بتجريف أحلام وأماني وحاضر ومستقبل العراقيين وأكمل من جاؤوا بعده عملية الهدم. حماقة صدام قادته لاحتلال الكويت وعناده أوصله الى مصيره المعروف . نصح معظم ساسة دول العالم المؤثرة والمهتمة بالشأن العراقي من اصدقاء وحتى من خصوم السيد البرزاني نصحوه بتأجيل الاستفتاء ولو لفترة زمنية وجيزة، لكنه مثل صدام قاده عناده الى الحكم بالاعدام على حلم الشعب الكردي وطموحاته ومستقبله، ووضعه. المميز الذي كان اغلب العراقيين يحسدونهم عليه. استغرب بعد كل الخسائر والجوع والأذى التي ألمت بشعبنا الكردي جراء سياسة السيد البرزاني الطائشة ان يختلق بعض المثقفين الاكراد الأعذار ليغطوا على غلطة السيد البرزاني .

اذهبوا واسألوا فقراء الاكراد واسألوا عوائل الشهداء من البيشمركة وقوى الأمن العراقية الذين استشهدوا بسبب الاصرار على المواجهة العسكرية الخاسرة ، بالاضافة الى تمزق الصف الكردي، ما شاهدناه في جلسة البرلمان من تشابك بالايدي، وما جرى من حرق لمقرات الاحزاب الكردية المعارضة لسياسة السيد مسعود، وخسائر البيشمركة في المعارك مع قوى الأمن العراقية، وحالة الهلع وعدم الاستقرار والحصار، وهروب الرساميل والمستثمرين، وتوقف نبض الحياة في الإقليم.

لنسأل بتجرد من المتسبب بكل هذه الأزمات والمصائب سوى السيد مسعود البرزاني .

يعز على كل وطني ان يرى الجيش العراقي والبيشمركة يتقاتلان وهم الذين كانوا للإمس القريب بجبهة واحدة ضد الارهاب . يعز علينا ايضا ان نرى طاولة مفاوضات مثل خيمة صفوان بين فريقين عراقيين احدهما يفرض شروط المنتصر بقوة السلاح والدستور والآخر يقبل الشروط وينفذها بطعم الهزيمة .

بعد كل هذه المصائب التي جلبتها سياسة السيد مسعود يحق لي ان أختم موال مقالي بالقول:

برزاني (يا مصايب الله).

” إذا عصف الغرور برأس غِـرً توهم ان منكبه جناح” الشاعر رشيد سليم الخوري الملقب بالقروي

حسن الخفاجي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here