“لا أريد التخلي عن مهنتي لأكون أما”

كاثرين سيلغرن
لا أريد أن أُرغم على التخلي عن مهنتي بسبب كوني أما”، حسبما تقول كلوي بارتون، الأم لطفلتين.

كانت كلوي ضمن 250 ناشطا تنكروا بأزياء مومياوات بمناسبة عيد الهالوين (عيد القديسين) ونزلوا إلى شوارع العاصمة البريطانية لندن الثلاثاء للمناداة بحقوق أفضل للأمهات العاملات.

جاء هذا في إطار ستة تجمعات نظمتها مجموعة ضغط تسمى بريغننت ذين سكروود (Pregnant then Screwed) في مدن بريطانية، هي: مانشستر وبيلفاست وكارديف ونيوكاسل وغلاسكو.

كلوي اضطرت لتغيير عملها بسبب الأمومة.

وتروي، قائلة “عملت جاهدة للحفاظ على عملي كمحامية أعمل لحسابي الخاص، ولكن ذلك لم يكن ممكنا بسبب التزامات العائلة وساعات عمل مركز العناية بالطفل. لذا اتخذت مؤخرا قرارا بالعمل في القطاع العام لأن حلمي المهني لم يعد واردا بالنسبة لي”.

وتضيف “أؤمن فعلا بضرورة وجود مساواة بين الآباء والأمهات والمشاركة بينهما، لكني أعتقد أن من الصعب جدا الآن تحقيق هذه الأمر، فالنساء حاليا هن المتحملات لعبء رعاية الأطفال. أود أن يكون الأمر مختلفا لابنتيّ في المستقبل”.

الطرد والاستبعاد من العمل

جولي بريرلي، مؤسسة مجموعة بريغننت ذين سكروود، وهي أم لطفلين، أخذت على عاتقها مهمة نشر التوعية حول التمييز ومساعدة النساء اللواتي يقعن ضحية السلوك التمييزي.

امرأة

تقول بريرلي “لقد تحدثت إلى كثير من النساء الأخريات وأدركت أن (السلوك التمييزي) يحدث طوال الوقت – فهناك الفصل، والاستغناء عن الخدمة، وإنزال الدرجة الوظيفية، والتنمر، والتحرش”.

وتضيف “الفوضى تسود النظام السائد الذي لا يناسب الآباء والأمهات العاملين. نريد أن نرى الحكومة تعالج العوامل التي خلقت هذه المشكلة”.

بدورها، تقول الممثلة الكوميدية هاتي آشداون إن الأمهات العاملات غالبا ما يضطرن إلى عدم ذكر أن لديهن أطفال.

وتوضح بالقول “هناك خوف مرضي بين الأمهات من إثارة المشاكل. إن حصلت على فرصة للعمل فأقوم بالموافقة عليها فورا دون أن أقول مثلا إني بحاجة للتأكد من ساعات عمل مركز حضانة الأطفال. أشعر أني في حال ذكرت ذلك، فإنهم لن يضعوني على رأس قائمة المرشحين للعمل”.

كما تقول هاتي “أشعر أن من واجبي دعم أصدقائي الذين لم يستطيعوا القدوم اليوم لأنهم يعملون في مثل هذه الوظائف الغريبة وهم خائفون من الحديث عما يمرون به”.

آباء يشاركون في الحملة

لم تشارك أمهات فقط في هذه التجمعات، بل أظهر آباء أيضا الدعم لهذه القضية.

من هؤلاء تيم تودهنتر، الأب لطفل يبلغ 10 أشهر، والذي يقول إنه لم يتظاهر من قبل لكنه يشعر أنه يجب حماية حقوق الأمهات على نحو أفضل.

ويضيف “أعرف كثيرا من الأمهات اللواتي لم يتمكن من التقدم في مهنهن لأنه ينظر لهن على أنهن أمهات، وغالبا هذه النظرة تعني أنهن يشكل خطرا (على مكان العمل)”.

ومضى قائلا “من المؤسف أن على النساء خسارة وظائفهن، أو ألا يتم تفضيلهن في مكان العمل فقط لأن لديهن طفلا”.

ماذا تقترح الحملة؟

– زيادة الحد الزمني لرفع دعوى قضائية للمطالبة بتعويض من 3 أشهر إلى 6 أشهر

– مطالبة المؤسسات بالإبلاغ عن عدد طلبات العمل بساعات دوام مرنة، وعدد الحالات التي يتم الموافقة عليها

– منح كلا الوالدين إجازة أبوة وأمومة تصل إلى 6 أسابيع، يحصل الفرد خلالها على 90 في المئة من الراتب

– منح الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الشخصي حقا قانونيا بالحصول على مرتب خلال فترة الأبوة والأمومة

– دعم مراكز حضانة الأطفال من عمر 6 أشهر بدلا من 3 سنوات

ما هو موقف الحكومة؟

يقول متحدث حكومي إن “نظام الأمومة في الممكلة المتحدة هو واحد من أكثر الأنظمة كرما في العالم؛ حيث أن الآباء العاملين والمؤهلين قادرون على الاستفادة من أسابيع إجازة تصل إلى 50 أسبوعا يتشاركها الوالدين، والحق بطلب ساعات عمل مرنة، إلى جانب الحصول على 2000 جنيه (استرليني) في العام تدفع لمركز رعاية الطفل معفاة من الضرائب لكل طفل”.

لكنه استطرد بالقول “لنكن واضحين، إن أي شكل من أشكال التمييز في مكان العمل هو أمر غير قانوني، ونحن ندرس طرقا تساعد الأمهات والنساء اللواتي اقتربن من موعد الوضع على الشعور بالدعم وبأنهن محميات في مكان العمل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here