فليتعظ الحكام الجدد من التاريخ

كاروان مارديني
لو سلمنا جدلا ان العبادي استطاع اعادة احتلال جنوب كردستان بحدوده ومدنه واقضيته ونواحيه كما كان في عهد صدام حسين، فهل ترى سوف يستتب الأمن ويحل الاستقرار؟
هل تستطيع الحكومة المركزية مسك زمام الامور والسيطرة عليها حتى بوجود متعاونين معها من الكورد يعينون محافظين ومدراء أمن وشرطة؟
قبل ستة وعشرين عاما رحل النظام المركزي من كردستان ولم يعد له وجود..وابناء الجيل الذي ولد اثناء هذا التاريخ او قبله بسنوات قلائل، لا يتذكرون ملامح الجندي او رجل الامن، ولا يتذكرون كيف كان زي رجال الشرطة.. فلا هم انخرطوا في الطلائع ولا انتظموا في صفوف الجيش الشعبي ، بل ولا يجيدون التحدث باللغة العربية.. فكيف يتأقلم هؤلاء مع الغرباء القادمين ومعهم ثقافتهم وعاداتهم وطبائعهم التي تتعارض مع طبائعهم؟
كيف يرضون ان يعودوا مواطنين من الدرجة الادنى، بعد ان كانوا أسياد أنفسهم طيلة ربع قرن؟
كيف يتنازلون عن الروح الوثابة في ظل تسلط قومي ـ طائفي لم ير اباؤهم واجدادهم منه غير الويلات والحروب؟
كيف ينسون انهم اصطفوا يوما في طوابير طويلة ليغمسوا سباباتهم في الحبر البنفسجي وصوتوا بنعم لدولة مستقلة هي الامل لوضع نهاية لمعاناتهم والمظالم التي لحقت بهم؟
كيف ينسون رفاقهم الذين استشهدوا وهم يدافعون عن ارض لا (تتكلم العربي)؟
حتى ولو بسط العبادي ومن يقف خلفه السيطرة الكاملة على كردستان ، فان انتفاضة شعبية واحدة سوف كفيلة بكنسهم كما فعلت بازلام صدام وجيشه الجرار وجواسيسه عام ١٩٩١ .
لا مناص من كبح جماح هذه الحشود المستنفرة ضد كردستان، والعودة الى منطق الشراكة وليس الاحتلال..
والا فالانتفاضة قادمة، والتمرد آت.. فلقد تعلم الكرد عبر الاعوام المئة من عمر (سايكس بيكو) كيف يجعلون من ارضهم حمما وبراكين تحت اقدام من يحتلهم.. ومن لا يصدق هذا، فليراجع تاريخ العراق منذ ان نصب الفيصل الاول ملكا عليه، والى العبادي الذي فقد البوصلة فيسبح الآن في بحر متلاطم تتقاذفه الامواج من كل حدب وصوب.
اقرأوا التاريخ وتصفحوا أوراقه ، ومن ثم تعالوا واغيروا على كردستان.
هذا ليس تشدقا او زعما جزافا.. وانما هو منطق يستند الى صفحات التاريخ.
هذا ليس كلاما يطلق على عواهنه.. وانما حقيقة ظاهرة للعيان لكن لن يدركها من انتشى بنصر وقتي على حفنة من الارهابيين ( دواعش) تحقق بطائرات التحالف الدولي وسلاحه ودعمه الاستخباراتي واللوجستي، فحسب انه تحول الى رامبو وسوبرمان يستطيع بقفزة واحدة، ان يصل الى زاخو أو حاجي عمران!!..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here