واشنطن بوست: هذا ما جرد عناصر داعش في العراق من الخوف ومنحهم النشوة

نشرت صحيفة واشنطن بوست، الخميس، تقريراً تحدث عن انتاج حبوب قابلة للإدمان في سوريا وبيعها بمئات الملايين من الدولارات، فيما اشارت الى ان هذه الحبوب تمنح المسلحين في سوريا والعراق شعوراً سريعا بالنشوة وتجنبهم النعاس.

وذكر التقرير إن “حبوباً قابلة للإدمان كانت تنتج في سوريا ومتاحة على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يتم بيعها بشكل غير المشروع بمئات الملايين من الدولارات تضاف لاقتصاد السوق السوداء في البلاد التي مزقتها الحرب كل عام”.

وأضاف ان من المرجح أن “تعطي هذا الحبوب الميليشيات إمكانية الوصول إلى أسلحة جديدة، والقدرة على إبقاء الصراع يغلي”.

وقال الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مسعود كريمبور، إن “سوريا تواجه مشكلة هائلة في كونها ذات قطاع أمني انهار بسبب حدودها التي يسهل اختراقها وبسبب وجود العديد من العناصر الإجرامية والشبكات المنظمة”.

وأضاف كريمبور ان “هناك قدر كبير على الإتجار بجميع أنواع السلع غير المشروعة من بنادق ومخدرات واموال وبشر، ولكن ما يجري تصنيعه هناك والذي يقوم به المصنعّون لا يمكننا رؤيته على مقربة”.

ويضيف التقرير إن “قرص أمفيتامين القوي والذي يعتمد على الدواء الاصطناعي الأصلي المعروف باسم فينيثيلين، ينتج عقار الكابتاجون، الذي يعطي شعورا سريعاً بالنشوة لدى المستخدمين، مما يسمح للمقاتلين السوريين بالبقاء على قيد الحياة لعدة أيام، ويكونوا حذرين، ويجعلهم يتخلون عن الخوف”.

وقال مستخدم لبناني، ظهر اما الكاميرا بدون ان يذكر اسمه، في وثائقي اصدرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في أيلول الماضي “إذا اخذت حبة من هذا العقار، فانه لا يمكنك النوم او حتى أغمض عينيك”.

وأضاف انه “كلما اردت ان توقف مفعوله سوف لن تجد ما يستطيع فعل ذلك”.

وقال مستخدم آخر “شعرت بأنني أملك أعلى مستوى في العالم”.

وقال رجل ثالث “لم يكن هناك خوف بعد ان تناولت عقار كبتاجون”.

ووفقا لتقرير رويترز الذي نشر في عام 2014، تحولت الحرب سوريا إلى منتج رئيسي للـ “الأمفيتامينات”.

وقالت وكالة رويترز إن “القوات الحكومية السورية وجماعات المتمردين يقولون إن الآخر يستخدم كابتاجون لتحمل ارتباطات طويلة دون نوم، في حين يقول الأطباء إن السوريين العاديين تتزايد تجربتهم للحبوب التي تباع بسعر ما بين 5 و20 دولارا”.

ووفقاً لرويترز “كان الكابتاجون في الغرب منذ الستينيات، يعطى للأشخاص الذين يعانون من فرط النشاط، الخدر والاكتئاب، وبحلول عام 1980، أدت قوة هذه العقاقير للإدمان في معظم البلدان لحظر استخدامه”.

وصنفت الولايات المتحدة فينيثيلين (المعروف باسم كابتاجون اسم العلامة التجارية) كدرجة الجدول الأول المخدرات بموجب قانون المواد الفدرالية الخاضعة للرقابة في عام 1981، وفقا للخدمة المرجعية الوطنية.

ومع ذلك، فإن هذه العقاقير لم تختفي تماما.

ويورد التقرير إلى أنه “في حين تكهن الغربيون بأن العقاقير التي تستخدم من قبل مقاتلي داعش، فإن أكبر مستهلك منذ سنوات هي السعودية، ففي عام 2010، انتهى ثلث إمدادات العالم – حوالي سبعة أطنان – في المملكة ، وفقا لوكالة لرويترز.

وقدر أن ما يصل إلى 40،000 إلى 50،000 من السعوديين يتلقون العلاج بسبب تعاطي هذه العقاقير كل عام”.

وقال جوستين توماس، أستاذ مساعد في علم النفس والعلاج النفسي في جامعة زايد في الإمارات ومؤلف الرفاه النفسي في دول الخليج، في عام 2010 إن “نظرية كابتاجون لا تزال تحتفظ بقشرة من الاحترام الطبي”.

وأضاف انه “قد لا ينظر إليه على أنه دواء أو مخدر لأنه لا يرتبط بالتدخين أو الحقن”.

وأضاف التقرير انه “بعد خمس سنوات وجذور إنتاج الكابتاجون في سوريا – وهو طريق طويل للاتجار بالمخدرات من أوروبا إلى دول الخليج – بدأ يزدهر”.

وقالت رويترز إن “انهيار البنية التحتية للدولة وإضعاف الحدود وانتشار الجماعات المسلحة خلال المعركة من أجل السيطرة على سوريا قد حول البلاد الى موقع إنتاج رئيسي”.

وقالت الجارديان إن “الإنتاج في وادي البقاع اللبناني – وهو مركز تقليدي للدواء – انخفض بنسبة 90٪ في العام الماضي عن عام 2011، ويعزى هذا الانخفاض بشكل كبير إلى الإنتاج داخل سوريا”.

وأضافت صحيفة الجارديان إنه “من الممكن شراء الدواء بأقل من 20 دولارا، وهو أمر شائع بين المقاتلين السوريين الذين لا يتبعون تفسيرات صارمة للشريعة داعش”.

ويقول الاطباء ان “المخدرات لها آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك الذهان وتلف المخ”.

وقال رمزي حداد، وهو طبيب نفسي لبناني، لرويترز أن “هذه العقاقير تنتج آثار سلبية”.

وقال قائد أحد الالوية المقاتلة في سوريا لرويترز “هذا الحبوب تمنحك الطاقة”.

وأضاف “لقد أخذناها في المرة الأولى، وشعرنا بالراحة البدنية، وإذا كان هناك 10 أشخاص أمامك، فيمكنك التقاطهم وقتلهم، وستكون متيقظاً طوال الوقت، وليس لديك أي مشاكل، ولا تفكر في النوم، لا تفكر في مغادرة الحاجز، فهو يمنحك شجاعة وقوة كبيرة، فإذا قال لك القائد أن تذهب إلى ثكنة عسكرية، فسوف تقتحم المكان بقلب شجاع دون أي شعور بالخوف على الإطلاق – أنت لست متعبا”.

وقال مقاتل سابق في وثائقي للـ بى بى سى ان “لواءه المكون من 350 شخصا اخذ الحبوب دون معرفة ما إذا كان دواء او دواء من اجل الطاقة”.

واضاف ان “بعض الاشخاص أصبحوا مدمنين عليه رغم انه سيدمرهم، وهذه هي المشكلة”.

المصدر: Washington Post

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here