الحسين اول الممهدين للأمام المهدي !

عمار جبار الكعبي

الارتباط بين المشاريع لا يوجب وجودها في نفس الفترة الزمانية، لان الارتباط لا يقتصر على زمكانيتهما، او الفترة التي يُطرحان بها فقط، وانما هنالك روابط تتجاوز هذه المحددات، لتكون هنالك روابط مثل المنطلق والمبدأ الذي انطلق منه المشروعين، وكذلك الغاية التي يذهبان اليها، لانها تحدد مسار المشروعين رغم بعدهما الزماني، وبالتالي سيكون الارتباط وثيقاً جداً لدرجة قد لا يفهمها دعاة الارتباط الزماني والمادي البحت .

الحسين (ع) ان كان قد مهد لقيام دولة العدل الالهي، بثورته ضد المنهج الظلامي لقيادة الامة، القائم على استعباد المحكومين لصالح الحاكم، بعدما كان يوجد لاصلاح الرعية وخدمتها والسهر على راحتها، فأن الامام الحسين (ع) لا يزال يمهد لتلك الدولة، بعد ما يقارب ١٤٠٠ عام منذ استشهاده، من خلال المنهج الذي رسمه والمبادئ التي جذرها في عقول وقلوب اتباعه، فكلما خفت صوت الاصلاح، نهضت به ذكرى شهادته وزيارته، لتكون الزيارة الاربعينية من اهم عوامل تهيئة جيل من المنتظرين الحقيقيين في سلوكهم ومنهجهم وفكرهم .

الزيارة الاربعينية هي ذلك التمهيد الحقيقي والفعلي وعلى الارض الواقع، بعيداً عن الكتب والمقالات، لانها اصلاح مباشر للأفراد في اجواء يكون فيها الفرد اقرب الى الملائكية منها الى البشرية، ليتجسد في سلوكهم حلم جميع المصلحين الداعين الى مدن خيالية قائد على أساس العطاء غير المشروط والتخلص من النزعة الفردانية القائمة على أساس تحقيق المصالح الذاتية على حساب مصالح الجماعة، ليكونوا على مستوى المنظومة الفكرية التي سيحملها لهم الامام المهدي (عج) والتي لن تبتعد عن ذلك كثيراً .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here