ثورة بتضحيات المضحين وجهود الخيرين

ان ارتفاع راية العراق عالية خفاقة في وسط المدن والقصبات بعد تحريرها من فلول داعش الارهابي الذي عشعش فيها قرابة ثلاث سنوات بعد معاركة ملحمية بطولية شارك فيها الجميع دون اسثناء وسيذكروه التاريخ بشرف وصفحات مشرقة و سيسجله كشاهد على اخلاص و وفاء وعلو مكانة ابنائه.ونالت اهتمام شعوب المنطقة هذه الانتصارات ، هو نتيجة لجهود المضحين ولها آثار استراتيجية على الاوضاع في الشرق الاوسط ونموذج يقتدى به في العالم ، ففي ظل هذه النجاحات الكبيرة، بات من المؤكد ان تنظيم داعش الارهابي أقترب من الانهيار المحتوم أمام تضحيات وبسالة هذا الشعب الابي. من هنا اهم الخطوات التي يجب التحرك عليها كشف الداعمين دون مجاملة للراي العام العالمي والضغط على الدول الحليفة للولايات المتحدة والمتهمة بدعم الارهاب الذين أسسوا “داعش” لوقف تسليح وتمويل داعش والمجموعات المتطرفة الآخرى من الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعوب التي ابتليت بهم في العراق وسوريا وغيرها من بلدان ومنعهم من العبور إلى العراق وسوريا. وهناك حاجة إلى تحالف حقيقي لا لتوجيه ضربات عسكرية فقط ولكن تحركات دبلوماسية قوية في هذا المضمار. رغم ادعاء التحالف الدولي بتركز جهوده على قتال داعش، تلك المجموعة التي تهدد جميع دول المنطقة والعالم بأسره يجب عليهم تجنب إثارة التوترات بين مكونات الشعب العراقي واثارة الخلافات والكف عن العمل بمنطق الازدواجية قدم هنا وقدم هناك. لقد أضحى المجتمع الدولي اليوم رهينة للسياسة التي تتبعها بلدان معروفة بدعم الإرهاب والتحريض على ارتكاب المجازر التي تنفذها في المدن والبلدات العراقية والسورية بعد ان كانوا يتباهون في تصريحاتهم العلنية بتقديم الدعم بالمال والسلاح لعناصر القاعدة وحلفائها وتدريبهم في بلدان مجاورة لهما وإرسالهم عبر الحدود لتنفيذ أعمالها المجرمة داخلها دون الاكتراث للأعراف الاسلامية والإنسانية أو لرد فعل القانون الدولي . واليوم و حيث مني الارهابيون بالهزيمة من الحكومة والشعب العراقي، يظهرون انفسهم مواكبين ومسايرين لهذا التطور المهم، ولاشك بطبيعة الحال كلما سنحت لهم الفرصة سيوجهون الضربة للعراق ثانياً.لاشك ان تميول الارهاب في العراق غير الدعم الخارجي يكمن في الدعم المقدم من بعض الجهات العراقية التي مازال حنينها على النظام الدكتاتوري قائماً لانه كان يمنحهم قوة التسلط على العراقيين وهؤلاء يسعون عبر دعم الارهاب الى زعزعة الوضع الامني واضعاف الحكومة من اجل تحقيق اهدافهم الاستراتيجية التي تحاول اعادة العراق والمنطقة الى عصر الاستبداد والتسلط، ولم يكتفي مثل هؤلاء بتميول الارهابيين فحسب انما عملواعلى توفير الملاذ الامن لهم من خلال توفير السكن والغذاء ومتلطبات الحياة الاخرى بمايمكنهم من تنفيذ اعمالهم الاجرامية بسهولة ويسر وامان.

داعش سوف يولي بغير رجعة بعد ان تلقى اقسى هزيمة من القوات المسلحة العراقية و بتعاون الجماهير ووقوفها معهم . هذه الهزيمة الشنيعة والنصر الكبير الذي لايثمن حصلت إثر روح التضحية والفداء لدى ابناء العراق الغيارى من القوات المسلحة للجيش والشرطة ومكافحة الارهاب و المتطوعين في الحشود المتنوعة و ماتحقق شكل ثورة وكانت كلها من عطاء تلك الجهود الخيرة الشريفة المضحية ، ان مفهوم النصر العسكري وفر الفرصة الكبيرة لاعادة تنظيم الجيش والتشكيلات العسكرية العراقية الاخرى بعد التجربة الواسعة التي اكتسبتها هذه القوات لتنقلها للعالم نوعا وكما . هزيمة داعش هو انتصار للشعب العراقي ووحدته الوطنية عامة، سنة وشيعة والاديان المختلفة وبقومياته المتنوعة ، وهزيمة شنعاء لداعش ومن يقف وراءه. وهذه الانتصارات هي الرد العملي الحاسم على مسرحية احتلال بعض المدن، التي خططوا لها لسنوات وصرفوا عليها المليارات من البترودولار. ولكن ان هذه العصابات المجرمة والمجموعات النائمة سوف لن تنتهي بسهولة والخطوات الاخطر التالية هوالاعتماد على التمويل الذاتي فمن اساليب الارهابين لتوفير المبالغ المادية هي اعتمادهم على عمليات الخطف والابتزاز من خلال خطف الاشخاص ومطالبت اهلهم بفدية مالية كبيرة وبعد دفع المال يقومون بقتل الرهينة كتعبير عن الخسة والرذيلة التي تتجسدهم فضلاً عن عمليات سرقت المنازل وبيع اثاثها بعد تهجير ساكنيها ،يجب الحذر منها على ان تضع الحكومة خطة محكمة لغلق الثغرات وتضرب الارهاب في كل مكان وعدم الركون للاسترخاء الامني والاتكاء على الانتصارات الميدانية،، على الحكومة العراقية واجهزتها الامنية محاربة مصادر التمويل والقضاء عليها قبل محاربة الارهاب نفسه فمادامت بعض دول المنطقة تساهم في تعزيز الارهاب في العراق فان عملية القضاء على الارهاب ستكون مجهدة بالنسبة للحكومة العراقية والوجود الامريكي وقواتها التي هي الاخرى كانت سبب في تفاقم ظاهرة الارهاب في العراق نتيجة سياساتها المزدوجة في التعامل الخاطئ مع هذه العصابات المجرمة.

إن الابطال والشهداء والجرحى سيكونون في قلوبنا وعقولنا ولن ننسى هذا الدين أبدا وتحية لعوائلهم. ولا ننسى ان نهنئ المرجعيـة الرشيدة والابطــــال مـــن كـــل صــــنوف القـــــوات المنتصـــــرة. إن هذا النصر لنا جميعاً وهذه العمليات تمت بتخطيط وانجاز عراقي، لم يشارك العراقيين احد من الاخرين، العراقيون هم من قاتل على الارض، ومن حقهم أن يفتخروا أمام شعبهم وأمام العالم، لم يقاتل احد غير العراقيين ولم يضـح احد غير العراقيين، كما ونتوجه بالشكر إلى كل الدول التي وقفت مع العراق ضد الدواعش من حيث التدريب والدعم اللوجستي لقطعاتنا المقاتلة على الارض. امامنا مهمة هي البناء والاستقرار، وهذا يحتاج الى وحدة، وكما توحدنا في قتال داعش يجب ان نتوحد من اجل الاستقرار وعودة النازحين والأهالي، وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

2017-11-03 1:47 GMT+03:30 A Falah :

لصوص تحت الحماية الامريكية
يمر العراق بوضع متردي لم يشهد مثيل له في تاريخه الحديث، وعلى كل الأصعِدة.لقد حان الوقت لكي يفهم سياسيوا العراق أننا بحاجة الى سياسة متوازنة معتدلة ذكية بعيدة النظر، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى، أن لا مصلحة للبلاد في إثارة الحساسيات مع أحد، والادراك بحقيقة أن البلاد غير بعيدة عن سطوة النفوذ الأميركي إطلاقا،وهذا ما تحدث عنه رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي اننا نحقق فيما اذا كان للامريكان دور في تصدير النفط العراقي من فيشخابور ( اي خارج اطار العلاقات الدولية و الحكومة الاتحادية ) وبقيمة لا تتجاوز العشرة دولارات للبرميل الواحد عن طريق عملاء لهم في تركيا اي لصوص تحت الوصاية . و القيادة الامريكية الجديدة وخاصة الرئيس الامريكي دونالد ترامب صحيح هو قليلة الخبرة في السياسة ولكن من الاوساط التجارية ويعرف اهمية النفط الاستراتيجية جيدا ويحيط بعلاقات متطورة مع اوساط الصناعات النفطية العالمية وتسعى الولايات المتحدة الامريكية للسيطرة على اركان الاقتصاد العالمي لأهداف اقتصادية وسياسية واستراتيجية ، وفي مقدمة هذه الاركان الطاقة ومصادرها مثل النفط ومشتقاته عن طريق ايجاد حلفاء لها تؤمن من خلالها السيطرة على منابع النفط وطرق امداده ووصوله,لاسيما بعد احداث 11 سبتمبر2001

لذا من أجل مصلحة البلاد العليا أن توضع العلاقة مع هذه القوة العظمى في أبعادها وإطارها الآني والإستراتيجي الصحيح بما من شأنه خدمة مصالح البلاد العليا ومستقبل العراقيين وتحديد انشطتها حفظا للسيادة واستقلال البلد بدون مزايدات وشعارات فارغة وتشنجات وسعي لكسب سياسي رخيص على حساب مستقبل البلاد، طالما أن مصير جيلنا والذي قبله قد تمت استباحته من قبل السابقين. إن الولايات المتحدة الأميركية تتحمل مسئولية أخلاقية وتاريخية في عدم مساعدة العراقيين كونهم الذين فتحوا الباب على مصراعيه ليدخل هذا البلد في التيه الانكسار والتردي وفي الخروج من النفق المظلم الذي هم فيه أن مساعيها بجلب الاستقرار للعراق كان وهم وعبث حيث “أدت إلى تنصلها من الاهتمام بقضايا أخرى مهمة مثل حقوق الإنسان، والحريات وأعطت الفرصة للسلطويين من أجل أن يتعاطوا مع منهج يختلف عن كثير من متطلبات الحرية والديموقراطية”

فمنذ الغزو الأمريكي – البريطاني عام 2003 بات التوتر العرقي والطائفية عنصراً أساسياً في سياسة العراق، وذلك في حركة استقطاب وتجاذب بين جماعات المجتمع لم يألفها العراقيون من قبل تحت شعار فرق تسد . وهذا ما يفسرّ الجرائم المرعبة التي ارتكبت كالقتل والاختطاف وتدمير الممتلكات التي انتشرت بين المجتمع العراقي في فترات مختلفة رغم انخفاض مستواها في الوقت الحالي . وحان الوقت للمطالبة بالتعويضات من واشنطن جراء الدمار الذي سبّبته على روح الانسان ومن تلوث الهواء والماء والتربة، تدمير الأراضي الزراعية، البنية التحتية، شبكات المياه، الصرف الصحي، محطّات الطاقة الكهربائية. وحتّى الآن، بعد ان تم تجاهل تلك المطالب من قبل المجتمع الدولي. يشكل هذا معياراً مزدوجاً لا يطاق ولايمكن تقبله. كما يجب ان يفهم بان التنمية السياسية هي زيادة المساواة وقدرة النظام السياسي وتمايز البنى السياسية وهي النظام المتطور سياسيا و الذي يواجه بنجاح الضرورات الوظيفية لكل نظام سياسي ،و عملية بناء الديموقراطية. ان عملية التنمية السياسية تتطلب بشكل جوهري إشباع المطالب ومعالجة المستجدات، وتعبئة الموارد البشرية والمادية لغرض أجراء التحولات الكبرى في المجتمع، وتأسيس بنى اجتماعية سياسية مؤهلة تسانده وتؤدي وظائفها بشكل سليم .واعداد الخطط الاستراتيجية بخبرات تخصصية كفوءة بعد غياب الرؤية الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الماضية وغياب وضوح الرؤية السياسية والاقتصادية التي تستوجبها تنمية الاقتصاد الوطني وتغيير بنيته الاقتصادية وبنية الدخل القومي والمرتبطة عضوياً بالإيديولوجية الباهتة والصفراء التي يحملها المسؤولون عن الحكومة وملفها الاقتصادي والاجتماعي. وهي الرؤية التي تركز على توقيع المزيد من عقود النفط لمزيد من التنقيب والاستخراج والتصدير لتتعمق الطبيعية الريعية النفطية والاستهلاكية والخدمية وغير الإنتاجية للاقتصاد الوطني العراقي وليزداد انكشافه على الخارج من خلال التصدير والاستيراد.

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here