عمليّة تطهير في الصحراء الممتدّة من الرطبة إلى حدود كربلاء

دخل التحالف الرباعي بين العراق وسوريا وإيران وروسيا حيّز التنفيذ بالتزامن مع الانتصارات التي حققها الجيشان العراقي والسوري في القائم ودير الزور.
وتقترب القوات العراقية والسورية بشكل متزامن على جانبي حدوديهما، في سعيهما إلى إطباق الخناق على تنظيم داعش.
ومساء أمس وجّه الطيران السوري غارات مكثفة على مواقع داعش في البوكمال التي باتت آخر معاقل للتنظيم في سوريا.
وأعلن ناشطون سوريون رصد دخول سيارات تحمل عناصر من تنظيم داعش إلى مدينة البوكمال السورية قادمة من قضاء القائم. وهو ما دفع فصائل في الحشد الشعبي لإعلان استعدادها لمطاردة داعش داخل الاراضي السورية.
وأكد العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، لـ(فرانس برس) وجود تنسيق مع الجيش العربي السوري.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري قوله إن”التنسيق موجود من غرفة العمليات المشتركة السورية الروسية العراقية الإيرانية في بغداد”.
وتمكنت القوات المشتركة، يوم الجمعة، من تحرير مركز قضاء القائم الحدودي بعد ساعات قليلة من بدء عملية الاقتحام.
وقال قائد عمليات تحرير غرب الانبار، الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله إن”قيادة عمليات الانبار نفذت عملية نوعية واسعة لتطهير وتفتيش المناطق كافة من الأنبار باتجاه الرطبة ومن الرطبة باتجاه الحدود الإدارية لمدينة كربلاء وجميع المناطق المحيطة بالرطبة، بالتزامن مع اقتحام قواتنا البطلة مناطق السعدة والكرابلة وحصيبة التي أنجزت مهامها بتحرير كامل مناطق جنوب نهر الفرات وإكمال تحرير القائم والوصول الى الحدود الدولية”.
وأضاف يارالله، في بيان له أمس، إن”جميع قطعات قيادة عمليات الانبار وفوج من شرطة طوارئ الانبار وحشد الانبار وجميع المديريات والوكالات الاستخبارية العاملة بالقاطع اشتركت بالعملية”.
وأشار قائد عمليات غرب الانبار الى ان”العملية أسفرت عن تدمير 15 معسكراً للإرهابيين بإسناد طيران الجيش الأبطال، وتدمير 10 أوكار تستخدم من قبل الإرهابيين لشن الهجمات على الطريق”.
وأوضح يار الله ان”عدد المناطق المحررة بلغ 40 قرية، ومطار الرطبة الجنوبي، ومطار الرطبة الشمالي، لتبلغ المساحة الكلية المحررة 20000 كم”.
وبعد يوم من إعلان تحرير مركز مدينة القائم، أعلن المرصد السوري المعارض أنّ اشتباكات عنيفة تدور بين تنظيم داعش من جهة وعناصر الحشد الشعبي من جهة أخرى على محاور قرب الحدود السورية العراقية.
وذكر المرصد، في بيان له أمس، أن”الاشتباكات وقعت عند منطقة الهري الحدودية، في الريف الشرقي لدير الزور، بعد تمكن قوات الحشد الشعبي من السيطرة على قضاء القائم المقابل لمدينة البوكمال في الجانب السوري”، مشيراً إلى ان”الاشتباكات ترافقت مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية”.
وأضاف المرصد السوري، بحسب وكالة رويترز، ان”ضربات جوية استهدفت مناطق في ريف دير الزور الشرقي، قرب الحدود السورية العراقية، بالتزامن مع قصف مدفعي طال المنطقة”، مبيناً أن”القوات العراقية والحشد الشعبي المرافق لها، عمدت إلى قصف بلدة الباغوز الواقعة قبالة مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، ما تسبب بأضرار مادية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية”.
وأشار المرصد الى دخول سيارات تحمل عناصر من تنظيم داعش، قادمة من منطقة القائم والمعبر الحدودي الواصل إليها، بعد تمكن القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي المرافقة لها من السيطرة على المعبر، ودخولها إلى منطقة البوكمال وباديتها، على متن آليات وعربات وصلت إلى مناطق سيطرة التنظيم فيها.
وفي هذا السياق، قال جعفر الحسيني، المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق، إن قواته التي تقاتل التنظيم قرب الحدود مع سوريا، ستقاتل التنظيم أيضا في بلدة البوكمال السورية الحدودية.جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الحسيني يوم الجمعة لقناة الميادين.
وأضاف الحسيني أن قوات المقاومة العراقية ستشارك في المعركة ضد داعش في البوكمال السورية،لأنها تقع على الحدود مع العراق.
وأوضح القيادي في كتائب حزب الله ان”البوكمال السورية تحت مرمى صواريخ القوات العراقية في مدينة القائم ووجود قواتنا على حدود البوكمال سيكون محورا جديدا في مواجهة داعش”.
من جهته، أكد الكولونيل راين ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي، أن”قيادات داعش تترك أتباعها للموت أو للقبض عليهم في تلك المناطق”.
واضاف ديلون لـ(فرانس برس)، ان العناصر الذين يتمكنون من الهروب “يختبئون في صحراء” وادي الفرات الأوسط، التي كانت على مدى سنوات خلت معبراً للتهريب ودخول الإرهابيين وغيرهم من المقاتلين المتطرفين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here