للصبر حدود!

إذا كنت زوجةً أو ابنةً أو أختاً أو زميلةً، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم… وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

الزوجة تشتكي: أحلامك خربت بيتنا!
لا أدري إن كانت موسوعة غينيس للأرقام القياسية تشمل فقرة لأكثر شخص غيّر عمله أو وظيفته خلال زمن معيّن! إن كانت لا تشمل هذه الفقرة فربما من الأفضل أن يتم إضافتها لتشمل اسم زوجي ليث، أمّا إن كانت موجودة فأنا متأكدة أن ليث سينسف بقيّة منافسيه ويحتل اللقب!
خلال عام ونصف فقط، صدقوني، لا أستطيع تذكر عدد الوظائف التي انتقل منها ليث، آخرها كانت وظيفة استمر فيها لمدة أسبوعين فقط لا أكثر، بعدها قدّم استقالته من دون النظر والبحث المسبق عن بديل! بتّ معتادة على زفّه خبر استقالته لدرجة أن ردّة فعلي تحوّلت من: (لطفك يارب، ليش؟ شو اللي صار؟ خللي نقعد نحكي ونفكر) إلى (خير إن شاء الله)!
لا أريد أن أفكر ولا أتحاور ولا أبحث في الأسباب، فالإجابات كلها موجودة مسبقاً لديّ. أحلام ليث كثيرة وكبيرة، ومبدأه الدائم التصريح به: (لازم أفتش عن الأفضل والأحسن). يبحث عن المثاليات في أجواء العمل ولا يريد أن يستوعب أن أجواء العمل المثالية يستحيل أن يجدها في أي وظيفة، أبسط مثال أن الأسرة الواحدة تختلف وتتشاجر ويحدث بينها سوء فهم، فما بالك في أجواء عمل كل فرد من بيئة وعقلية مختلفة! كنت في السابق أحاوره كثيراً أما الآن فقد مللت الحوار، وسئمت من النقاشات المتكررة.
النتائج أننا نجلس أحياناً بالأشهر بدون دخل، نعيش على ما استطعت توفيره من الوظيفة السابقة، لكن حساب التوفير بدأ يقل، والمصاريف تزيد، فالأطفال يكبرون والاحتياجات تكثر، وليث يعيش في حلم الحصول على تلك الوظيفة المثالية التي تدر عليه وابلاً من المال، وأجواؤها مريحة ومثالية!
ألا يشعر بالضغط الذي يسببه لي؟ بالمسؤولية الزائدة التي يضعها على عاتقي؟ ألا يرى أنني من تدير المنزل وتمسك بميزانيته وتلبي حاجاته، وفي الوقت أحافظ على وظيفتي وأسعى إلى تطويرها؟ ألا يرى كل هذا ويشعر به؟ وكلما رآني محبطة، يربّت على كتفي ويقول (شويّة صبر)! أي صبر هذا، أريد صبراً لهذا الصبر، والله أحلامه خربت بيتنا ويا خوفي مما سيأتي.

إيمان (37– ممرضة في مستشفى خاصة)
على الفيس بوك كتبت: لكنْ للصبر حدود، للصبر حدود، للصبر حدوووود يا حبيبي!
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لإيمان على موقع سيدتي نت

إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم… ولعلها تكون ذكية!

الزوج يرد: شويّة صبر حبيبتي

ليس من الخطأ ولا العيب ولا الحرام أن أسعى لأحقق ما أطمح إليه، وأوفر لعائلتي دخلاً مريحاً، وليس ممنوعاً أن أترك الوظيفة التي أنا بها لأبحث عن غيرها إن لم تناسبني، فالحياة تجارب ونحن نعيشها مرة واحدة فقط، وعلينا أن نكتسب أكبر عدد من التجارب لنكتشف ما يناسبنا ونتعلم، ما الخطأ في ذلك؟

لست شخصاً غير مسؤول، كما تحاول أن تلمّح زوجتي إيمان في أحاديثها المبطّنة معي، تشعرني وكأنني مراهق متهور ولا أعي ما أفعل، توجه النصائح والإرشادات وأحياناً الانتقادات، كل هذا لأنها عديمة الصبر ولا تؤمن بقدراتي ولا أحلامي.
لم يحدث أبداً أن تركت عملاً من دون أن أكون على علم مسبق بان لدينا ما يكفينا من حساب توفير نستند عليه في الفترة القادمة إلى أن أحصل على وظيفة جديدة، لست بهذا الطيش لكن الفرق بيني وبين إيمان أن إيماني أكبر وأعمق، مع أن اسمها إيمان؛ لكنه اسم على غير مسمى، فلو كان إيمانها كبيراً وتوكلها على الله والثقة به لما توترت وقلقت كلما تركت عملاً!
قد يتصور البعض أنني شخص اتكالي خاصة أن زوجتي تعمل ولديها دخل نعتمد عليه، وللأسف أغلب الناس يفسرون ويحللون الأمور حسب منظارهم الشخصي ووعيهم ويقيّمون الأحداث وفق تجاربهم الشخصية. لا أنتقد هنا البشر وطريقة تفكيرهم بل أحترمها؛ لكني أتأسف لمن لا يحاول أن يرى الأمور من وجهة نظر الشخص المقابل. نعم أنا شخص أحب المثاليات؛ لكني لست بتلك السذاجة التي تجعلني أترك وظيفة ما لمجرد أن أجواءها لا تعجبني، أنا أقيّم الموضوع من جميع الزوايا ثم أزن بين الإيجابيات والسلبيات، ولسوء الحظ غالباً ما تكون كفة السلبيات أثقل وقراري حينها هو الاستقالة، فلست مستعداً للاستمرار في وضع لا أرتاح له وقراراتي دائماً في الحياة هي أن أرمي بما لا يناسبني!
قد لا يروق كلامي لإيمان، وربما أيضاً من يقرأ هذه الأسطر، ولكن أود أن أنصح أي شخص في وضعي وهو ألا يستمر في حال وهو غير مرتاح له، فكثرة الضغوطات ستولد أزمات وتؤدي إلى أمراض، ولا أريد أن أعيش حياتي بمرض وعلل مزمنة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here