هل (امريكا.. تركت تشكل الهلال الشيعي).. (كحاجز.. يقسم المليار سني.. بين اسيا عن افريقيا)

بسم الله الرحمن الرحيم

يثير البعض تساؤلات.. تحيرهم.. تنطلق من عدم وضوح الرؤيا لديهم، واخرين يطرحونها من باب نظرية المؤامرة.. واخرين يطرحونها لدعم طروحاتهم.. مفادها.. (لماذا امريكا تركت ما يسمى الهلال الشيعي ان يتشكل) والاصح (الهلال الايراني من طهران للمتوسط ..بل من افغانستان الى لبنان مرورا بطهران).. (ويدعمون ذلك بتساؤلات ، بان الفصائل المحسوبة شيعيا لم تتعرض لاي عمليات قصف جوي امريكي كما تستهدف امريكا الجماعات المسلحة السنية بالعالم من افغانستان لليمن الى العراق وسوريا وغيرها.. ولولا امريكا لما سقط صدام عام 2003 ولما وصل شيعة للحكم في بغداد.. في وقت ايران كانت تقيم علاقات مع صدام)..

وهذه الطروحات ايضا اثيرت بشكل اوسع بعد ازمة (استفتاء كوردستان وما جرى من اجتياح كركوك).. لعدم ادراكهم كيف ترسم خرائط العالم ولا يعرفون ماذا تعني (الدول والمناطق الحاجزة).. فهؤلاء كما ذكرنا يطرحون تساؤلات عبر (شكوك بان هناك روابط تفاهم بين امريكا وايران).. او ينسد لديهم التفكير فيقولون.. (ان امريكا من تحرك هؤلاء الفصائل المحسوبة شيعيا الموالية لايران).. مفادها (لماذا امريكا لا تستهدف فصائل الحشد الشعبي؟ لماذا لا تستهدف امريكا الجيش السوري الحليف لايران، لماذا امريكا لا تستهدف قاسم سليماني المتهم بالارهاب عالميا مع ابو مهدي المهندس؟ كما استهدفت الزرقاوي وبن لادن وابو ايوب المصري.. وصدام .. واسقطت حكم طالبان بافغانستان… الخ.. وجميع هؤلاء من السنة..)..

لماذا امريكا تدعم حكومة بغداد التي يراسها محسوب شيعيا مقرب من ايران وقواته المركزية في هزيمة داعش بالموصل والمثلث السني العربي بكامله.. (لماذا امريكا لم تدعم البرزاني في استقلال كوردستان وتركت مليشة الحشد الايرانية الهوى عراقية التمويل مع الجيش المركزي لبغداد المدجج بالاسلحة الامريكية، من اجتياح كركوك والمناطق المتنازع عليها).. (لماذا نجد الطيران الامريكي والروسي معا.. يستثنون مليشة الحشد والجيش السوري والجيش العراقي الاتحادي .. ليتحرك سليماني من طهران لبيروت مرورا ببغداد ودمشق بكل حرية)؟؟ (ما العامل المشترك بينهما)؟؟ هل هو مرحلي؟؟ ام استراتيجي بعيد المدى؟؟ ام ماذا؟ هل (روسيا مع الهلال الايراني الذي يوصف بالشيعي).. حسب الرؤية الروسية.. (وامريكا مع القوس الشيعي العربي الخليجي) حسب خرائط الشرق الاوسط الجديد الامريكية.. ؟

الجواب:

1. علينا فهم.. بان القوى الدولية سواء من رسمت حدود المنطقة بل كثير من بقاع العالم ببداية القرن الماضي بريطانيا وفرنسيا وروسيا.. او القوى الدولية اليوم كروسيا وامريكا.. تريد (سدا.. او حاجزا حديديا) يفصل بين الكتلة السنية المهولة باسيا الوسطى والهند وباكستان وتركيا وغرب الصين التي تقدر بمئات الملايين من السنة.. عن الكتلة السنية المهولة التي تقدر بمئات الملايين البشر ايضا من السنة بشمال ووسط افريقيا والخليج .. من اجل (منع بروز دولة الخلافة الاسلامية السنية الكبرى التي في حال تواصلهما جغرفيا) يمثل خطرا مرعبا.. على الامن العالمي.. والنقاط التالية سوف تبين المقصود باكثر توضيحا.

2. نقل عن الصواف خلال اقامته باحدى دول الخليج.. وهو زعيم الاخوان المسلمين في العراق الذين يطرحون دولة الخلافة.. وكلنا نعلم ان (بذرة داعش فكرة اعادة الخلافة).. فمحمود الصواف كان يردد ويقول.. بان (العرب لن يحررون فلسطين).. ومن سوف يحرر فلسطين هم (اناس اشداء في جبال الهملايا يطلق عليهم البشتو) وكان يردد ذلك بالسبعينات من القرن الماضي.. ليكونون نواة (دولة الخلافة الاسلامية الكبرى).. و(ننبه بان روسيا السوفيت اجهضت مشروع الاخوان باجتياح افغانستان).. (وامريكا اجهضت مشروع روسيا من الوصول للمتوسط بدعمها المجاهدين الافغان)..

( وردد الشيخ احمد الكبسي اخيرا.. بان من سوف (يحرر فلسطين هو كوردي) ايضا وطالب بضم اقليم سني عربي بالغربية لدولة كوردستان عندما حصلت ازمة الاستفتاء.. هذه النزعة السنية المتطرفة.. باقامة دولة الخلافة الاسلامية السنية الكبرى المرعبة.. التي لا تمثل تهديد للامن العالمي فقط بل تهدد بقاء عشرات بل مئات الملايين من المسيحيين والشيعة وبقية الاطياف من الصين للمحيط الاطلسي في حالة قيامها.. فعنوانها (تحرير فلسطين.. وباطنها اجتثاث بكل دموية لليهود والشيعة والمسيحيين واليزيديين وغيرهم من الاطياف الغير سنية)..

3. علينا ان نفهم بان من رسم خرائط الشرق الاوسط القديم وضع حاجزا جبليا بين تركيا ومنابع النفط بالخليج والبصرة، للك تم (ضم ولاية الموصل الجبلية لمنطقة العراق) من اجل وضع جدار عازل بين تركيا اتاتورك ببداية القرن الماضي عن منابع النفط.. وكذلك وضعت دول حاجزة لتحجز روسيا عن المياه الدافئة بالخليج.. (توضيح الدولة لحاجزة او المنطقة الحاجزة.. طبقها الاوربيين داخل اوربا ايضا كما فعلوا من تاسيس سويسرا التي اساس تاسيسها لتكون دولة حاجزة بين قوميات كبرى في اوربا لمنع تصادمها)..

4. بعد تضعضع فكرة (الحاجز الكوردي) بشمال سوريا مع اقليم كوردستان شمال منطقة العراق.. وعدم المراهنة عليه.. و خاصة لولاء و تقارب اجنحة كوردية قومية كحزب ال طالباني مع ايران وسليماني.. اصبح مراهنة امريكا على (المستطيل الكوردي) كحاجز ليس مدعوما بقوة.. مع بقاء خيوط ارتباط بين واشنطن واربيل..

5. احد اسباب عدم القضاء على ايران.. رغم الضعف والتهرئ الداخلي فيها من مكونات متنافرة.. قوميا وغيرها.. هو (ان ايران تمثل دولة حاجزة ايضا بين السنة من اوسط اسيا الى مضيق هرمز).. تفصل ايضا الكتلتين السنتين عن بعضهما البعض..

نذكر هنا.. بان امريكا تدرك مخاطر (ايران وتسخيرها للمظلومية الشيعية العربية بعيدا عن مصالح الشيعة العرب).. لذلك امريكا تطرح (القوس الشيعي) والذي هو عبارة عن دولة شيعية كبرى تمتد من البحرين لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى، اضافة للاحواز وطرفي الخليج ووسط وجنوب منطقة العراق.. ليكون سدا شيعيا عربيا .. يهدف لمنع وصول روسيا للمياه الدافئة.. وكذلك لكسر شوكة ايران بالمنطقة.. وكذلك لادراك امريكا بان عدم استقرار المنطقة الشرق اوسطية انه تشكل من كيانات مصطنعة رسمتها بريطانيا وفرنسيا وروسيا ببداية القرن الماضي من مكونات قومية ودينية ومذهبية متنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد.. وعليه خارطة الشرق الاوسط الجديد تصحح المسار وتؤسس لدولة تعكس حقائق جغرافي وديمغرافي متجانسة داخليا.. القصد ان امريكا مع القوس الشيعي العربي.. وليس مع الهلال الايراني ..

علما اكبر عقبة امام حكم الشيعة العرب بالمنطقة لانفسهم بمنطقة اكثريتهم سواء بالاحواز او بمنطقة العراق او في المنطقة الشرقية.. هي (ايران سواء كان نظامها خمينيا او خامنئيا او شاهشاهانيا).. فاكبر خطر يهدد ايران هو بروز دول او دولة كبرى للشيعة العرب نفطية بالاحواز والمنطقة الشرقية من الخليج ووسط وجنوب منطقة العراق.. لان ايران قائمة على نهب نفط الشيعة العرب والسعودية قائمة ايضا على نهب نفط الشيعة العرب كالبحرين ايضا.. لذلك نرى ايران ترهن اي منطقة تدخلها وفيها شيعة بايران ولمصالح ايران القومية العليا بكل خسة من الانظمة الايرانية الحاكمة.. بل تعمل ايران على افشال واهمال القطاعات الصناعية والزراعية بمناطق الشيعة العرب من اجل بقاء مناطقهم سوق استهلاكية لبضائع ايران الرديئة.. وكذلك بقاء شباب الشيعة العرب عاطلين عن العمل وفقراء ليسهل تجنيدهم بمليشيات تعلن ولاءها لايران.. وهذا ما يفسر بان سليماني (رستم ايران) يستطيع بسهولة من تجنيد المليشيات و تفريخها بنفس الوقت.

تنبيه.. الأمن للشيعة العرب هو التحالف مع امريكا لاقامة القوس الشيعي العربي الخليجي.. خير من (الهلاك الشيعي- الهلال الايراني) الذي يستنزف خيرة شباب الشيعة العرب لزجهم بمستنقعات سنية عربية وكوردية سنية.. لتأمين ممر بري للامبراطورية الفارسية من طهران للمتوسط..

ونذكر.. بان امريكا مهما طال الزمن.. لن تنسى من تورط بدماء ابناءها وقواتها .. الا ويكون مصير هؤلاء القتلة مصير اسود.. .. كهتلر وموسليني والزرقاوي وابو ايوب المصري و اسامة بن لادن و صدام حسين وحركة طالبان التي اسقطت حكمهم بافغانستان.. وابو بكر البغدادي .. ونوريغا حاكم بنما السابق وغيرهم الكثيريين.. فليحذر من يحذر من غضب الاسد الامريكي اذا ثار.. والحمد لله نجد ان معظم من رفعوا السلاح ضد امريكا وعادوها هم ارهابيين مرفوضيا عالميا، بينما من تدعمهم روسيا عبر تاريخهما.. معظمهم انظمة مجرمة دكتاتورية .. كنظام بشار الاسد وصدام والقذافي وكوريا الشمالية واوربا الشرقية وغيرهم الكثير.. والقائمة سوف تأتي لاحقا بمقتدى والخزعلي وابو مهدي المهندس وقاسم سليماني وبقية شلة الدمويين الذين حرقوا المنطقة لمصالح ايران القومية العليا.. فلن يكونون بعيدين عن الانتقام الامريكي لكل من تورط بدماء الشعب الامريكي وجنود القوات المسلحة الامريكية البطلة التي اسقطت الطاغية صدام وموروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة بمنطقة العراق..

……………………….

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here