ومضات خاطفة : تسونامي التغييرات السياسية العاصفة في السعودية

ومضات خاطفة : تسونامي التغييرات السياسية العاصفة في السعودية

نعلم مسبقا أن ما حدث و يحدث في السعودية من تسونامي التغييرات العاصفة والمزلزلة والمؤدية إلى اعتقال 11 أميرا من أفراد الأسرة السعودية الحاكمة ـــ ولو بدافع غاية في نفس يعقوب ــ وفوق ذلك كانوا في مناصب ومسئوليات حساسة مهمة ، زائدا عددا آخر من رجال أعمال و إعلام معروفين على نطاق واسع فنقول ::
ــــ نعلم بأن كل هذه التغييرات السياسية العاصفة سوف تترك بعضا من العراقيين كما هم لا يحركون ساكنين ، وهم لا زالوا ، وسوف يبقون منهمكين ، بترديد ـــ ككببغاء ملقن ببراعة !! ــ ما يكتبونه منذ سنوات طويلة عن النظام السعودي والوهابية و و و الخ ..دون أن يفكروا في ماهية هذه التغييرات و الأسباب و الدوافع الكامنة خلفها ، بل ربما مدى تأثيراتها ــ في حالة تواصلها على هذا المنوال ــ على المنطقة من انعكاسات قد تكون إيجابية ومساهمة في استقرار الأمن في العراق ..
فسوف يستمر هؤلاء ـــ و كأن شيئا لم يكن ـــ في توجيه شتائمهم ضد سياسات حيدر العبادي و النظام السعودي ، ناسين في الوقت نفسه ، الجمود السياسي لنظام ولاية الفقيه الإيراني الثيوقراطي المظلم ، وبقائه كالأسمنت المسلح بدون أي تغيير أو تبديل منذ عقود طويلة ..
أما بالنسبة لنا ( نحن المستقلين و المتخلصين من لوثة العقائد الرمادية و المغبرة ـ و لأننا نحترم نعمة عقولنا و كذلك عقول القراء الكرام يضا ) فسوف نعتبر هذه التغييرات نقطة إيجابية ، وكخطوة أولى و واضحة المعالم في النفق السعودي المظلم و الطويل ، متمنين استمرارهما للتخلص حتى آخر خطوة مهمة و جذرية و جدية التي يجب أن تكون متجسدة بعزل الفكر الوهابي التكفيري عن سياسة الدولة السعودية ومؤسساتها الرسمية عبر الخلاص من وباء الوهابية ذات الطابع الديني الفاشي المقيت وضرورو وضع كل المؤسسات الدينية المتواطئة وخاصة منها ما تسمى بجمعيات خيرية ــ والتي كانت المختصة أصلا بنشر و دعم وتمويل الإرهاب في العالم ووضعها تحت طائلة القانون و المساءلة والعقاب الصارم ..
كما نريد أن نلفت نظر هؤلاء المستخفين بالتغييرات السياسيةالعاصفة في السعودية و المتضمنة عمليات اعتقال أمراء و مسئولين كبارا سابقين من ضمن العائلة الحاكمة ، نذكرهم بعجز الحكومة العراقية و خاصة ” التحالف الوطني الحاكم الشيعي ” بعجزهم عن اعتقال كبار مسؤلين عراقيين الذين تسببوا بخراب حياة ومستقبل البلاد والعباد سواء روحيا أو ماديا ، عبر نزيف مالي و بشري متواصلين حتى الآن من حيث دفع العراق إلى حافة شبه إفلاس ناهيك عن سلسلة مجازر بشرية راحت ضحيتها عشرات الأف من مواطنين أبرياء في الوقت الذي لا زال بعض من هؤلاء يتبؤون مناصب عليا في سلم الدولة كنوري المالكي و غيره من فرسان المنطقةالخضراء الفاشلين ..
ففي النهاية : إن العبرة تكمن في أفعال متجسدة بأعمال ملموسة و مثمرة و كذلك في محاولة التغيير والخروج من المأزق نحو الحلول الناجعة وليس العيش بأوهام أو بانتظار حدوث معجزات التي لن تحدث أبدا ، مهما انتظروا عبثا ، كما في مسرحية ” في انتظار غودو ” !..

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here