شروط السعودية لاطلاق سراح سعد الحريري

بعد الاتصالات التلفونية التي تلقاها ملك السعودية سلمان من الرئيس المصري وملك الاردن والرئيس الفرنسي حول موضوع رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وتاجيل مفتي لبنان السني عبد اللطيف دريان زيارته للسعودية مشترطا على القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري الذي زاره في دار الفتوى ان يعود من السعودية ومعه سعد الحريري لان الوضع السني في لبنان ارتبك كثيرا واصبح موضع سخرية للطوائف الاخرى فقد استدعي الحريري من قصره حيث الاقامة الجبرية وتمت مقابلته مع الملك السعودية لثلاث دقائق فقط لاخذ الصور ونشرها في الاعلام لاظهار ان الحريري غير مشمول بموضوع الفساد الذي حول المهلكة السعودية الى حالة من التوجس و الخوف و الهلع حتى على مستوى الشعب السعودي نفسه و المقيمين والذي قام الكثير منهم بتحويل اموالهم الى دبي فيما قام الوافدون بتحويل اموالهم الى بلدانهم وهو ما ادى الى اصدار قرار ملكي بايقاف التحويلات المالية ومنع محلات الصيرفة من تحويل اي مبلغ مقابل عقوبات مالية كبيرة وحيث اصبح موضوع الحريري عبئا على السعودية التي لم تستطع اخراج الموضوع بشكل مقنع فقد اجتمع مدير مكتب ولي العهد بالحريري وابلغه شروط محمد بن سلمان لاطلاق سراحه وهي كالتالي :
1-بقاء عائلة الحريري ( زوجته وابنه حسام وعبد العزيز ولولوة) في السعودية لانهم مقيمون بالاساس ولا يسمح لهم بالسفر خارج السعودية بالوقت الحالي وفي حال لم يستجب الحريري لبقية المطالب تسقط عنهم الجنسية السعودية ويطردون خارج السعودية .
3- تنازل الحريري عن كل ممتلكاته في السعودية وتحويل شركته سعودي اوجيه الى ملكية محمدبن سلمان ( يمتلك بن سلمان 60% مناسهم الشركة حاليا ) مع تحويل كل املاكه في فرنسا الى الحكومة السعودية بضمنها القصر الذي اهداه الى عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية السوري السابق و الذي تسكنه عائلته الان .
4-عودته الى لبنان واصراره على الاستقالة الا اذا وافق رئيس الجمهورية على ابعاد وزيري حزب الله في الحكومة ( وزير الرياضة ووزير الصناعة) .
5- اعلان الحريري نيابة عن تيار المستقبل وفريق 14 أذار بقطع كل الصلات السياسية و الاجتماعية و الاعلامية والاقتصادية مع حزب الله وكل من يسانده .
6- اطلاق سراح كل الموقوفين السنة المتهمين بالارهاب خصوصا السعوديين .
7- الغاء مرسوم تعيين سعيد زخا سفيرا للبنان لدى سوريا.
8- منع سفير ايران من لقاء اي مسؤول سني وعدم لقاء اي شخصية ايرانية تزور لبنان .
9-تعيين اشرف ريفي وزيرا للداخلية .
وقد وافق الحريري على كل الشروط دون نقاش وانه لن يعدل عن الاستقالة الا بتنفيذ هذه الشروط واذا رفض الرئيس اللبناني ذلك فان الحريري سيدعو الى تظاهرات واعتصامات لخلق فتنة سنية شيعية وهي التي حذر منها الرئيس المصري بعد مقابلته لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي كان يحضر مؤتمرا في شرم الشيخ ومن المفترض ان يعود الحريري الى لبنان بمعية البطرك الراعي بشارة زعيم الطائفة المارونية في لبنان والذي سيزور السعودية بعد غد بدعوة من الملك سلمان وهي خطوة مقصودة لجذب التاييد المسيحي للسعودية.
الامور التي لم تتوقعها السعودية وجعلتها تظهر الحريري بانه حر وليس تحت الاقامة الجبرية هي :
1-اعتقاد الجميع في لبنان سنة وشيعة ومسيحيين بان استقالة الحريري مفروضة عليه وليست باختياره خصوصا عندما عجز اعضاء المستقبل عن تبرير استقالته وعدم تصريح عمته بهية الحريري .
2- ردالفعل الهادئ لرئيس جمهورية لبنان العماد ميشيل عون وعدم قبوله الاستقالة الا بحضور الحريري نفسه .
3- رد فعل حزب الله و الذي جاء مساندا للحريري باعتباره قد تعرض لضغوط سعودية وان الحريري يريد استقرار لبنان عكس السعودية بينما كانت السعودية تتوقع ان يهاجم الحزب الحريري ويتهمه بالعمالة للسعودية وخيانة لبنان لتتمكن السعودية من استثارة سنة لبنان وخلق الفتنة ولهذا طلبت البحرين والسعودية والامارات من مواطنيها مغادرة لبنان فورا معتقدة بان السيناريو الذي وضعته سينجح ولكنها فشلت حيث استغربت الطائفة السنية من رد فعل رئيس الجمهورية وحزب الله الذي كان مساندا للحريري .
الحريري من جانبه لا يستطيع مخالفة الاوامر السعودية خصوصا ما يتعلق بعائلته وامواله وبالتالي سيكون مجبرا على تنفيذ الشروط التعجيزية و التي لن تؤدي الى نتيجة سوى احتقان الوضع اللبناني وهو ما تريده السعودية خصوصا وانها تورطت بموضوع الحريري ولا تدري كيف تخرج منها ومن خلال اي سيناريو كما حدث معها في اليمن فهل يضحي سعد الحريري بعائلته وامواله من اجل لبنان ام انه سيضحي بلبنان من اجل الجنسية السعودية التي يحملها علما بانه لديه جنسية فرنسية كذلك منحها اياه الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك ولذلك حمّل الرئيس الفرنسي ماكرون الحكومة السعودية سلامة المواطن الفرنسي سعد الدين الحريري ومطالبا بعودة الحريري الى وطنه فرنسا وهو ما رفضته السعودية .
اثنان من حرس الحريري الخمسة الذين رافقوه عادوا الى لبنان وبقي ثلاثة اثنان مع الحريري وواحد مع عائلته .
ترى ماذا سيفعل سعد الدين بن رفيق الحريري ؟

محمد العبد الله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here