أمريكا الشرطي و القاضي و السجّان

رشيد سلمان
عقوبات امريكا على الدول و المنظمات و الافراد لا تعد و لا تحصى و لم يبق الا ان تفرض امريكا عقوبات على نفسها لأنها تتصرف كشرطي العالم الاحمق المتغطرس.
ما يفقد قيمة العقوبات ان أمريكا فرضتها على افراد في منظمات إرهابية مثل داعش و القاعدة و طالبان مع ان هذه المنظمات مصنفة عالميا إرهابية و لها علاقة وثيقة مع امريكا.
هذه العقوبات تشبه عقاب المعلم في مدرسه ابتدائية لطلابه و تفقد قيمتها و تأثيرها بسبب تكرارها غير المبرر.

أكثر الدول و رعياها عرضة للعقوبات هي ايران و كوريا الشمالية و سوريا و الصين و روسيا و قد ثبت عدم جدواها لأنها حذّرت هذه الدول من أمريكا.
الدول التي عاقبتها أمريكا اصطفّت ضدّها في المنظمات الدولية ما أفشل قرارات أمريكية خاصة في مجلس الامن.
العقوبات على ايران أدت الى تكاتف الشعب الإيراني مع قادته و الاعتماد على نفسه فتحقق الاكتفاء الذاتي في الصناعة و الزراعة و حث الإيرانيين على التسلح لدفع الاخطار.
العقوبات على كوريا الشمالية أدت الى تكاتف الشعب و قادته و زيادة قدرتها النووية و الصاروخية مار ارعب جيرانها و أمريكا.
العقوبات على الصين فارغة لان الصين دول عظمى صناعيا و تجاريا وزراعيا و عسكريا و منتجاتها غزت العالم و أمريكا.
العقوبات على روسيا فارغة لان روسيا استعادت الكثير من نفوذها الذي فقدته بعد تفكك الاتحاد السوفييتي و هي اقوى دولة بعد امريكا. العقوبات على سوريا و رعاياها دفعت سوريا الى علاقات وثيقة مع روسيا و منها القاعدة العسكرية للأسطول الروسي و مساعدتها في الحرب على داعش.

صحيح ان بعض العقوبات اضرت بالبلد الذ فرضت عليه و لكن مجملها اضر بنفوذ أمريكا و علاقاتها الدولية بالإضافة الى القطيعة التجارية.
الادارات الامريكية بسبب غطرستها لا تدرك ان من تعاقبه من الدول سيصطف سياسيا و عسكريا مع روسيا و اقتصاديا مع الصين ما يضعف نفوذ امريكا في العالم و قد تحقق ذلك.

احتضان امريكا لدول الخليج الوهابي الارهابي بقيادة السعودية بسبب بيع السلاح و الرشوة ضرره اكثر من نفعه لان خسائر امريكا العسكرية و البشرية في سوريا و العراق فاقت واردات بيع السلاح و الرشوة.
معاهد البحوث الامريكية بكل اصنافها ساهمت في تدهور نفوذ امريكا لأنها بدلا من ارشاد الادارة الأمريكية تلقي باللوم على من تعاقبه امريكا لان القاء اللوم على الاخرين غريزة امريكية.

باختصار: يمكن القول ان أمريكا تعاقب نفسها بدلا من معاقبة الاخرين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here