حول اتحاد القوى البعثية ووزارة الخارجية

بداية لا بد من القول من ان70% من موظفي وزارة الخارجية الحاليين الجدد ( من الشباب من الجنسين اناث وذكور نصفهم ابناء موظفين سابقين من ايام البعث ونصفهم الاخر تم تعيينهم بواسطة المحاصصة ) هم عار على الوزارة وعلى العراق وانهم اسوأ ممثلين للعراق في الخارج لانهم عديمي الثقافة (ويكفي ان تسمع احدهم يتكلم بالفصحى لتتاسى على اللغة العربية وتنعي قواعد النحو ) والمعرفة باصول العمل الوظيفي لان كل ما يعرفونه هو انهم موظفون في وزارة الخارجية وانهم ينتظرون رحلة السياحة لمدة اربع سنوات عندما يرسلونهم للعمل في السفارات وانهم بانتظار الترقية .
وهذه المثلبة مسؤولة عنها الوزارة بوزيريها هوشيار زيباري وابراهيم الجعفري ولابد من الاعتراف بها لانها حقيقة واقعة .
اما قضية البعثيين وولولة اتحاد القوى عن مظلومية اهل السنة في الوزراة فلابد من معرفة اساسها وهي كالتالي :
من المعروف ان موظفي وزارة الخارجية في عهد صدام حسين بالذات كانوا مرتبطين بجهاز المخابرات وليس بالضرورة ان يكونوا موظفين ومخبرين عند المخابرات ولكنهم مرضي عنهم من جهاز المخابرات كونهم بعثيون مخلصون لا شائبة عليهم وصحيح ان قلة منهم كانوا قتلة ومجرمين يقومون بعمليات اغتيال للعراقيين في الخارج ، ومن ينال رضى مخابرات صدام فعلينا ان نضع الف علامة استفهام عليه ولابد من ان ينقل من الخارجية الى اي وزارة اخرى او يحال على التقاعد او الى المحكمة ان كان مجرما اوتسبب في ايذاء احد .
ما حدث بعد سقوط البعث ان اغلب هؤلاء قد هربوا للاردن او بقوا في بيوتهم لانهم كانوا يعلمون بانهم يجب ان يخرجوا من وزارة الخارجية لان اغلبهم سيشمل باجتثاث البعث ولهذا عمدوا الى تغيير هويات احوالهم المدنية وحذفوا القابهم التي كانوا يفتخرون ويتبجحون ويرهبون بها الاخرين وكذلك قاموا بسحب الكثير من الوثائق الموجودة في اضابيرهم الشخصية والتي تدينهم نتيجة خدماتهم القذرة للبعث وبعضهم الذين كانوا مرتبطين بجهاز المخابرات البعثي معتقدين بانه لا مكانة لهم في الوزراة وبقي بعضهم مطلقين على انفسهم انهم كفاءات وانهم ليسوا سوى موظفين خدموا العراق وليس صدام حسين وكانوا يتمتعون بتاييد الدكتور اياد علاوي وتنظيمه السياسي .
وفجأة عادوا جميعهم لوظائفهم ومراكزهم المهمة بعد حادثة زواج الوزير واوامر الزوجة المصون حيث اصبحوا اعمدة وركائز الوزارة فاطلقوا موجة تعيينات هائلة في الوزراة لافراد عوائلهم واقاربهم ومن ياتي بتوصية من حزب البعث الصدامي في سوريا والاردن ولهذا اصبحت عوائل باكملها موظفة في الوزراة ( الاب و الزوجة واخوها واختها وازواجهم واخت الزوج واقاربها وابنائهم ) فكانت مجاميع عائلية تتكون من خمسة عشر فردا او اكثر من عائلة واحدة موجودة في الوزراة وباقسامها المختلفة ولا احد ينتبه لانهم حذفوا اللقب من هوايتهم ووثائقهم وبالتالي لا يمكنك حصرهم وقد اصبحوا اغلبهم دبلوماسيين وليسوا اداريين .
سيطر هؤلاء البعثيين على الدائرة الادارية اولا والمالية ثانيا وبالتالي اصبح التعيين والتمويل بيدهم وهي خطة مدروسة حقا ولان معالي الوزير السابق لم يكن على وفاق مع رئيس الوزراء نوري المالكي فانه كان يرفض كل قرارات رئاسة الوزراء المتعلقة باخراج البعثيين المشمولين بالاجتثاث اوارتكاب جرائم بل حتى الذين اخرجوا بسبب وصولهم السن القانوني للتقاعد فان الوزير ابقاهم بعقود سنوية وبرواتب خيالية وبالتالي سيطروا
سيطرة تامة وبقيت وزارة الخارجية هي نفسها وزارة البعث .
ولكن هل هذا يعني انه لم يتعين احد من غير البعثيين او ابناءهم ؟ كلا وكما قلت في البداية عن نسبة70% فنصفهم ابناء الموظفين البعثيين انفسهم ( كلهم من اهل السنة ) ونصفهم الثاني هم حصة المحاصصة البغيضة ناهيك عن حصة الوزير من تعيين ابناء قوميته .
حصة المحاصصة كانت سلة السفراء ال 55 الهزيلة و المضحكة وباقي الموظفين الذين اغلبهم واقول اغلبهم وليس جميعهم من الشباب المتخرج حديثا ممن لا يعرف ان الفاعل مرفوع و المفعول به منصوب بل لا يعترف بحروف الجر اساسا ،وباعتبار ان البعثيين مسيطرين على دوائر المالية و الادارية فانهم احتكروا سفارات العراق في اوربا عليهم علما ان اغلب هؤلاء البعثيين اظهروا بانهم كانوا مضطهدين ايام البعث بل ان بعضهم اضاف الى اضبارته وثيقة تعرضه للفصل السياسي ايام البعث بينما هو في تلك الفترة كان دبلوماسيا يجمع المعلومات عن العراقيين في الخارج .
وتصوروا ان هناك موظف بدرجة مستشار هو في سفارة وزوجته سكرتير اول في سفارة اخرى وابنهم سكرتير ثالث وابنتهم محاسبة حصلت على درجة مدير حسابات اقدم بعد تعيينها بسنتين وزوجها موظف حاسوب اداري في دولة مجاورة للدولةالتي تعمل بها وكلهم في اوربا .
بعد مجيء الوزير الجديد واول سنتين بقي الوضع كما هو ويكفي ان تتحدث الى بعض هؤلاء الدبلوماسيين الشباب لتتاكد انك امام شخص مسخ وكوميدي تافه سواء اكان ابن بعثي او ابن المحاصصة وكل ما يريده هو ترقية سنوية وهو يحدث فعلا .
وبمجرد ان يحال بعثي على التقاعد حتى تنهال المقالات على المواقع الالكترونية وهي تتحدث عن الكفاءات البعثية وكيف انها تمثل الوجه المشرق للعراق لما تحمل من كفاءة وخبرة لا مثيل ولا نضير لها وان الطائفة السنية مستهدفة حتى تم تفعيل وتنفيذ قرار مجلس الوزراء القديم بنقل مجموعة موظفين الكثير منهم مشمول بقرار الاجتثاث الذي جمّد طويلا حتى انبرى اتحاد القوى السنية لاعلان الحرب على وزير الخارجية واعتبار هذا الموضوع طائفي وانتقائي وانه يستهدف الكفاءات و السنة وان الوزارة بخروج هؤلاء ستفنى وتنتهي .
طبعا اغلب هؤلاء كانوا اساسا في يعملون في سفارات العراق في اوربا بالذات فقدموا طلبات لجؤء سياسي باعتبارهم سنة مستهدفين واغلبهم بعثيون حتى النخاع وبالتالي لم يعودوا .
وهنا لابد من قول الحقيقة بان احد هؤلاء الذين كانوا ضمن القائمة وهو محسوب على الشيعة ( ابوه بعثي حقير وحرامي متقاعد من الخارجية وامه مديرة في الخارجية واخته وزوجها موظفين في الوزراة )استطاع ومن خلال والده الشيعي البعثي ان يرفعوا اسمه من القائمة وهذه مثلبة كبيرة على الوزير الجعفري .
ولكن من الانصاف كذلك ان نذكّر بان الجعفري عندما اصبح وزيرا فانه ابقى مدير مكتب الوزير السابق وهو سني من الحزب الاسلامي وبقي ثلاث سنوات حتى طلب هو ان يتعين في احدى السفارات في اوربا وتم له ذلك كما ان الناطق الرسمي الحالي للوزراة هو من اهل السنة فاين طائفية الجعفري ؟
وبالتالي لم تكن نواحة وبكاء اتحاد القوى برئية بل هي دفاع وحماية للبعث بالدرجة الاولى واستخدام الصيغة الطائفية السنية للتغطيةعن دفاعهم عن البعثيين .
وبالتالي فان بقاء البعثيين الصداميين في السفارات ليس صحيحا ويجب ان يصحح الخطأ ويجب اخراجهم ونقلهم الى وزارات اودوائر اخرى ولابد من كشف العوائل الكاملة التي تعمل سواء اكانت شيعية او سنية
واخراجها لان عمل افراد العائلة في مكان واحد عامل للفساد الاداري والمالي فكيف اذا كانت العائلة بعثية ؟
ليس من المنطقي وليس من الوطنية ان يكون البعثي وعائلته منعمين مرفهين زمن صدام والزمن الحالي
واكرر ان بعثي الخارجية لا يمكن ان يكون بعثيا مجبرا بل هو بعثي صدامي مع سبق الاصرار والتعمد ولا يمكن السماح له بتمثيل العراق الجديد .
اما مهزلة طلب اجازة وظيفية لسنة او اكثر براتب اسمي فقط فهذه قمة المهزلة و الغباء حيث اصبح السياق كالتالي :
عند انتهاء خدمة الموظف الدبلوماسي او الاداري في اوربا وصدور امر نقله الى مركز الوزراة فانه يقوم وقبل انتهاء فترة عمله بتقديم طلب اجازة لمدة ثلاث اواربع او خمس سنوات فتوافق الخارجية العراقية وبالتالي ينتفي موضوع ضرورة العودة الى بغداد باعتبار انه مجاز وهو بدوره يقوم بتقديم طلب لجوؤ سياسي لتلك الدولة الاوربية باعتبار انه دبلوماسي ويخاف على نفسه وعلى عائلته من اضطهاد الحكومة العراقية له فيما لو عاد ( خصوصا اذا كان سنيا ) فيبقى في ذلك البلد وبعد كذا سنة يحصل على جنسية ذلك البلد الاوربي ويعود للعراق مزدوجا للجنسية ويطالب بارساله دبلوماسيا من جديد وهو ما حدث فعلا في ……
لذا فان اتحاد القوى البعثية يهاجم وزارة الخارجية بدافع طائفي اولا وبعثي ثانيا وقضية ان البعثي هو كفاءة وخبرة فانها اسطوانة مشروخة وتافهه وصحيح ان بعضهم لديه خبرة لسنين قضاها في الخارجية ولكنه لن يكون مخلصا للعراق الجديد ابدا ولذا يجب ان ينقل او يحال على التقاعد لانني على يقين بانه قد عيّن اقل شيء ثلاثة من افراد العائلة ليرثوه في الخارجية فهل سينزل اتحاد القوى الى الانتخابات بمسمى جديد هو اتحاد القوى البعثية ؟
والى وزير الخارجية اقول من غير المعقول ان يتحول الاداري الى دبلوماسي بهذه السهولة ومن غير المعقول ان يكون شخص عمره 30 عاما بدرجة سكرتير اول ومن غير المعقول ان تكون دورات الترقية اتوماتيكية واما الامتحانات التي تقام للترقية فهي فضائح مزرية لان اغلب الناجحين بامتحان اللغة الانكليزية بالذات هم الذين لا يعرفون تهيئة جملة واحدة بالانكليزية و الدليل ان الغالبية العظمى من الدبلوماسيين والاداريين العاملين في اوربا لا يتكلمون اي لغة غير العربية فهل هذه كفاءة؟
احد رؤوساء الهيئات المستقلة او المفترض مستقلة عين زوجته بالواسطة في الخارجية ايام الوزير السابق ونقلها الى دولة يتمناها الكثيرون وصار هو يتفنن في عقد مؤتمرات في تلك الدولة ليزور زوجته على حساب الدولة واحيانا يتكون الوفد منه شخصيا هو وسكرتيره فقط و الذي هو ابنه الذي يرغب بان يزور ماما !!!!
واخيرا ما رأيكم بعائلة مكونة من خمسة افراد وكلها تعمل في الدائرة المالية من درجة مدير حسابات اقدم الى درجة محاسب ؟
في زمن صدام كان حكم العائلة والان حكم العوائل فهلهولة لاتحاد القوى على طائفيته

محمد العبد الله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here