الصحفي حامد شهاب ..ومسيرة الأربعين عاما!!

ضياء يونس النقيب

ذكرتني منصة الفيسبوكً ، أنني والزميل حامد شهاب، صديقان على صفحته ،منذ سنتين ، ولم يدر في خلد تلك الوسيلة الغراء، إن علاقتي الأخوية وصداقتي مع الصحفي الكبير حامد شهاب، لم تكن وليدة هذه السنتين فقط ، انما تمتد الى اكثر من اربعين عاما خلت ، اي منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي،حيث كنا زملاء في اول دورة لقسم الاعلام بكلية الاداب جامعة بغداد.. يومها كنا شبابا في مقتبل العمر ..!!

كان الزميل حامد شهاب شابا ظريفا صادقا أمينا عاطفيا محبوبا من الجميع ، يتوقد ذكاءا وحيوية، وكنا في الكلية صباحا وفي العمل الصحفي، مساءا يومها كان هو في جريدة الجمهورية ، وانا كنت في جريدة الثورة ، وكانت تجمعنا غرفة واحدة في القسم الداخلي بمنطقة الوزيرية ، وشوارعها الجميلة ، حيث كنا نطلق على أحد شوارعها بشارع الضباب، عندما تتساقط امطار الشتاء والربيع، تيمنا بمدينة الضباب في عاصمة مملكة بريطانيا العظمى التي زالت عنها الشمس ، وابتعدت عنها، بعد قرون ، يوم كانت بريطانيا العظمى امبراطورية ، لاتغيب عنها الشمس كما يقال!!

كنا نتجول بين اليوم والآخر في شوارع بغداد ، ونأخذ سير الطريق المار عبر شارع الرشيد من الباب المعظم او ساحة الميدان الى الباب الشرقي وشارع أبو نؤاس مشيا على الأقدام، واحيانا نستقل باص رقم ( 4) أو ( 2) لقطع تلك المسافة الطويلة اذا شعرنا بالتعب، ونختار أجمل البدلات والأربطة الأنيقة ، لنظهر كما هو حال طلبة ذلك الزمان على أكمل وجه من الأناقة وحسن المظهر!!

وكان مصور أرشاك في شارع الرشيد وكذلك شارع النهر ومعالم شارع أبو نؤاس الخالدة المزدانة بالجمال والخضرة والناس الطيبين شاهدا على صداقة عمر، كانت من اجمل أيام عمرنا على الإطلاق!!

ورغم مرور هذه الأربعين عاما او يزيد، إلا ان حامد شهاب الشاب الفارع الطول جميل المحيا والابتسامة دمث الاخلاق لم استطع ان انساه اوانسى ملامحه وظلت صورته محفورة في القلب والضمير والوجدان، وكما هو الحال مع بقية زملائي في قسم الاعلام بكلية الاداب ، حارث محمد فرج وكامل خورشيد وحسين عمران ومحمد ياسين وعبدالامير السوداني وهاشم حسن وصالح ومظهر ومهيدي صالح والقائمة تطول من المراحل التالية!!

وحين أتذكر أيام الكلية ينبري وجه حامد (أبا ضياء) وابتسامته وظرافته وكذلك بقية الزملاء وكأنهم والكلية والدراسة والاعلام صنوان لايفترقان.. لم تستطع تقلبات الزمان وصروف الليالي رغم قسوتها وطول ايامها وسنينها ان تنسيني اباضياء ..!!

ولايزال حامد شهاب (أبو ضياء) أخا وصديقا وزميلا عزيزا رائعا ، بالرغم من أنني لم التقيه وجها لوجه ، منذ ان تخرجنا من الكلية نهاية السبعينات، لكنه ظل متواصلا معي ، وكاننا لازلنا شبانا ..ومن محاسن الغياب الطويل ان الذاكرة تحتفظ بصورة الاشخاص ، كما هي عندما فارقتها اول مرة ..وانا من أطلقت على إبنه الأول (ضياء) تيمنا بصداقتنا الرائعة!!

تحياتي ومودتي للأخ والزميل والصديق الصحفي الكبير حامد شهاب..مع خالص تقديرنا واحترامنا لزميل العمر!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here