أمن المنطقة مهددة

عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي
[email protected]
11/11/2017
لا نغالي إذا قلنا بان منطقة الشرق الاوسط و خاصة المنطقة الممتدة من اليمن جنوبا الى تركيا شمالا كانت و لاتزال منطقة الصراع و اندلاع الحروب ،فما أن تشرف الحرب في دولة على نهايتها إلا و تزحف نحو دولة أخر لتشتعل ، يعود ذلك الى اسباب عديدة منها الموقع الجغرافي و وفرة الثروات الطبيعية و الخليط السكاني غير المتجانس …. الخ و نتيجة لذالك فان توفير الامن فيها من عدمه يلقي بضلاله سلباً و ايجاباً على امن العالم .
هذا الامن الذي بات الشغل الشاغل لكل الاوساط على المستوى الرسمي و الشخصي فالجميع يعملون من اجل تامينها لان وجود الحياة و تطورها يرتبط بالامان و في سبيلها يتم عقد الاتفاقات و بناء التحالفات و تاسيس مجالس التعاون المشترك.
المنطقة تشهد تصعيدا خطيرا و مستمرا خرجت من اطار التصريحات النارية المتبادلة بين الاطراف لتدخل الى التهديد المباشر بالرد المناسب و استخدام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى بين حين و اخر ، فإيران دولة النفوذ و القوة التي تحارب خصومها المتمثل بامريكا و السنة و قسم من الاكراد بالوكالة عن طريق اذرعها في المنطقة من حزب الله اللبناني و الحشد الشعبي بفصائله المختلفة و الحوثيين و الفاطمين و غيرهم و تهدد المنطقة برمتها ، حيث صرح وزير الدفاع الايراني (ان العراق بات جزءا من الامبراطورية الفارسية و يجب على العرب مغادرتها الى الصحراء ) ، و قال الاخر لا يمكن لدول المنطقة ان تقرر دون ايران و ان تمددها في المنطقة تتواصل
وعلى الجانب الاخر فإن رد فعل السعودية لا تقلها بأعتبارها رأس المواجهة مع ايران و تطرح اوراقها سواء باستقالة (سعد الحريري) او دعم سنة العراق و المعارضة في سوريا بالاضافة الى الحملة الداخلية باعتقال الامراء و الوزراء باسم الاسلام المعتدل و محاربة الفساد و كخطوة مباركة من لدن امريكا في سبيل اعادة تنظيم الصف الداخلي لمواجهة اخطار المرحلة و ابلاغها لمنظمة الامم المتحدة بالرد المناسب على الصواريخ الباليستية التي اطلقها الحوثيين على الرياض ناهيك عن المواقف الاخرى الصادرة من اسرائيل و مصر و الاردن و غيرهم دلائل على ان التصعيد لايزال مستمراً و بوادر اندلاع حرب يلوح في الافق التي تحتاج الى شرارة بحيث يزيل الامان من جذوره في المنطقة و يأكل الاخضر و اليابس، ويتوقع البداية من لبنان كل هذا وسط صمت أو الاكتفاء بإصدار البيانات الاستنكارية والدعوات من المؤسسات الدولية سواء من منظمة الامم المتحدة او الاتحاد الاوربي او مجلس التعاون الخليجي او جامعة الدول العربية حيث باتت هذه المؤسسات غير قادرة على استعاب الاحداث السريعة و القيام بدورها او انها مؤسسات نافذة المفعول تحتاج الى اعادة الهيكلة و التنظيم ، لانها عاجزة و مجرد اغطية لشرعنه اعمال الدول و وضع إطار قانوني لها .
ان الامن المهدد بات هاجسا في نفوس اهالي المنطقة و يخشى الجميع من الاحداث و الانجرار نحو الهاوية ، فاذا اندلعت الحرب (لاسامح الله) فانها لا تكون كمثيلاتها السابقة بل يتم استخدام الاسلحة الالكترونية بعيدة المدى المدمرة لان دول المنطقة كانها مخازن للاسلحة المتطورة التي صنعتها او اشتراها خلال الصفقات المرعبة . هذا الحرب الذي يخرج الضغائن القديمة و الدسائس المتتالية يعيد الى الاذهان مرارة الحروب السابقة الذي يكون المواطن الضحية الاولى وسط فقدان الامن و الوطن وغيرهما . هذا الحرب المتوقع دفعت باطراف متعددة الى الدعوة الى التهدئة و ضرورة عقد مؤتمرات اقليمية و دولية لبحث امن المنطقة و تداعيات نشوب الحرب و حساسية المرحلة و عليه من اجل اخراج المنطقة من الدمار المحتمل و الحد من التصعيد المخيف نرى:ـ
1ــــ قيام المؤسسات و المنظمات الدولية و الاقليمية بدورها الفعال و تقديم المشاريع و المقترحات المناسبة لانهاء التوتر القائم .
2ــــ قيام المنظمات غير الحكومية المناضلة من اجل السلام و المناهضة للحرب بالضغط على حكومات بلادهم لنزع فتيل الحرب القادمة .
3ـــ انعقاد مؤتمرات اقليمية و دولية الخاصة بالامن و سبل دعمها .
4ـــ الدعوة الى الحوار و التفاوض و الكف عن لغة التهديد و الوعيد بين الاطراف .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here