أيها العبادي : العبرة بالأفعال و ليست بالأقوال على صعيد محاربة الفساد و الفاسدين

أيها العبادي : العبرة بالأفعال و ليست بالأقوال على صعيد محاربة الفساد و الفاسدين

في كلمته التلفيزيونية الأخير تعهد السيد حيدر العبادي بالقضاء على مظاهر الفساد بعد الانتصار شبه النهائي على عناصر داعش المغولية ، طبعا وهو أمر حسن ، نعني التعهد بالقضاء على مظاهر الفساد ، ولكن بما أن عملية الانتصار على داعش اقتضت و تطلبت جهودا ميدانية على أرض الواقع عبر مواجهات و صدامات عنيفة وشديدة ، مع معنويات عالية ممزوجة بروح تضحيات بشرية هائلة وصمود دائم ومتواصل حتى الانتصار النهائي ، فكذلك الأمر يجب أن يكون هكذا على نفس الوتيرة و العزيمة والتصميم وروح التصدي العنيدة ضد مظاهر الفساد بكل أنواعها و أشكالها ، وبدون أية هوادة أوتراجع أم مساومة مع أحزاب وتكتلات و زعماء وساسة متنفذين الذين قد تمسهم أو تشملهم عملية التصدي لمظاهر الفساد هذه ، ومهما كان موقعهم أو منصبهم ، و التي ــ أي ظاهرة الفساد ــ انتشرت بشكل خطير لا يقل كثيرا عن خطر الإرهاب ، بحيث يستوجب الإسراع في اتخاذ الخطوات الجدية والعملية الجذرية الحقة ، الآن و ليس غدا ، في مواجهة إخطبوط الفساد ذات الأذرع الطويلة جدا ..
أي بتعبير أوضح و أدق تحديدا نوّد أن نضيف إلى :
ــ إن مواجهة مظاهر الفساد الفعلية والملموسة يجب أن تتجاوز أطر الأقوال و الأحاديث أو التصريحات التلفيزيونية والإعلامية ، و كذلك مواسم الوعود أو العهود ، لتتجاوز كل ذلك نحو أعمال فعلية ، ينبغي أن تتجسد بأتخاذ خطوات حاسمة ، بل إجراءات فورية وشاملة عبر فتح ملفات فساد كبيرة باتت معروفة للقاصي و الداني ، و كذلك ملاحقة أبطالها المعروفين و اعتقالهم و حجز أموالهم وممتلكاتهم وحساباتهم البنكية سواء داخل العراق أو خارجه ، ضمن عمليات تعاون وتنسيق بين سلطات و أجهزة تحقيقية وقضائية عراقية و بين أجهزة شرطة و قضاء بلدان أخرى ، قد يتواجد فيها أولئك اللصوص الفاسدون ، هذا ناهيك عن تنسيق بين البنك المركز العراقي وبين بنوك دول أخرى بهدف الكشف عن سرقات المال العام العراقي المهرّب إلى الخارج ..
طبعا : دون حاجة إلى التذكير بأهمية بذل جهود إضافية ومكثفة بكل إصرار وعناد من أجل إسترجاع مئات مليارات من الدولارات المنهوبة من المال العام العراقي من قبل حرامية ولصوص المنطقة الخضراء سواء أن كانوا من السابقين أو الحاليين أواللاحقين ..
و خاصة في هذا الظرف العصيب حيث يعيش العراق أزمات مالية خانقة وبالتالي فهو بحاجة حتى إلى دولار واحد ، ناهيك عن مئات مليارات دولارات منهوبة من المال العام والتي يجب إسترجاعها بأي شكل من الأشكال ، و مهما كان الأمر و الظروف و الأحوال الاستثنائية أو الطبيعية .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here