مستشار مالي: تحصيل العراق 120 مليون دولار لسمات دخول الزيارة الأربعينية تعظيم للموارد غير النفطية

 بغداد/ زهراء الجاسم
أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء، أن تحصيل العراق مبلغ ١٢٠ مليون دولار كرسوم لسمات الدخول في الزيارة الأربعينية، سيحرّك ميزان مدفوعاتنا ويعظّم الموارد غير النفطية، كما ستكون له آثار إيجابية مضاعفة على قطاع انتاج الخدمات والنشاطات المنتجة الأخرى مع تنشيط قطاع التشغيل، جاء ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية العراقية، أن الواردات المالية التي حققتها سمات الدخول للزائرين الأجانب الذين دخول البلاد لإحياء ذكرى اربعينية الإمام الحسين قد بلغت 120 مليون دولار أمريكي.

وقالت الوزارة في تقريرها الذي أعدته لهذه المناسبة وحصلت (المدى) على نسخة منه، إن ثلاثة ملايين زائر إيراني قد دخلوا هذا العام لتأدية مراسيم الزيارة الأربعينية، فضلاً عن السمات الممنوحة للزوّار من البلدان الاسلامية الأخرى، علماً أن العراق يستحصل 40 دولاراً عن كل تأشيرة دخول الى أراضيه، الى ذلك أشار ممثل المرجعية في خطبة الجمعة في كربلاء، أن عدد الزائرين الذين دخلوا المدينة لهذه المناسبة قد بلغ 13 مليوناً، و874 ألفاً، و 818 زائراً.
يقول مستشار رئيس الوزراء المالي مظهر محمد صالح، في حديث لـ(المدى)، نعم، إن رسوم سمات الدخول تعد من الموارد السيادية المهمّة في مستقبل العراق وحركة ميزان مدفوعاته، كما أنها تعد اشارة حيوية على امكانية تعظيم الموارد غير النفطية، ولكون العراق يعتبر مركز العالم الاسلامي مثله مثل المملكة السعودية، فإن تنظيم تدفق المؤمنين من بقاع العالم كافة، له وبهذه الصورة يحمل ابعاداً اقتصادية مهمة في ربط العراق بالعالم الخارجي في اطار تعظيم قطاع السياحة مع العالم، وما ينجم عن هذا القطاع من روابط اقتصادية أمامية وخلفية محركة لأكثر من ٢٥ نشاطاً اقتصادياً ملازماً، يرفده تدفق الزائرين الى المراكز الدينية المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وسامراء وبغداد، هذا بالإضافة الى السياحات الأخرى ولاسيما الآثارية.ويؤكد صالح: إن تحصيل ١٢٠ مليوناً رسوماً سيادية لرفد خزينة الدولة، تعني ان القيمة المضافة تماثل ٢٥ مرة ما يدر على الاقتصاد الوطني بنسب ومساهمات مختلفة، وهذا يعني أيضاً، أن آثاراً إيجابية مضاعفة ستعود على قطاع انتاج الخدمات والنشاطات المنتجة الأخرى وقطاع التشغيل، فالزيارات الدينية هي المورد الرديف للقطاعات المنتجة الأخرى في الاقتصاد العراقي، وعليه فإن الهيئآت السياحية والمالية العامّة يجب عليها التطوير من فرص التحصيل الضريبي باتجاهين، الأول تعويض استعمال البنى التحتية، والثانية توفير موارد للموازنة من خارج الإيرادات غير النفطية التي مازالت لا تشكّل سوى ١٠٪، من سقف الإنفاق الكلّي في الموازنة العامة الحالية، فضلاً عن دفع عجلة النمو في الناتج المحلي الإجمالي للعراق.وغالباً ما ينتقد مختصون في الشأن الاقتصادي، عدم وجود خطة شاملة لدراسة الجدوى الاقتصادية من الزيارات الدينية التي يمكن أن تشكّل مورداً مالياً مهماً للبلد، لاسيما في ظل الأزمة المالية الحالية، مشيرين في الوقت ذاته الى الفائدة الاقتصادية في السياحة الدينية تمكن من صيانة البنى التحتية واعادة تأهيل المدن التي تحتضن تلك المناسبات، خاصة وانها تعاني سوء الخدمات وعدم استثمار العائدات في تطويرها أو تحسين واقعها الخدمي حتى الآن، على الرغم من الموارد المالية الكبيرة المتأتية من هذه المناسبات.
وأعلنت اللجنة المركزية لأربعينية الإمام الحسين بإيران، في 9 تشرين الأول 2017، عن تحديد منافذ مهران والشلامجة وجذابة وخسروي لعبور زائري الأربعينية الإيرانيين إلى العراق، فضلاً عن حركة الطيران في كل من مطاري بغداد والنجف .
وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة، حيث يخرج المسلمون الشيعة من محافظات الجنوب والوسط أفراداً وجماعات مطلع شهر صفر مشياً إلى كربلاء، فيما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية، ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته، الذي يصادف زيارة (الأربعين) أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، حيث أصبحت هذه الممارسة أو الشعيرة تقليداً سنوياً بعد انهيار النظام السابق، الذي كان يضع قيوداً صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here