أهل ( الأنبار ) يتربص بعضهم بالآخر

بقلم : د . خالد القره غولي
لايخجل البعض من أنفسهم ( على الأقل ) .. ويتركوا ويبتعدوا عن هذا الإرث القاتل من اللؤم والنفاق والرياء وتحين الفرص والوشايات بعد التهافت والخروج لثلة من شلة من مجتمع الانبار .. على الفضائيات المأجورة ! ألم يتعظوا بما جرى لنا ! اهل ( الأنبار ) في الأنبار وفي العاصمة العراقية
( بغداد ) وفي مدن كردستان العراق وفي دول الجوار العربية والاقليمية .. يتربص بعضهم بالآخر .. فلان داوم .. فلان لم يداوم .. فلان ذهب إلى المحافظة المذكورة .. فلان وفلان وفلان داعشي وفلان كان بعثي وفلان حرامي .. فلان تابع الى حزب وفلان ابن عشيرة وفلان ما عنده عشيرة وفلان كان مع فلان .. وفلان سرق وفلان اخذ مقاولة .. ومحافظتنا ( الأنبار ) تقطعت إرباً وأهلها تحولوا من أعزةٍ إلى لاجئين .. بسب الأحزاب والعشائرية القبلية ورجال الدين البعض يستغل الأخر من جميع الجوانب .. أقول لبعض هؤلاء .. بدلاً من لهاثكم وراء الفتنة والوشاية والتنكيل والأذى .. أوجدوا لنا حلاً لما نحنُ فيه بعد تحرير مدن الأنبار من دنس (( داعش )) وضمن عقائد وأسس التنمية البشرية في العصر الحديث يبقى الاهتمام المطلق بالمواطن وتوفير سبل العيش الرغيد أو على الأقل الكريم له من السلطة الحاكمة أهم الأهداف التي يجب تحقيقها وهذا ما تسعى إليه الدول المتقدمة وحققت به نمواً متوازناً في هذا المجال رغم التحذيرات المستمرة من المعاهد والمؤسسات المتخصصة بموضوع التنمية البشرية للحد من التباطؤ الخطير في أوربا وآسيا وأفريقيا بطبيعة الحال .. ومدن ( الأنبار ) اليوم اصبحت موت للكرامات .. موت للصدق .. موت للحائرين .. التائهين .. السائحين بحثاً عن أرض وسقف ينقذهم من موت أسود ستشهد ( الأنبار ) من هو الكذاب الذي أرتدى بدلةً السياسة ثم بدأ يعيد مستهزأ بعذاب اهل الأنبار .. ستشهد ( الأنبار) من الأحزاب والكتل وأعضاء مجلس المحافظة وأعضاء مجلس النواب والباحثين عن الشهرة تعالت هتافاته قرب ( الانتخابات ) ثم أخفى وجهه عائداً إلى فندقه أو عرشه أو صومعته وترك النازحين في خيام نُصبت لهم لا تليق بأسرى الحروب فكيفَ توضع لأهل الأنبار .. ستشهد ( الأنبار ) بلا أدنى شك .. كم دعاءٍ دعته الأمهات .. وكم آه خرجت من قلوب النساء والأطفال وهم يتراكضون فوقه .. ستشهد ( الأنبار) على تصريحات أحد مسؤولي محافظة بغداد وهو يؤكد ويقسم ويؤكد مرةً أخرى أنهم لا يطلبون من النازحين كفيلاً له .. ثم ما لبث أن غير تصريحه بعد دقائق ليؤكد أنَّ مجلس محافظة بغداد لم يحسم الأمر بعد !
سيشهد ( بزيبز وسيطرات الصقور و7 كيلو والشعب ) عن عذابات أهلنا وهو يطوفون بين جروح تؤلم وديار تركوها بلا وداع .. أهكذا إذن ؟!
أهكذا يُعامل أهل الأنبار أيها العراقيون !
أهكذا يُعامل أهل الأنبار ويطلب منهم كفلاء ولم يطلبوا من أحد كفيلاً حين استقبلوا أكبر موجةِ نزوح , كردية بين عامي ( 1974 – 1975 ) حين هاجرت آلاف العوائل الكردية من أربيل والسليمانية ودهوك وخانقين وغيرها هرباً من أتون الحرب المشتعلة آنذاك واستقروا وعاشوا وذابوا بين أهلهم في الأنبار .. أهكذا يعامل أهل الأنبار لم يطلبوا كفيلاً من أهل البصرة حين وصلت عوائل أهلنا من البصرة في ثمانينيات القرن الماضي بعد اشتداد القصف الإيراني على البصرة، واستقبلهم أهل الأنبار وسكنوا في بيوتهم وانصهروا بين أخوتهم في الأنبار حتى يومنا هذا .. أهكذا يُعامل أهلنا من الأنبار أقولها لكل العراقيين ويُطلب منهم كفلاء وإثباتات بلا حياء وبلا خجل .. أما في عام 1991 وفي حرب الخليج الأولى استقبلت كل مدن وأقضية ونواحي وقصبات وقرى الأنبار العراقيين بابتسامة الطيبين وصمت الشجعان .. وفي عام ( 2003 ) أيتذكر العراقيون من فتح أبوابه وقلبه وروحه لكل من لجأ إلى الأنبار وتحديداً إلى الرمادي هرباً من قصف المحتل .. أليسوا من أهلنا في بغداد ومدن أخرى .. أقول فقط : السلام على العراق وأهلنا في العراق والخزي والعار والخذلان للبعض من (السياسيين )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here