الطريق الى المتوسط اصبح سالكآ

الطريق الى المتوسط اصبح سالكآ
ليس من قبيل الصدفة او اعتباطآ ان تكون العمليات العسكرية في الجانبين العراقي و السوري على تلك المقربة و التداخل و التي لم تشهدها منذ احتلال جحافل ( داعش ) لمساحات واسعة من اراضي الدولتين الا ان الأصرار الشديد من قبل الطرفين العراقي و السوري في تأمين الحدود و التخلص من ( داعش ) في تلك المحافظة السورية ( دير الزور ) و الطريق الدولي المهم الذي يمر بها و الذي يربط العراق بالدولة السورية المتاخمة للدولة اللبنانية جعل من التساؤل في اهمية هذا الطريق الذي ظل مجهولآ لا اهمية له الا في نقل البضائع و الأشخاص العابرين و التبادل التجاري البحت منذ انشائه الى ان اخترعت الحكومة الأيرانية مصطلح ( محور المقاومة ) الذي يتكون بالأضافة الى ايران كلآ من الحكم السوري و حزب الله اللبناني و اقحم العراق قسرآ في هذا التحالف كونه يمثل الخزين البشري الهائل و الذي لا غنى عنه في الحروب الأيرانية القادمة و كذلك هو نقطة الوصل الجغرافي بين ايران و تلك الدول .
كان من الواضح و من خلال الحرص الأيراني المتشدد و كذلك بعض من تلك الفصائل العراقية المسلحة و التي تدور في الفلك الأيراني و تنفذ اوامر ( الولي الفقيه ) على ربط الحرب الأهلية تلك التي تدور في سوريا بالحرب على الأرهاب الداعشي الذي انبرى له الشعب العراقي بكل اديانه و قومياته و طوائفه و على الرغم من الأختلاف الكبير بين النظامين في العراق و سوريا و كذلك بين الحربين التي في سوريا هي حربآ اهلية و اضحة المعالم و الأسباب بين الحكم السوري و الفصائل التي تدعمه من جهة و مجموعات متنوعة من المعارضة المسلحة من جهة مقابلة و من ضمن تلك الفصائل المعادية للنظام السوري كانت هناك مجموعات ارهابية مثل القاعدة و داعش و غيرها في حين ان الحرب في العراق تختلف كليآ فهي حربآ على الأرهاب الداعشي بأمتياز و بمشاركة واسعة و فعالة من جميع اطياف الشعب العراقي و مكوناته في اجماع نادر الحدوث و توافق شعبي مطلق في محاربة التنظيم الأجرامي ( داعش ) .
لم يكن ذلك بالزمن البعيد جدآ و الذي يمكن ان يمحى من الذاكرة او ينساه الشعب العراقي عندما كانت مجاميع ( القاعدة ) الأجرامية تتدرب في معسكرات اعدت خصيصآ لها في سوريا و برعاية النظام السوري الحالي و بمباركة و تمويل ايراني و يتم بعدها ارسال تلك الأفواج الأرهابية الى العراق في حرب شعواء عدوانية معلنة على العراق و شعبه و التي سقط بسببها الالاف من الضحايا البشرية و الخسائر الأقتصادية الهائلة و ذلك بحجج هزيلة واهية لا تبرر ذلك القتل الجماعي و العشوائي الذي طال ابناء الشعب العراقي و تهديم البنى الأقتصادية و العمرانية و ذلك تحت ذريعة وجود الجيش الأمريكي في العراق عندها اخذت كلا من الحكومتين الأيرانية و السورية مهمة التصدي للجيش الأمريكي في الأراضي العراقية اما الجيش الروسي المدافع عن النظام في سوريا فهو جيش من ( الأخيار ) على العكس من الجيش الأمريكي الذي هو مجموعة من ( الأشرار ) .
كان العراق و بحكم موقعه الجغرافي الشريان الحيوي و الطريق الواصل للعديد من الدول و البلدان فهو الممر المهم لأوروبا في الطريق الى آسيا و هو السبيل العابر الذي يربط آسيا بأفريقيا و عنده تفترق السبل و تتشعب المواصلات و هذا الموقع الجغرافي الأستراتيجي المهم جعل هذا البلد يتعرض الى المزيد من الغزوات سابقآ و تأريخيآ والى الأحتلالات لاحقآ و كان محط اطماع الدول و طموحها في تأمين الطرق و الدروب الى ملاقاة جيوش الأعداء فمن هنا مر الأسكندر المقدوني في طريقه الى بلاد فارس و من هنا عبرت جيوش المسلمين في طريقها الى بلاد الشام و منها الى مصر و افريقيا و من هنا مرت جيوش الأمبراطورية البريطانية قادمة من الهند و من هنا كانت سكة الحديد الألمانية الطريق الحديث في ربط مكامن الطاقة بأماكن الصناعة تشق طريقها من برلين الى بغداد و أخيرآ و من هنا ايضآ يمر طريق الهلال الأيراني .
رغم كل المحاولات و التدخلات التي جرت في فك الأرتباط الذي كان يخطط في الزج بالعراق في هذا المحور قد فشلت و ان المشروع الأيراني في الهيمنة على العديد من الدول في المنطقة و يأتي العراق في المقدمة منها قد نجح و استطاعت ايران من تحقيق الحلم الذي كانت تسعى اليه في ذلك الجسر البالغ الأهمية و الخطورة الذي يربط ضفة بحر الخليج بضفة البحر المتوسط و قد كان و بدون خسائر تذكر فالدماء و الضحايا كانت عراقية و الأموال و التمويل كانت كذلك عراقية و البنى المهدمة و المدمرة هي ايضآ عراقية اما الأهداف و الغايات و المصالح فكانت ايرانية بحتة وبالمطلق و هذا ما يحسب للساسة الأيرانيين حنكتهم و ذكائهم في خدمة بلدهم و شعبهم و هنا يحق لنا ان نتسأل اين هم ( الساسة و الحكام ) العراقيين مما يجري ان كانوا حقآ مؤهلين لمسؤولية الدفاع عن مصالح الشعب العراقي و حماية امنه او لهم راي آخر لا نعلم به بعد .
حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close