فن فلسقة الأشياء : الثنائية قد لاتعني التناقض..والله هو الحقيقة المطلقة!!

تأمل في مفاهيم مثل : الجمال ، الخير ، الفضيلة ، النهار ، السرور ، الضياء..
فالجمال لايعني أن ثنائيته : القبح!!
لأن القبح كلمة قد تشمئز منها النفوس!!
فقد تكون ثتائية الجمال لاتعني قبحا ، لأن الجمال لايناظر القبح او يقبل بهذه اللفظة ان تكون نقيظه!!
والجمال : لفظة محببة الى القلوب ، وتدخل في النفس السرور والانشراح..
وهو لايقبل ان يكون نظير القبح لافي اللفظ ولا في المعنى !!
فقد يكون الجمال مبهرا ، مثل فاتنة تسر الأنفس وأخلاقها فاضلة..وأخرى جميلة جدا ، لكن طباعها ليست مستساغة..!!
وقد تنبعث من الجميلة روائح كريهة ، او خصال لايرتضيها المجتمع ضمن محيطها!!
وقد تكون إمرة ليست قبيحة ، ولكنها ليست جميلة ، أفضل عند كثيرين من فاتنة ، أخلاقها وضيعةّّ، او لاتعجب الكثيرين!!
وكم من الورود جميلة ورائحتها طيبة
لكن ورودا جميلة اخرى تبدو رائحتها كريهة او لنقل غير مستساغة!!
وحتى الشرف لايرضى ان يكون نقيضه العهر!!
لأن الشرف أرفع قيمة !!
وقد تتحول عاهرة الى شريفة، عندما تتوب الى الله، ويتقبل توبتها!!
وقد تتحول شريفة في يوما ما الى حالة أخرى ولكن ليس الى حالة العهر!!
حتى الخير لايمكن ان يقبل ان يكون ثنائية للشر!!
فقد تجد إنسانا خيرا في يوم ما وقد انقلب عليك في لحظة الى شرير، كما تظنه!!
ولكن هذا الانسان الخير ليس شريرا بطبعه ، ولهذا يرفض ان يلقب بشرير!!
كما ان الشرير قد تبدو منه افعالا خيرة في لحظة ما ، لكنه لايمكن ان يقبل ان نطلق عليه شريرا!!
والفضيلة لاتقبل ان تكون من ثنائيتها الرذيلة!!
لأن الفضيلة قد تنقلب يوما ما الى رذيلة!!
وقد يتحول رجل ذو أخلاق تبدو رذيلة الى أخرى لطبائع تبدو فضيلة عندما يدلهم الخطر بالناس ويحتاج الامر الى مروءة!!
وحتى الابيض لايعني نقيض السواد، لأن الأبيض لايبدو كذلك لو لم يجد السواد، كما ان من بين السواد قد يخرج بياضا، مثل ضوء القمر في عتمة الليل!!
وقد يتحول ليل الى شعلة ضوء ، فالظلام لايعني نقيض الضياء ..لأن في بعض الضياء ظلام، وفي بعض الظلمة فسحة من ضياء!!
والكافر ليس نقيض المؤمن!! ا وان الكفر ليس هو من ثنائية الايمان!!
لأن المؤمن قد يتحول في يوم ما الى وحش كاسر، قد يفوق الكافر في سلوكه الشرير!!
وقد يتحول الكافر الى رجل مؤمن ، بسلوك رفيع يرقى الى الفضيلة، قيسبق صاحب الايمان!!
وقد تجد كافرا وفي اخلاقه من ما ينير مجتمعا بأكمله من روعة خلقه وعلمه ودماثة أخلاقه!!
وقد تجد مؤمنا او يدعي الايمان، وقد ارتكب من الموبقات مالم يقترب منها الكافر أو الملحد!!
مثلما ان الكريم لايقبل ان يناقضه البخيل!!
لأن الكريم أسمى وأرقى من ان ينزل الى مهاوي البخل!!
لكن البخيل قد يتحول في يوم ما الى كريم..فينقذ اهله او ربعه في شدة.. ويدخل قائمة الكرماء!!
إذن : طبائع النفوس ليست خيرة دوما او شريرة دوما!!
ما اردنا ان نقوله:
ان الله هو الحقيقة المطلقة التي لايناقضها أحد ولا توجد له ثنائية!!
هو الله الواحد الاحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد..!!
والحياة لاتعني ان ثنائيتها : الموت!!
لأن هناك أنبياء لم يموتوا بعد!!
والنبي عيسى عليه السلام لم يمت!!
ولم يمت آدم أو حواء..بل صعدوا الى السماء!!
لكن النبي محمد ( ص) توفاه الله..
ورغم انه خاتم النبيين..الا ان هناك من يبشرنا بالمهدي المنتظر ، بعد ظهور الأعور الدجال!!
ما اردته ان اقوله : ان التناظر والتضاد والثنائية ليست حقائق دائمة!!
والحقيقة الوحيدة التي لاتتقبل التناظر والتضاد والثنائية هي : الله جلت قدرته..
بل ان هناك حتى من يشكك بوجود الله!!
وحتى رب السموات والارض لايغضب من أحد يشكك بوجوده!!
لأنه مهما بلغ علم هذا الرجل ، او علت منازله، لابد وان يقتنع في نهاية المطاف أن الله هو رب السموات وخالق كل شيء!!
بل ان من تظنه في نفسك كافرا أو تتهمه بالإلحاد..وقد قربه الله اليه درجات!!

حامد شهاب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here