تغيير اتجاه تصدير نفط كركوك من تركيا إلى إيران

تسعى الحكومة العراقية بشكل جدي لتصدير نفط كركوك إلى إيران، ولم تعد مستعدةً بعد الآن لتصديره عن طريق أنبوب نفط كوردستان-جيهان، الأمر الذي من شأنه إلحاق ضرر اقتصادي كبير بتركيا.

ويؤكد الخبراء الأتراك صحة هذه التطورات، ويشددون على ضرورة ألا تستمر هذه الأوضاع لمدة أطول، ويؤكدون أهمية أن تعود تركيا إلى قوتها السابقة في المنطقة.

بعد الهجوم الذي شنه الحشد الشعبي على مدينة كركوك، سيطرت الحكومة العراقية على حقول النفط، وتسعى حالياً بشكل جدي لتغيير مسار تصدير النفط باتجاه إيران عوضاً عن ميناء جيهان التركي.

وتعتبر تركيا أكبر المتضررين من سياسة بغداد هذه، وفي هذا السياق أكد أحد الخبراء الاقتصاديين أن “على تركيا اتخاذ الخطوات الضرورية وإلا ستتعرض لأضرار في مجال الطاقة بالمنطقة”.

وقال الكاتب والخبير الاقتصادي، إبراهيم قهوجي، أنه “يمكن تقبل هذه القرارات على المستوى القصير، أما على المستويين المتوسط والطويل، فلا يمكن تقبلها، فعندما كانت إيران محاصرة، كانت تركيا بوابتها إلى العالم، ولهذا السبب تواجه تركيا مشاكل جدية مع الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن نفط شمال العراق يُصدر إلى العالم عن طريق تركيا، ويجب الحفاظ على هذا الشيء، وإلا ستكون هناك مشاكل اقتصادية تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين”.

يقول المسؤولون الأتراك إنهم “يسعون لأن تكون بلادهم مركز تصدير الطاقة في المنطقة”، إلا أن الأوضاع تسير حالياً بخلاف ذلك.

من جهته أوضح الخبير في علاقات إيران بالشرق الأوسط، رمضان بورصا، والذي أجرى أبحاثاً لفترة طويلة في كركوك، أن “هذا الوضع لن يستمر طويلاً، وعلى تركيا أن تستعيد مكانتها السابقة في المنطقة”.

وقال رمضان بورصا: “أعتقد أن الوضع الحالي المتعلق بنفط كركوك مؤقت، لأن تصدير هذا النفط من العراق إلى تركيا يصب في مصلحة الطرفين، وبخلاف ذلك سيتضرر الطرفان، وبالإضافة إلى ما سبق، فإن تصدير النفط إلى إيران مُكلف، وأعتقد أن هذا الوضع سيتغير، وستستعيد تركيا مكانتها السابقة في المنطقة”.

يذكر أنه منذ الهجوم الذي وقع على مدينة كركوك في يوم 16/10/2017، تُصدر بغداد نفط كركوك إلى إيران عن طريق الصهاريج، بواقع 100 إلى 150 برميل يومياً.

ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here