الارهاب صنعته دول وتتهم اخرين به

ما من شك ان الانتصارات العراقية على داعش سوف تمثل طفرة نوعية وخطوة عظيمة ،و التصدي للجماعات الإرهابية سيكون عنصراً رئيسياً مكملاً للحل السياسي الشامل الذي يراد أن يتحقق في المنطقة ولاكنها لا تضع نهايةً لتهديدات الإرهابيين، والتي تقلق العالم أجمع . فنحن في حاجة إلى القوة الذكية لهزيمة الإرهاب، القوة الذكية هي القادرة على جمع القوة المسلحة في الجذب والإقناع. كما هناك حاجة إلى القوة الصلبة لقتل أو اعتقال الإرهابيين المتشددين، لأن عددا قليلا منهم فقط قابل للجذب أو الإقناع. وفي الوقت نفسه، هناك حاجة إلى القوة الناعمة لتحصين من يحاول المتشددون تجنيدهم. الغرب بدأ يستشعر خطورة عودة هذا الإرهاب الى اراضيه كما شاهدنا بعض تلك الممارسات في بلجكا وفرنسا والمانيا وانكلترا ، والمرحلة المقبلة ستشهد بشكل مؤكد تطورات مهمة ودراماتيكية بملف مكافحة الإرهاب غربياً، ولكن هذه المهمة ليست سهلة وستكون لها نتائج دموية وآثاراً سلبية كبرى على تلك المجتمعات بعمومها، و تتحمّل للاسف اليوم نتائج دعم ساستها وحكوماتها للإرهاب في المنطقة العربية، ومع كلّ هذه التطورات سننتظر المرحلة المقبلة، لأنها ستحمل الكثير من المفاجآت الكبرى بملف مكافحة الإرهاب غربياً ويبقى الخطاب السياسي العربي المتصاعد عن وجوب ” مكافحة الإرهاب ” ضد هذه الجماعات أحيانا ليس إلا وهم ولم تمارسه على الإطلاق وهي خطابات ذات اهداف سياسية يقصد بها تعزيز أحادية الممارسة و التخلص من المعارضة. و يجدر أن تذهب إلى أعمق من ذلك و تتسائل عن ماهية هذا الإرهاب المقصود ، لان فهم معنى الإرهاب يرسم معالم محددة لكيفية مكافحته ، ولان خلف هذا الإرهاب دول وأجهزة مخابرات. وقد أشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى أن باراك أوباما وهيلاري كلينتون هما من صنع “داعش”، حيث كانت الصورة واضحة أن السياسة الأميركية تميل إلى “تشجيع” هذا التنظيم. بالتالي، فإن الفاعل هو أميركا، فقد عملت على بناء مجموعاتٍ أصولية إسلامية خلال الحرب الباردة كأداة بيدها ضد السوفييت. وهذا ما أنجزته في أفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي، فدرّبت وطوّرت قدرات آلاف “الجهاديين”. مستفيدة من الوهابية التي كانت تتعمم منذ سبعينات القرن الماضي، لمواجهة التيارات التحررية والثورية .على الرغم من أن ترامب يتهم دول اخرى متهمة بالعمالة ويدعمهم ويعاقب شعوب بريئة لا تمت لها بصلة ويستغلّ ما صنعته أميركا من أجل تعميم العنصرية، والأحقاد ضد شعوب الشرق الاوسط بالذات والتركيز على ذلك لنهب الخيرات الكثيرة فيها. وهنا العقدة التي تظهر واضحة، حيث إن الإرهاب صناعة أميركية أولاً، استغلت دول اخرى لصناعتها ،

العراق كأنه كان مكلف للقيام بالمهمة الجليلة للقضاء على الإرهاب وأهله وأشياعه والقوات المساحة العراقية بمختلف الصنوف قامت بالواجب وهي تقوم اليوم بتحقيق انتصارات رائعة على جماعات الإرهاب والتطرف والتكفيريين الذين لا يعرفون دينًا لان الغلو في امر الدين انما ينشأ لعوامل كثيرة منها الجهل المتغالي بأمور الدين وعدم المعرفة الصحيحة بالتعاليم الاسلامية، وكذلك عدم الفهم للنصوص الشرعية فهماً صحيحاً يتفق ومقاصد الشريعة السمحة مما يترتب عليه تحميل النصوص الشرعية فوق ما تحتمل من معان واحكام وذلك لاقتصاره على نص يوهم ظاهره حكماً ولا ملة على مراحل دقيقة وفنية لتقليل الخسائر. ولأنهم ينتشرون بين الناس ومما يسبب صعوبة لاصطيادهم والحاجة إلى حرفية كبيرة .ولولا خوف هذه القوات من إصابة الضرر بالمواطنين الأبرياء بأذى أو سوء، لتم الانتهاء من هؤلاء الخونة فى الاشهر الاولى لتواجدهم ، ويؤثر الإرهاب بشكل سلبيّ على الحريات الفردية والديمقراطية في الدول التي تتعرض أو يهددها الإرهاب، مشكلاً “دائرة مغلقة”؛ بمعنى أن مكافحة أو مقاومة الإرهاب تستدعي التنازل عن بعض الحريات الفردية، وعن الكثير من مظاهر الديمقراطية التي تعدّ أساس العولمة في الغرب . ان الإشكال الأخلاقي في تعريف الإرهاب:يمكن اعتباره العائق الأهم ربما لإيجاد مفهوم محدد للإرهاب حيث الموقف الأخلاقي منه يحدد الوصف للفعل السياسي العنفي. و قد يبرر البعض بأن الممارسة العنفية مبررة أحيانا و بعضها غير مبررة لذلك تجد أن إطلاق وصف ” إرهابي ” سهل نوعا ما بسبب أنه يمثل موقفاً أخلاقياً تجاه قضية أو موقفاً أيدولوجياً بين الحق و الباطل . إن للإرهاب تاريخاً طويلاً، لكن دراسته وتحليله لا يتمتعان بالأمر ذاته. وهو كحقل دراسي مهم انتشر كالفطر خلال العقود الثلاثة الماضية، لكن رغم ذلك فإن هناك استحالة في إيجاد تعريف واحد متفق عليه، كما أن الروابط والتشابك بين الأسباب الاقتصادية والاجتماعية، كأسباب رئيسة في انتشار الإرهاب

عبد اخالق الفلاح – باحث واعلامي

2017-11-14 1:26 GMT+03:30 A Falah :

لبنان ايقونة الشرق وعرين المقاومة

الظروف التي تمر بالمنطقة تجعلنا ان ندرس الحالة اللبنانية والدور السعودي في التدخل بشؤونها الداخلية بشكل بات مكشوفاً بدقة لانها تَقف على حافّة حوادث غير محتملة وخاصة بعد التقارب مع الكيان الاسرائيلي ، كل ما يَجري حاليًّا يتم في إطارِ مُخطّطٍ معد وفق سياق محكم يحتاج الى الحيطة والحذر وقد تكون الحرب الطائفية احد اهم وسائلها الوسخة التي تعتمد عليها .رغم ايماننا بأن الازمة الحالية في ​لبنان​ هي ازمة عابرة امام وحدة لبنان فهي دائمة ومترسخة ومتجذرة .ولا نهم مجمعون على الثوابت الاساسية التي ارساها التوافق القائم الحالي الذي اسس على اثرها وانبثقت منها الحكومة على اساس الدستور الذي هو للجميع ويحفظ التوازنات في البلد ويحفظ دور وحيثية كل مكون من مكونات البلد ولكن الاحتياط واجب كما يقال .وقد يكون ما جرى في لبنان بداية وعكة سياسية وهي تتميز بالخطورة لان هذا البلد من اضعف بلدان المنطقة من حيث الامكانات اللوجستية رغم الهمة العالية التي يتميز اهله بها على مر التاريخ في الدفاع عن حريتهم بوحدتهم التي من الصعب اختراقها بسهولة بايمان كبير لا يزعزعه لا خوف ولا شك ولا ضغط ولا تهديد والضامن القوي لتلك الارادة روح المقاومة والدفاع بتماسك كل اطيف هذا البلد الوديع وقبلة السياح وايقونة الشرق من حيث الجمال وطيبة اهلها.وشعبه حسب ما يكن له الاعداء هو امام امتحان قادم في عبور المرحلة بثقة واطمئنان لعل الايام الصعبة الماضية اثبتت حكمة القيادة السياسية في التعامل مع الازمة والتي افشلت المخطط الكبير في زعزعة الامن بتفكير السذاج وكأنّ الأمور بالتمنّي، ليرتاح العدو الصهيوني ويجبر الشعب الفلسطيني على قبول التسوية ،هذه التجربة يقودها متخاذلون من حكام الدول العربية وتقف المملكة العربية السعودية في المقدمة ، ان المملكة العربية السعودية والقيادة المراهقة لها تأبى إلا إن تترك بصمتها على كل ما يمت للانقسام بصلة في لبنان وشق صفوف ابنائه فبعد الدور الكبير الذي لعبته ولا زالت تلعبه في اليمن عبر التحالف السعودي – الامريكي الذي حول اليمن السعيد إلى بلد منكوب و محاط بكوارث انسانية يندى لها الجبين ، تسير الرياض اليوم على ذات الخطى لترعى اشعال الفتنة في لبنان وللدفع به تجاه أزمة سياسية داخلية جديدة .بعد الاستقالة الغير متوقعة والملتبسة والمرتبكة والمشبوهة لرئيس الوزراء سعد الحريري في أربعة جواني منها واهمها غير الدستورية و التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون .

ان الصمود الرائع للشعب اللبناني بوجه هذه المؤامرة الفاشلة والكل مجمع على اهمية احترام سيادة لبنان وحريته وكرامته ، سوف تجعل المخططون لاسبيل لهم إلا اعادة النظر من جديد واعلان فشلهم والتسليم لهذه الارادة .بعد ان وقف الشعب مع المقاومة ويقاتل دفاعاً عنه لانه مفتاح الامان الذي يعتمد عليه ومصمم على التعايش وتبقى علاقة الاخوة تجمع شعبه . ومن هنا كان التدخل الدولي لحل الازمة واهما بيان االحكومة الفرنسية الذي اكد علن ان الخروج من الازمة الحالية يمر بعودة الحريري الى لبنان، وتمكينه من “تقديم استقالته الى رئيس الدولة في حال كان راغبا بالفعل بالاستقالة، ما لم يكن قد غير رأيه منذ ذلك الوقت”. و فرنسا “ضد كل التدخلات” في الازمة اللبنانية،ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، على هامش الاجتماع، إلى عدم تدخل دول أخرى في الشأن اللبناني، قائلا: “منشغلون بالوضع في لبنان.. وقلقون بشأن استقراره.. وسيادته وعدم التدخل” في شؤونه . على نفس الصعيد حذر وزير خارجية لوكسمبورغ جو أسيلبورن من أن انهيار لبنان سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة المضطربة أصلا، قائلا إن وجود “أزمة رهينة، إذا كان هذا ما يحدث مع رئيس وزراء اللبناني في السعودية، ليست خبرا طيبا للغاية بالنسبة للمنطقة” وصرحت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني “نناشد أولا وقبل أي شيء القوى السياسية (اللبنانية) التركيز على لبنان وما يمكن أن تقدمه لمواطنيها من إنجازات داخلية”.المهم ان المبادرات التي يتوجب اتخاذها لطمأنة لبنان واهله، ما يضمن الامن وحمايته من التأثيرات الإقليمية التي يمكن أن تكون مزعزعة لاستقراره والتفكر فيها بالمستقبل القريب لهذا البلد وابعاده عن الاشرار.

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

2017-11-12 11:36 GMT+03:30 A Falah :

العبث في المفاهيم وتغيب المواطنة

لقد تغيبت الديمقراطية، كمفهوم وكممارسة واسلوب حكم، منذ ان دخلت للعراق من البوابة الطائفية والمذهبية والاثنية واصبح شعار فارغ وملهاة عبثية و حكم القوة والابتزاز السياسي، والعبث بالمبادئ وفق تقسيمات بول برايمر المشؤومة ، وتحولت الى وسيلة للمناورة السياسية واداة لخدمة الاغراض الآنية وخيمة العواقب ، بدل ان تجمع الافراد في بوتقة المواطنة وروحها والرغبة الطوعية في التعايش في اطر الوطن وقوانينه.

الساسة في العراق مع الاسف كلٌ يقرأ الأزمة التي غلبت عليها التشرذم من رؤيته الخاصة لانهم لا يقرأُون التَّاريخ وإِذا قرأُوه إِستثنى كلُّ واحد منهم نَفْسهُ من دروسهِ وعِبَره. عندما يبتعد أصحاب القرار من الساسة عن المجاملة والتغطية عن الفاسدين والفاشلين المطالبة بتطبيق القانون تطبيقاً سليماً نستطيع حينها أن نستبشر بخير. للوفاء للدماء التي سالت والذين سقوا الارض بدمائهم الزكية وعوائلهم الكريمة التي أنجبت أروع الأبطال الذين يحملون الغيرة بقدر عال ولجميع المقاتلين الشرفاء بمختلف صنوفهم وفصائلهم ورتبهم ولهم حق في رقبة كل متصدي لخدمة العراق ولا يوجد أثمن من ما يقدم من الدم و ليس من المعقول أن يبقى البلد بين صراعات سياسية ومشاكل تنموية وتأخر عمليات الإصلاح وبقاء التهديدات الأمنية . لا يمكن للحوكمة والسياسة العقلانية أن تتحققا دون دولة العقد الاجتماعي و العقد الوطني المعبرين عن كل المجتمع بعيداً عن أية سياسة عبثية إقصائية فاسدة . العراق بلد يمتلك كل مقومات النهوض ليصبح في قمة المهام ويمتلك الكفاءات والكوادر والخيرات من نفط ومياه والموقع الجغرافي المهم ، لكن يعيش في حالة من الفقر بسبب فقدان المشتركات وخروج الطاقات العلمية الى خارجه لتغليب الاقوى سياسياً وليس الاجدرعلمياً .

عليهم فهم من ان السياسي الناجح هو الذي يبذل كل طاقاته من أجل شعبه والذي يحافظ على هوية بلده ويتعامل مع المشكلات بروح المسؤولية الوطنية ونبذ الخصومة والاستفزاز فيما بينهم والتحلي بالتسامح والمرونة وترسيخ الحوار البناء وأن يوحدوا الخطاب والرؤية لتجاوز الخلافات وتعزيز الثقة المتبادلة ، ومن الضرورة العمل على حماية المُنجَز رغم الهوامش والعلل بسبب قصر النظر وبين المصالح الفردية والحزبيَّة والعشائرية والعائليَّة وفي ظلِّ كلِّ هذه الأَزمات والمخاطر والتحدِّيات العظيمة التي يمرُّ بها الوطن الذي يحتاج الى قيادة يسجل لهم التاريخ انهم اول من صنع الحرية والاستقلال في المنطقة .

ولكن مع الاسف لاحد من القادة على استعداد لتغيير تلك الرؤية وظلت تغلب عليهم المصالح والحفاظ عليها والتفكير العقيم بها لانهم فهموا الديمقراطية بشكل خاطئ واعتبروا ان مفهومها هو التمسك بالمنصب. و اذا لم يلتزم الساسة بالروح الوطنية فانها سوف تجر البلد الى المزيد من الفوضى و عدم الاستقرار و تعطيل عجلة التنمية. وسوف تتعمق المشكلات والتناقضات و تراجعاتها ولا يصل المواطن الى طموحاته وتزيد إخفاقاته . وايجاد الحلول الجذرية للمشكلات التي تعقد المشهد الأمني و السياسي والاقتصادي والخدمي .

ولابد من الاشارة الى ان أفكار القادة باتجاه المنفعة الفردية والعمل بعقلية منفصلة عن الواقع والتاريخ، وتحت تأثيرات المشاريع الفئوية والخطوات المستعجلة، والانعطاف مع ردات الفعل لن تؤدي إلاّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here