في دربندخان صخور منهارة وبيوت محطمة مع اكثر من 2000 مشرد جراء الزلزال العنيف الذي ضربها

ترجمة: حامد احمد

بين الجبال الصخرية الوعرة التي تفصل اقليم كردستان العراق عن ايران اعتاد الناس هناك على الهزات الارضية. وترقد هذه المنطقة على طول خط تصدع ارضي كبير غالبا مايرسل موجات اهتزازية عبر القرى والمدن القريبة .
ولكن لايوجد احد هنا في دربندخان يستطيع ان يتذكر وقوع اي زلزال بقوة 7.3 درجة هز المنطقة سابقا ، مثل الزلزال الذي وقع ليلة الاحد الماضي .
احسان امين ، حارس امني يبلغ من العمر 42 عاماً, قال وهو يجري مسح على واحد من عدة بيوت انهارت في مدينة دربندخان : ” العام الماضي كان هناك زلزال خفيف في البلدة اما هذا الاخير فانه جنوني .”
رغم ان اغلب اعداد القتلى وحجم الدمار حصل في الجانب الايراني من الحدود ، فان الزلزال تسبب في الجانب العراقي بمقتل مالايقل عن 10 اشخاص وجرح المئات وتشريد اعداد كبيرة اخرى .
المنطقة المحيطة بمدينة دربندخان , التي تبعد اقل من 15 ميلاً عن مركز الزلزال , كانت الاكثر تضررا من هذه الهزة الارضية , حيث سجلت مقتل خمسة اشخاص وجرح العشرات مع تشريد اكثر من الفي 2000 شخص في المدينة لوحدها .
اهالي المدينة تدفقوا الثلاثاء الماضي على مجالس العزاء المنصوبة لمواساة عوائل الضحايا . الناجون من سكان المدينه يعيشون حالة ترقب مشوب بالخوف يتهامسون فيما بينهم حول اشاعات تفيذ بان هناك هزة ارضية كبيرة اخرى في الطريق , أو ان تجربة نووية سرية ايرانية كانت وراء الزلزال.
تصدعات مروعة مخيفة ظهرت في الجزء العلوي من سد دربندخان يحجز نهر ديالى مثيرا مخاوف من انه قد ينهار في اي لحظة . مسؤولو امن يحملون مكبرات صوت مروا بعجلاتهم عبر الاحياء السكنية اسفل السد وجانب النهر مساء الاحد يحثون الاهالي على مغادرة مساكنهم فورا .
العشرات من الاهالي تجمعوا حول المسؤول المحلي لبلدية دربندخان في مكتبه , ناصح حسان , الثلاثاء مطالبين منه معرفة متى يمكنهم العودة لبيوتهم او اذا يتوفر هناك اي ملجأ اخر يأويهم.
احمد محمد , شرطي عمره 42 عاماً, قال للمسؤول البلدي : ” لا اريد مالاً ولا اريد طعاماً, اريد فقط خيمة اضع فيها عائلتي . بيوتنا غير آمنة بسبب السد.”
من جانبه قال مسؤول بلدية دربندخان ان فريق مهندسين جاء للاطلاع على بنية السد ليقرر حجم الضرر وما يحتاج من ترميمات ، مشيرا الى انه لحد اكمال اعمالهم لايمكنه ان يخبر اي شخص بان الوضع امن ليذهب الى بيته . رغم ان التقديرات الاولية تشير الى ان الضرر ليس كبيراً فان مدير السد ، رحمان خاني ، يقول بان التصدعات قد اضعفت بنية السد الذي لم يجر عليه اي خدمة صيانة منذ سنوات .
وقال خاني في حديث لصحيفة لوس انجلس تايمز ” نحن نحاول الان التخفيف من الضغط الحاصل على السد وذلك باطلاق قسم من الخزين الاحتياطي للمياه فيه .”وكان الزلزال قد تسبب بانهيار صخور ضخمة من اعالي الجبال والتلال المحيطة تسببت بقطع الطرق في القرى القريبة وسحقت عدداً من السيارات . عدة صخور سقطت خارج غرفة سيطرة في السد حيث كان عبد الله كريم , 48 عاماً, يراقب صور تلتقطها الكاميرات حول السد قبل ان تتفتت الجدران وينسحق الاثاث على الارض ويتجه مسرعا نحو الباب.
المنظر العام للسد , وهو موقع مفضل للتنزه وصيد السمك , بدا بعد الزلزال بيوم اكثر هدوءا وامناً . الفضول دفع الاهالي للمجيء الى السد ليطلعوا على التصدعات المسننة التي حدثت في السد وبدأوا يلتقطون صور سيلفي من امام صخرة شاهقة .
المدارس ماتزال مغلقة اسفل المدينة ولكن المحال بقت مفتوحة والشوارع مزدحمة بالمرور .
وقال مسؤول بلدية دربندخان ، ان المفتشين كانوا يذهبون من بيت الى بيت لتقييم الاضرار الحاصلة وكذلك المحال التجارية مؤكدا اقرار المفتشين لحد الان اعتبار اكثر من 100 بناية على انها لم تعد صالحة من الناحية البنيوية وقد يزداد هذا العدد .
ويقول المسؤولون بان الزلزال تسبب ايضا باضرار كبيرة في محطة كهرباء البلدة وكذلك في انابيب المياه والمستشفيات . وقام كادر طبي بمعالجة الجرحى من الزلزال مساء الاحد وذلك داخل خيمة نصبت خارج المركز الصحي قبل ان يتم ارسال الحالات الخطرة بواسطة سيارات اسعاف الى مدينة السليمانية . ومايزال هناك 14 جريحاً يتلقى العلاج في المستشفى لحد يوم الثلاثاء .
وكان من بين القتلى والجرحى من المهجرين العراقيين العرب الذين نزحوا الى اقليم كردسان هربا من المعارك التي كانت تدور ضد تنظيم داعش .
اكثر من 20 عائلة كانت تسكن في بناية من ثلاث طوابق ، تحولت الى ركام ليلة الاحد ، واستنادا الى اهالي من بيوت مجاورة فانهم قاموا بالحفر باييدهم المجردة بين الانقاض للمساعدة باخراج العالقين من سكان العمارة .
سيف علي ، 23 عاماً ، وهو نازح من اهالي ديالى قال للصحيفة ” لقد كانوا يصرخون طالبين النجدة والمساعدة , لقد تمكنا من اخراج ثمانية اشخاص من تحت الانقاض ولكن اثنين منهم كانوا موتى وهي أم مع طفلها الرضيع .”واضاف علي قائلا ” انها المرة الاولى التي نشهد فيها زلزال بمثل هذه القوة.”
 عن: صحيفة لوس انجلس تايمز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here