نصب الجسور الاصطناعيّة يمهِّد الطريق لاقتحام راوة خلال أيام

بغداد/ وائل نعمة

بات الهجوم على قضاء راوة، أخر معاقل تنظيم داعش في العراق، وشيكاً جداً، فيما تشير المصادر الميدانية الى وجود أقل من 50 مسلح في المدينة.
وخلال الايام الاخيرة، تمكن أغلب مقاتلي التنظيم الاجانب من الفرار الى الجانب السوري، بينما لجأ المسلحون المحليون الى الصحارى.
ويعتقد بعض المسؤولين في الانبار أنّ الدواعش الاجانب سلّموا أنفسهم الى قوة كردية مدعومة أميركيا وتتمركز في شرق سوريا.
بالمقابل نشرت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء، صوراً قالت إنها لقافلة تابعة لداعش أثناء خروجها من منطقة البوكمال باتجاه معبر على الحدود السورية العراقية.
لكنّ مسؤولين محليين في الانبار، نفوا وجود أية تحركات حتى الآن على الحدود، مؤكدين أن القوات العراقية تسيطر على الاوضاع هناك بعد تحرير القائم قبل نحو أسبوعين.
ويعتمد العراق على طيران التحالف الدولي برصد أية حركات مشبوهة على الشريط الحدودي. ورجحت أطراف عسكرية أن تكون الصور التي نشرها الجانب الروسي “قديمة”.
في غضون ذلك اعترف التحالف الدولي، أول من أمس، بإمكانية هروب مقاتلين أجانب مع النازحين من الرقة السورية قبيل تحريرها من داعش.
وقبل يومين أشار تقرير أجنبي، الى أنّ مسلحي الرقة انتشروا في مناطق سوريا، وبعضهم وصل الى شرق سوريا المتاخم للحدود العراقية.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، مطلع تشرين الثاني، عن تحرير قضاء القائم التابع لمحافظة الأنبار من قبضة مسلحي تنظيم داعش. وقدم التهاني “بسيطرة الأبطال على قضاء القائم وتحريره في فترة قياسية”.
بعدها أعلنت الحكومة، السبت الماضي، انطلاق عملية من مرحلتين، لتطهير غرب الانبار، وأسفرت عن تحرير ناحية “الرمانة”، القريبة من قضاء القائم، في غضون ساعات، والسيطرة على الحدود.
واقتربت القوات المشتركة، خلال العملية الاخيرة، من اقتحام قضاء راوة، 60 كم شرق القائم، التي باتت تعتبر آخر المناطق التي يسيطر عليها داعش في العراق.

تخوم راوة
ويؤكد مصدر عسكري قريب من العمليات أنّ “الهجوم سينفذ خلال اليومين المقلبين”، وأن القطعات العسكرية اصبحت مستعدة بالكامل.
وتبلغ مساحة راوة، التي تقع شمال نهر الفرات، نحو 6 آلاف كم مربع. ويقول المصدر لـ(المدى) رافضاً الكشف عن هويته إن “القطعات قريبة بمسافة 17 كم عن غرب المدينة”.وأُسندت مهمة اقتحام مركز مدينة راوة الى قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري، الذي يشارك بنحو 4 آلاف مقاتل.
وستهاجم القوات من ثلاثة محاور من داخل الانبار، فيما يعتقد أن هناك محور رابع سينطلق من قضاء الحضر جنوب الموصل.
وكانت كل الجسور، التي تربط راوة مع مدن الانبار،قد انهارت بسبب العمليات العسكرية، ومحاولة داعش قطع الطريق على القوات العراقية.
بدوره يؤكد المصدر العسكري، المتواجد قرب راوة، ان “الهندسة العسكرية بدأت بنصب الجسور الاصطناعية على نهر الفرات، وستقوم بالعبور الى داخل المدينة”.
وحوّل نهر الفرات قضاء راوة، الى مصد طبيعي منع تسلل مسلحي داعش باتجاه عانة. بالمقابل سهّل النهر عزل قضاء راوة، الذي بات محاصرا من ثلاث جهات، وتجاوزته القوات لتحرير القائم.
وتضم بعض محاور الهجوم طرقاً صحراوية طويلة تمتد على مسافة 50 كم، وستقوم الهندسة العسكرية بتأمين الطرق التي فخخها داعش قبل انسحابه.
ووجهت طائرات التحالف الدولي، خلال اليومين الماضين، ضربات مكثفة لأهداف داخل راوة. ويقول قطري العبيدي، القيادي في حشد غرب الانبار، إن “الغارات استهدفت مواقع حيوية وتجمعات للمسلحين داخل القضاء”.

حركة المسلّحين
ويضيف العبيدي، في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس، إن “داعش أخلى راوة من أغلب مسلّحيه وهربوا باتجاه الصحراء سوريا”. وأكد أن “المسلحين تركوا بعض المفارز التعويقية من المقاتلين المحليين في راوة، وعددهم لايزيد على الـ50 مسلحاً”.
وكشف القيادي في الحشد عن معلومات تشير الى ان “عوائل داعش من الاجانب، التي هربت من راوة، سلمت نفسها الى قوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة الميادين”.وبالتزامن مع ذلك، كشف تقرير بثه تلفزيون بي بي سي ، يوم الإثنين، أن المئات من مقاتلي داعش، بينهم أجانب، غادروا مدينة الرقة بأسلحتهم وذخائرهم في قافلة ضخمة بتاريخ 12 تشرين الثاني.
وقال التقرير إن الهاربين فروا الى كل المناطق، وان بعضهم ذهب الى مناطق قريبة من الحدود العراقية – السورية.
وقال الكولونيل رايان ديلون، الناطق باسم التحالف للصحافيين يوم الثلاثاء، “من بين 3500 مدني خرجوا (…) من الرقة في ذلك الوقت، هناك تقريبا أقل من 300 شخص تم فحصهم وتعريفهم كمقاتلين محتملين لتنظيم داعش”. وأضاف ان “احتمال أن يكون بعض هؤلاء المقاتلين (…) قد تمكنوا من التسلل كمدنيين أو كمقاتلين محليين أمر وارد”.
ونوّه ديلون إلى أن طائرات التحالف المسيرة راقبت القافلة بعد مغادرتها الرقة، لكن القرار اتخذ بعدم ضربها بسبب وجود مدنيين في صفوفها.
وكانت اتفاقية أبرمها حزب الله مع مسلحي داعش في منطقة القلمون، أثارت غضب العراقيين، بعد ترحيل عشرات المسلحين الى منطقة البوكمال المتخامة للحدود العراقية.

لعبة إلكترونيّة
في غضون ذلك، قال حساب وزارة الدفاع الروسية الرسمي، يوم الثلاثاء، ان الصور بالأسود والأبيض اخذت بتاريخ 9 تشرين الثاني الجاري، قرب الحدود العراقية السورية وتعطي “دليلا دامغا ان الولايات المتحدة تؤمّن غطاءً للوحدات القتالية لتنظيم “داعش”.
بالمقابل قال (فريق استخبارات الأزمات)، المؤلف من مراقبين ومدونين روس وناشطين على مواقع التواصل بعد مقارنة احدى الصور التي نشرها الموقع، إن ارتال داعش من البو كمال الى الحدود العراقية، شبيهة بأخرى مماثلة من لعبة الفيديو “آي سي-130 غانشيب سيميوليتر: سرب العمليات الخاصة”.
وكان داعش قد استعاد السيطرة على أغلب بلدة البو كمال، بعد ساعات من تحريرها من قبل القوات السورية المدعومة من روسيا الخميس الماضي.
إلى ذلك قال المصدر العسكري ذاته في غرب الانبار “هناك شكوك بأن الصور التي نشرتها الدفاع الروسية تعود الى الرتل الذي هرب العام الماضي من الفلوجة بعدما تمت محاصرته”.
بدوره نفى راجع العيساوي، نائب رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة الانبار، وجود تحركات غربية في الحدود العراقية- السورية.
وقال العيساوي، في اتصال هاتفي مع (المدى) امس، ان “قوات الجيش العراقي وحرس الحدود تنتشر على الحدود في شمال القائم”. وتوقع أن “تساعد طائرات التحالف في ضرب أي هجوم محتمل قرب الحدود”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here