خبير: ترمب يحاول الضغط على العبادي لـ”تقليم أظافر إيران” أو تقليل دورها

كشفت السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية عمّان، تفاصيل اجتماع المبعوث الرئاسي الخاص بريت ماكغورك، مع المجموعة الصغيرة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، الذي عقد في البحر الميت في الأردن.

وذكرت الخارجية الأمريكية في تغريدة على حسابها في “تويتر”، اليوم 16 تشرين الثاني 2017 أنه “في الوقت الذي تم فيه تحرير الرقة والموصل، ناقش التحالف الخطوات القادمة لضمان الهزيمة النهائية لداعش”.

وقدم المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف العالمي بريت ماكغورك، تحديثا عن التقدم الذي أحرز في العراق وسوريا، مشيرا إلى أنه “منذ تشكيل ائتلافنا في عام 2014، فقد خسر داعش 95 في المئة من الأراضي التي كانت يسيطر عليها في العراق وسوريا”.

وكانت وسائل إعلام روسية أشارت في وقت سابق إلى اجتماع سري سيعقد في البحر الميت في الأردن، بين ماكغورك ومسؤولين أردنيين وعراقيين ممثلين عن وزارة الدفاع العراقية، “بشكل سري”.

إلا أن الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، اكتفى بالقول إن “الاجتماع ليس سريا، وقد أعلن عنه في وقت سابق بوكالة الأنباء الأردنية الرسمية”.

ويضم الاجتماع بحسب بيان للخارجية الأردنية نحو 100 مشارك من 32 دولة ومنظمة، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن أمين عام مجلس الوزراء العراقي مهدي العلاق، قوله إن “بلاده تتطلع إلى دعم المجتمع الدولي، ومساندة جهود الحكومة العراقية في تنفيذ مشاريع إعادة الاستقرار”.

واضاف العلاق أن “الحكومة العراقية تولي اهتماما كبيرا لإعادة النازحين وتنفيذ المصالحات المجتمعية وتسريع إزالة العبوات الناسفة وإزالة الألغام، فضلا عن إيجاد فرص عمل للشباب في المناطق المحررة”.

وتضمن الاجتماع مناقشات مفصلة لأولويات الجهود المتعددة الجوانب للتحالف، بما فيها الاستقرار، والمقاتلين الأجانب، ومكافحة تمويل الإرهاب وبث الرسائل المضادة لدعاية تنظيم داعش.

بدورهم، أكد خبراء في مجال التنظيمات المتشددة، أن حرب التحالف الدولي على تنظيم داعش، لم تنته بمجرد خروجه من المدن الرئيسة، ووفقا لخبير الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، فأن “التحالف يحتاج إلى سنوات لملاحقة التنظيم خارج المناطق الحضرية، والمدن الكبرى، بعد انسحاب الأخير إلى الصحراء”.

وقال أبو هنية إن “مهمة التحالف هي تأمين المناطق المدنية الحضارية، وبالتالي فقد تركزت معاركه على المدن الكبيرة مثل الموصل والرقة بشكل أساسي، لتصبح مهمة “الدولة” في العراق أو في سوريا هي تفعيل الأعمال القتالية في عمق الصحراء”.

وحول لقاء مسؤولين عراقيين مع مبعوث الرئيس الاميركي الخاص بريت ماكغورك في الأردن، يرى أبو هنية أن “أميركا وضعت استراتيجية جديدة لمواجهة إيران والمليشيات الشيعية، ويحاول ترمب الضغط على شخصيات مثل رئيس الحكومة العراقية العبادي لمحاولة تقليم أظافر إيران أو تقليل دورها ومليشياتها في المنطقة”.

ويرى أبو هنية أن الدور الأردني في هذا الاجتماع يأتي تحت عنوان “التكيف مع التغيرات”، إذ فتحت المملكة (وهي جزء من التحالف الدولي) خط تواصل مع روسيا، بصفتها لاعبا أساسيا في المنطقة، من خلال توقيع اتفاقيات مناطق خفض التصعيد”.

وشدد على أن “الأردن في ورطة، كون أجندة النظام السوري وإيران بالنسبة للجنوب السوري هي فرض السيطرة من جديد، وهنا لا تستطيع الأردن أن تتخلى بالكامل عن فصائل الجبهة الجنوبية؛ بسبب التخوف من هجرة معاكسة، بمعنى أن هؤلاء المقاتلين سوف يذهبون باتجاه تنظيم داعش أو النصرة”.

ويستبعد الخبير العسكري السوري، العميد الركن أحمد رحال (المنشق عن النظام) أن يتحول التحالف الدولي لمحاربة “المليشيات الشيعية”؛ كونه أنشئ لمحاربة تنظيم داعش وليس لمحاربة أذرع إيران في المنطقة.

واضاف أنه “بالتالي، إذا أرادت أميركا محاربة هذه المليشيات، فأن عليها تأسيس تحالف جديد يضم دولا تتفق معها في هذه الرؤية، وهذا غير قابل للتطبيق، كون العديد من الدول غير متفقة مع التوجهات الأميركية في المنطقة”.

ميدانيا، قالت فصائل سورية معارضة، في شرق ريف السويداء، إن “تنظيم داعش بدأ بالتراجع إلى مناطق في البادية السورية، وحقق تقدما في مناطق ثليثوات وتل مكحول، بعد انسحاب جيش النظام من تل المناطق الـ55 حتى منطقة السبع بيار”.

واعتبر الناطق الرسمي لـ”قوات الشهيد أحمد العبدو”، سعيد سيف، أن “تنظيم داعش تراجع إلى البادية من خلال اتفاقيات مع الروس والنظام؛ لضرب ما تبقى من فصائل الجيش الحر، بعد خسارة التنظيم لمساحات واسعة في الشمال السوري”.

وأضاف أن “جميع الاتفاقيات تصب في صالح الروس والنظام، إذ إنهم يسعون إلى فتح المجال لمرور آمن للتنظيم لريف السويداء الشرقي، لضرب قاعدة التنف، والقضاء على ما تبقى من فصائل الجيش الحر، والملفت أن طيران التحالف لم يحرك ساكنا، ويساند فصائل الجيش الحر التي قاومت تمدد التنظيم في القلمون الشرقي إلى البادية الشامية وصولا إلى الحدود الأردنية، على عكس ما يحصل مع الكرد في الشمال السوري”.

وتابع أن “عودة التنظيم إلى البادية الشامية، مرحلة من مراحل خلط الأوراق سياسيا وجغرافيا، وسيكون تنظيم داعش الورقة الرابحة لضرب مناطق تخفيض التصعيد وخصوصا في مناطق الجنوب السوري بدرعا، ليكون هناك مبررا لتدخل الروس والنظام السوري في تلك المناطق”.

وكانت الولايات الأميركية المتحدة، أطلقت التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في آب/ أغسطس 2014، بعضوية أكثر من عشرين دولة، بهدف وقف تقدم التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، ليمد التحالف فصائل محلية بالعراق وسوريا بالدعم العسكري والمادي من خلال برنامج يتبع لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here