[ مطارات الأنبار ] بين الضياع والإستثمار

د . خالد القره غولي

في عام ( 1948 ) توجه سرب مصري مقاتل من قاعدة الحبانية للمشاركة في حرب فلسطين ضد القوات الإسرائيلية وكان من بينهم طيار شاب هو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك .. وقد أكد مبارك صحة هذا الموضوع في لقاءٍ متلفز سابق معه على القناة الرسمية المصرية ..ولأن محافظة الأنبار تمتاز بموقعها الإستراتيجي في المنطقة ومساحتها الكبيرة ومحاذاتها لبلدان عدة فقد عملت الحكومات العراقية المتعاقبة على إنشاء مطارات عسكرية متعددة فيها وفي مناطق مختلفة .. منها كما أسلفنا قاعدة الحبانية القريبة جداً من العاصمة بغداد وقاعدة الوليد القريبة من الحدود السورية والأردنية وقاعدة عين الأسد في البغدادي التي تُعد أكبر قاعدة عسكرية جوية في الشرق الأوسط قبل الاحتلال الأمريكي .. فضلاً عن التطورات الكبيرة لهذه القواعد لإستقبال طائرات حديثة وإفتتاح مدارس ومراكز عسكرية مهمة ومخازن للعتاد الجوي .. وقد سألتُ أحد الأصدقاء الطيارين الذي أحيل على التقاعد بعد الإحتلال عما يسمى بالشقق الجوية وهي أماكن تستخدم لحالات الهبوط الطارئ للطائرات ..فأجابني بإنها تحولت إلى طرق فرعية للسيارات في مناطق متفرقة من المحافظة ! وفي أثناء أعوام الحصار الإقتصادي على العراق لم تستخدِم فرق التفتيش ووفود الأمم المتحدة غير مطار الحبانية الكبير أو ما يسمى بالهضبة نظراً لتطابقه مع المواصفات العالمية أمنياً ولوجستياً ونادراً ما كانت هذه الوفود تهبط في مطاريّ المثنى وبغداد .. لذلك كان من الأجدر بمسؤولي المحافظة والقائمين على شؤونها من الحكومات المحلية السابقة وحتى السلطة المركزية النظر إلى هذا الأمر نظرة جدية لأن منافع إنشاء مطار دولي كبير في محافظة الأنبار سيحقق موارد إقتصادية كبيرة ليس للمحافظة فحسب وإنما للعراق ككل .. فضلاً عن تعدد هذه الإمكانات لإنشاء مطارات أخرى في مواقع أخرى في المحافظة وتقليل نسب الهدر الكبير في هذا المجال بعد إطلاعي على أحد بحوث الجدوى الإقتصادية لإنشاء مطار في محافظة الأنبار يتفوق بأضعاف على إنشاء جميع المطارات في المحافظات العراقية الأخرى ومنها مطارات أنشأت لظروف طارئة أو على بقايا وحدات عسكرية أو مواقع أخرى بإختصار شديد أقدم هذه الدعوة المخلصة لمسؤولي محافظة الأنبار وأعضاء مجلس النواب من ممثلي المحافظة ووزارة النقل والمواصلات للإسراع في إستبدال بعض المطارات العسكرية في المحافظة إلى مطارات مدنية أو إستثمارها من شركات عالمية والنظر إلى هذا الأمر نظرة وطنية تعم فائدتها على أبناء شعبنا الصابر ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here