أميركا وأوروبا تحثّان بغداد وأربيل على بدء “مفاوضات جدّية”

رحّب رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وبريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الامريكي إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بالتطورات السياسية والامنية بين بغداد أربيل، وأعربا عن سعادتهما “بإيقاف المواجهات بين القوات العراقية والبيشمركة”.
وتصاعدت الازمة بين بغداد وأربيل عقب إجراء الاستفتاء في أيلول الماضي، والعمليات العسكرية التي اطلقتها الحكومة الاتحادية، أواسط تشرين الاول، لإعادة نشر قواتها الامنية في المناطق المتنازعة عليها. وتضع بغداد شروطاً لاستئناف الحوارات مع أربيل، بينها إعلان إلغاء الاستفتاء والسيطرة على المنافذ الحدودية.
وشدد بارزاني وماكغورك، خلال لقاء في اربيل يوم الخميس، على “ضرورة إجراء حوار جدي على أساس الدستور من أجل حل الخلافات بين أربيل وبغداد”.
وأكد مبعوث الرئيس الأمريكي، بحسب بيان لحكومة الإقليم، على “علاقات الصداقة بين أربيل وواشنطن، متمنياً “تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات”.
بدوره قدم بارزاني شكره للمساعدات الأمريكية المقدمة إلى إقليم كردستان”، مشدداً على “ضرورة أن يسعى المجتمع الدولي لتهيئة الأجواء من أجل بدء مفاوضات جدية بين أربيل وبغداد، وهو السبيل الوحيد لحل الخلافات”، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ “أربيل مستعدة دائماً لإجراء الحوار”.
وفي وقت لاحق، من الخميس، تسلم رئيس حكومة إقليم كردستان رسالة من الاتحاد الاوروبي عبر ممثلها في الاقليم، تتضمن دعم الاخير لأي حوار بين بغداد وأربيل، عارضاً التدخل لتنضيج وإنجاح تلك المباحثات.
وقال بيان لحكومة إقليم كردستان، تلقت (المدى)، نسخة منه، إن “ممثلة الاتحاد الاوروبي في الاقليم فيديريكا موغيريني، التقت رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني في اربيل”، مبيناً ان موغيرني سلمت بارزاني رسالة تضمنت عدداً من المواقف بشأن التطورات الاخيرة.
ونقل المبعوث الاوروبي عن موغريني إعلان “تضامن الاتحاد الأوروبي مع إقليم كردستان جراء وقوع ضحايا إثر الزلزال الذي ضرب عدة مناطق في إقليم كردستان في الـ12 من الشهر الجاري”.
وأكدت موغريني، بحسب البيان، ان “الاتحاد الأوروبي يرحب باستعداد إقليم كردستان وجهوده الرامية لمعالجة الخلافات مع بغداد عن طريق الحوار”. وأضافت المسؤولة الاوروبية “راقبنا بقلق التطورات الميدانية عن كثب، وخلال الأسابيع الماضية كان منع العنف من أي طرف من أولوياتنا، كما دعمنا المساعي المبذولة لتسوية المشكلات، مثل الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها في المناطق المتنازع عليها، والاتحاد الأوروبي سيواصل مراقبة الأوضاع وتقديم المساعدات الإنسانية”. وتضمنت الرسالة “دعم الاتحاد الأوروبي للحوار بين أربيل وبغداد، وشددت على أن “الاتحاد الأوروبي مستعد بشكل كامل للتشجيع وتقديم التسهيلات اللازمة لإجراء حوار مجدٍ يسفر عن نتائج جيدة، بالتعاون مع شركائنا الدوليين، في حال طلبت الأطراف ذلك منا”.
واستدركت المسؤولة الاوروبية بالقول “ليست وحدة العراق واستقراره فقط، بل إنّ وحدة واستقرار إقليم كردستان ومؤسساته الحكومية ذو أهمية بالغة للاتحاد الأوروبي أيضاً”.
وكانت حكومة إقليم كردستان قد أعلنت، الاسبوع الماضي، ترحيبها بقرار المحكمة الاتحادية الذي حظر بوجبه اي دعوة للانفصال على ضوء تفسيرها للمادة الاولى من الدستور.وفي سياق المبادرات الكردية، أعلنت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني استئناف حضورها في جلسات مجلس النواب بعد شهرين من قرار المقاطعة الذي اتخذته على خلفية تصاعد الازمة حول إجراء الاستفتاء في الاقليم والمناطق المتنازع عليها خلال ايلول الماضي. وأعلنت الكتل الكردستانية في مجلس النواب مقاطعتها لجسات البرلمان، في الـ10 من تشرين الاول الماضي، احتجاجاً على إقرار الاخير قرارا يرفض بموجبه الاستفتاء وبطلان إجراءاته.
وقالت كتلة الحزب الديمقراطي، في بيان لها الخميس، إن “كتلة الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب العراقي من منطلق الشعور بالمسؤولية بالوضع الذي يمر به العراق وشعبه على مختلف الصعد وإيمانا منا بأن المشاكل تحل فقط بالتفاهم والحوار، قررنا العودة والمشاركة في جلسات مجلس النواب العراقي جنباً الى جنب مع إخوتنا وإخواننا الآخرين في المجلس”.
واضافت كتلة الديمقراطي الكردستاني انها “تعتبر إحدى أكبر الكتل في المجلس وسعت في السابق ليكون الدستور هو الحل لجميع المشاكل لاسيما المشاكل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية والرجوع إلى الشراكة الوطنية والتوافق السياسي لجميع الأطراف”.
وتابعت كتلة حزب بارزاني أنها “ترى أنه لو نفذ الدستور بشكل صحيح ستكون هناك فرصة لجميع الأطراف للوصول الى حل على الأساس السلام ، وبهذا نكون قد حافظنا على مصالح جميع المكونات والأطراف في العراق”. وطالبت حكومتي بغداد واربيل “البدء بحوار جدي على أساس الدستور لمعالجة المشاكل بين بغداد وأربيل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here