الأعرجي: اخترقنا داعش ونسمح ببعض التفجيرات حمايةً لمصادرنا

ترجمة/ حامد أحمد

يقول وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي بأن الحكومة في بعض الاحيان تسمح لقنبلة من داعش أن تنفجر ومن ثم تصدر بياناً بأرقام كاذبة عن الضحايا لأجل حماية المخبرين. وانخفضت معدلات العنف في العراق لأدنى مستوياتها منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003، بعد أن خسر تنظيم داعش قواعده الرئيسية في البلد وأن هجماته التفجيرية قد أبطلت من قبل المخبرين والعملاء المزدوجين. وقال الأعرجي، في لقاء مع مراسل صحيفة الإندبندت البريطانية باترك كوكبيرن، بأن المعلومات الاستخبارية عن هجمات داعش المحتملة قد تحسنت الى درجة بحيث ان القوات الحكومية بإمكانها متابعة قنبلة من مرحلة إعدادها وتهيئتها الى مرحلة التفجير، سامحين لها بأن تنفجر بعد إخلاء المدنيين، حتى لايدرك تنظيم داعش بأن شبكات تصنيع القنابل التابعة له قد تم اختراقها.
وأضاف الاعرجي متحدثاً للصحيفة من مكتبه في المنطقة الخضراء، ان “داعش لايعرف ذلك ونحن نعمل على ضمان عدم كشف مخبرينا”، مشيراً الى أن “القوات الامنية في بعض الاحيان تقوم حتى بتسديد أجرة السيارة التي تحمل قنبلة الى بغداد والسماح لها بالانفجار في مكان استهدفه داعش” . ويردف وزير الداخلية قائلا “نطلب من الناس أن يغادروا المكان ثم يصدر بيان رسمي بأرقام كاذبة عن عدد الضحايا”. الأعرجي، وهو قيادي قديم في منظمة بدر، تقلد منصبه وزيراً للداخلية العام الماضي عندما استقال سلفه في أعقاب حادث تفجير سيارة مفخخة في منطقة الكرادة وسط بغداد وراح ضحيتها أكثر من 300 قتيل. ويقول إنّ هذا كان من الممكن أن يحصل مرة أخرى، ولكنّ احتمالية حصول مثل هذا التفجير ضعيفة الآن، كون داعش لم تعد له مدن ومناطق تحت سيطرته، حيث يستطيع من خلالها إعداد وتجهيز انتحاريين بشكل آمن . وأبدى داعش مؤشرات انهيار المعنويات والهزيمة مع فقدانه لآخر جيوب كان يسيطر عليها من الاراضي، لهذا السبب فإنه من المحتمل أن قياديي التنظيم كانوا قد علموا بأنهم سينهزمون في الموصل بسبب التفوق العسكري للقوات التي تحاربه، الامر الذي دعاهم الى وضع خطط لتشكيل “خلايا نائمة” في مخابئ عبر الصحراء، مزودين بأسلحة وذخيرة وطعام لتمكين ماتبقى من مسلحيهم على العيش وشن هجمات عرضية لإظهار أنفسهم بأنهم مايزالون في الساحة.
القاعدة في العراق، سلف داعش، تمكنت من النهوض بعد هزائم بالانزواء بشكل ناجح بين عامي 2007 و 2012، عندما عادت للظهور مرة أخرى في وقت تغيرت فيها الاوضاع لصالحها. ويشير وزير الداخلية الى ان داعش سيحاول فعل نفس الشيء مرة اخرى ولكنه لايستطيع النجاح طالما أن شبكات مسلحيه قد كُشفت وتمت إزالتها .
واستدرك الأعرجي بالقول “لدينا تعاون من قبل أفراد ضمن عوائل مهمة بتنظيم داعش لمساعدة وحداتنا الامنية “، لافتاً الى ان “زوجة أحد قياديي داعش كانت تساعد من خلال تأمين اتصال في وقت لاحق من اليوم”، موضحاً “نعطيها مالاً ونحافظ على سرية هويتها، ولكنها تفعل ذلك ،لأنها تريد حماية أولادها وتبقى هي محافظة على حياتها أيضا”. ويقول الأعرجي انه لم يحصل أي هجوم ناجح لداعش خلال مراسيم الزيارة الأربيعينية حيث يسير ملايين المسلمين من الشيعة من كل انحاء العراق الى مدينة كربلاء. وكدليل على التطور الحاصل في الاجراءات الامنية، قرأ الاعرجي من ملف أعد لرئيس الوزراء حيدر العبادي يبين بانه قد وقعت هناك محاولتان لهجمات انتحارية خلال زيارة الاربعين وتم قتل الانتحاريين الاثنين من دون إلحاق الاذى بأي شخص.
في السابق كان المسؤولون العراقيون يقومون شخصياً بإلقاء اللوم على الفساد في تمكن الانتحاريين أو العجلات المليئة بالمسلحين من تفادي نقاط التفتيش الحكومية والعبور من خلالها .
وفي الموصل يقول أشخاص محليون إنهم يشعرون بالذعر عند مشاهدتهم لمسلحين من داعش، قد تم التبليغ عنهم سابقا واعتقالهم، حيث يعودون للشوارع مرة أخرى بعد تأمين حريتهم من خلال الرشاوى حسب اعتقادهم. الأعرجي أكد أن شيئاً من هذه الاحداث قد وقعت وقال ان “ضابطا في وزارة الداخلية سيخضع لتوجيه تهمة ضده لمساعدته عوائل تابعة لداعش للهروب من الموصل الى بغداد”.
وتحرير الموصل كان أكبر انتصار عسكري تحققه القوات المسلحة العراقية رغم انه كان أمرا متوقعا، ولكن عملية إعادة السيطرة السلمية من ناحية أخرى على مدينة كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها مع إقليم كردستان كان بمثابة نجاح غير متوقعا اخر ياتي بعد اجراء الاقليم الاستفتاء.
وتابع الأعرجي “إنه لوكانت قيادة الإقليم قد استجابت لنداءات إرجاء الاستفتاء لحققت كثيرا من المكاسب، ولكننا كحكومة فيدرالية كنا محظوظين”.
وكشف الاعرجي بأن كردستان العراق كان سيعزل نهائياً عن العالم الخارجي الشهر الماضي عندما هددت تركيا وإيران بغلق المعابر الحدودية للإقليم معها لولا أنها رجعت تحت سيطرة الحكومة المركزية. وقال إن القادة العراقيين التقوا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان “الذي دعم الحكومة المركزية ولكنه لم يتحدث عن غلق المعابر الحدودية”.
وبيّن الأعرجي بأن الحدود الشمالية للعراق التي تتخللها الجبال والتخوم العميقة يمكن النفاذ من خلالها بقدر كبير خصوصا من الجانب الإيراني. وكان ذلك يعتبر دائما ملاذاً للمهربين . ويضيف الأعرجي “لدينا أربعة منافذ حدودية رسمية، ثلاثة مع إيران ومعبر واحد مع تركيا،ولكن هناك 17 معبراً حدودياً آخر غير رسمي 16 منها مع إيران”. عندما تتحدث الحكومة الإيرانية عن غلقها لمعابر حدودية فإنها تتجاهل هذه المعابر غير الرسمية . رغم ذلك فإن موقف الجانب التفاوضي الكردي الآن ضعيف بحيث أنهم قد يسلمون بالنهاية بإجراء معين بجعل هذه المعابر تحت سيطرة بغداد .
 عن: صحيفة الإندبندنت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here