الحريري.. مفتاح لمرحلة اقليمية جديدة

عمار العامري

الكل يتذكر ما حدث في تموز عام 1979، عندما أتهم صدام قيادات بعثية بالتآمر ضده، بالتعاون مع النظام السوري، وما لحق ذلك من عملية تصفية لأغلب منافسيه داخل الحزب، عرفت آنذاك بحادثة “قاعة الخلد”، تلك الواقعة تعاد للأذهان، لكن على يد ولي عهد السعودية، والسؤال؛ ما هي علاقة الحريري بذلك؟.

الحريري الفتى السعودي الاصل اللبناني الجنسية؛ زعيم الضيعة الوحيدة لآل السعود في المنطقة العربية، كان وما زال مطلعاً على اسرار الاسرة المالكة، الاكثر من ذلك يمثل الذراع السعودي لتحريك بعض الاوضاع من اجل دخول المملكة على خط التأثير الاقليمي، لا احد يمكن أن ينكر إن ما يلعبه سعد الحريري يصب في مصلحة الرياض، هذا الامر الذي اتفق عليه حكام السعودية.

محمد ابن سلمان؛ يسعى جاهداً للجلوس على عرش المملكة، لكنه يعلم إن هذا الامر ليس بالسهل، لعدة امور، اهمها الداخلية؛ بعض أبناء عبد العزيز (الاب) احياء، وهناك من مرتبة الاحفاد، يعتقدون بأنفسهم اكفى من محمد نفسه، الذي يصغرهم عمراً، وأكثر منه ثروة، ما يجعلهم حجرة عثرة امام طموحات للملوكية، ويدعوهم لرفض اي توجهات شخصية، تختزل المُلك في سلالة الملك سلمان.

اما الامور الخارجية؛ تنقسم بين الدولية والاقليمية، اغلب الدول المؤثرة في المنطقة الاقليمية، لا ترى من المصلحة أن يتولى محمد ابن سلمان العرش السعودي، ويصبح ادارة بيد ادارة ترامب، ما يفقدها الكثير من مصالحها في الخليج، خاصة ما يرتبط بالأمراء، فهناك العديد من الشركات النفطية والصناعية والتجارية لتلك الدول، تدار بأيادي سعودية، وتصب مردوداتها في خزائن وبنوك الدول الاوربية وغيرها.

محمد ابن سلمان الطامح في عرش، والساعي لفرض ارادته اقليمياً، رسم مبكراً -بغباء- سياسته الخارجية، بعبارة اخرى -كشف للعالم استراتيجيته-، ما جعل دول الجوار النافذة وغير النافذة، تتوجس خيفة من تداعيات وصوله للمُلك، لأنه قبل أن يكون ولياً للعهد، افتعل حرباً ضد اليمن لم تُطفى نارها، وعندما تولى ولاية العهد، بدأت ملامح تدخلاته بشكل سافر في الشؤون الداخلية لبعض الدول.

هذه الامور قرائها جيداً ابن سلمان بمعية مستشاريه الاجانب، ما جعله يحث الخطى نحو غاياته بأسرع وقت ممكن، قبل أن يحدث ما لا تحمده عقباه من جانبه، ونقصد، -انقلاب الامراء عليه- فعلاً ما تكهن فيه، التقارير السياسية العالمية؛ اشارت الى إن بعض جيران السعودية، دفعوا ببعض المتنفذين من الامراء السعوديين للانقلاب على ولي العهد، قبل توليه العرش، ويصبح الحلم حقيقة.

وإن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري كان المحور بذلك، الا إن الخطة لم تكتمل، بسبب السيطرة المعلوماتية للأمريكان على المنطقة والرياض خاصة، ما جعل -البيضة تفسد في رحم الدجاجة-، ويسيطر ابن سلمان على الموقف باعتقاله اغلب الامراء المتآمرين عليه ومحورهم معهم، ليبدا عهد جديد في المنطقة، بجزر اغلب اولئك لاحقاً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here