الخلود يحتضن جثمان الشهيدة العراقية.. رنا العجيلي

في العراق وحده… لاتحتاج الحدث…. لكي تتأثر أو تفرح أو تحزن أو تكشف خفاياك وخلجاتك ومشاعرك سلبا أو إيجابا… والسبب لان الطاقة البشرية العراقية مفعمة يوميا بتلقي التقّلبات! في كل مايمرّ على الذاكرة البشرية من نفائس الصمت أو الصراخ أو الحركة والسكون وكل المضادات والمتناقضات تجدها فورية وآنية في المجتمع العراقي…
لاأقلّب تاريخ العراق فهو يحتاج مليار صفحة وترليون كلمة ولاتكفي!!! ولكن شيء ما في النفس العراقية يجعلها أقرب للحزن وسودوايته النوعية مع إن العراقي يحمل كل صفات البشاشة والمرح والفرح والبسمات والقشفات ولكن دمعته دائما مرتسمة متسمرة في باب الجفن….. تغادر مسرعة عند أي تأثر بدون جواز سفر أو قبول الغدد الدمعية!!
بالامس كانت هناك عراقية ترتقي شهوق الزمن بشهادتها في محافل تحرير الارض العراقية المقدسة من كل مايدنسها… ولكن للاسف كان العالم كله مشغولا بالحريري واختلقوا له مليون قصة وسافرت الشائعات حوله للمنظومة الشمسية ولم تعد لحد الآن بينما ترتقي للمجد والخلود عراقية إسمها (رنا العجيلي)دون ان يلتفت الزمن التعوس لها عراقيا وعربيا وعالميا حتى من الباب الانساني ذو المنتقيات ونفاسة المقتنيات من إقتباس الخبر والحدث.
كانت رنا كمراسلة حربية ترافق قوات وطنها دون ان يعرف الناس الكثير عنها …ولكن خبرا صغيرا في تايتل محطة تلفزيونية عراقية فقط اشار بالاحرف الهجائية الاولى الى خبر صادم هو إستشهاد مراسلة عراقية في منطقة الانبار…وصمتت العيون والاحداق والوجوه والشفاه والالسن عن التوضيح مع ان بريق الشهادة يحمل طاقة تعادل طاقة الشمس التموزية! ياللاسف والاسى!! لم لمْ يُفردوا لهذه القارورة الرائعة تلفزيون العراق وقنواته المليونية؟لِم اهملوا تفاصيل إرتقائها للمجد والعلالي؟ لم لم يسبروا غور شهوقها وهي تجود بالنفس … والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ؟؟؟
لاأعلم!! هل تسيسست الشهادة الروحانية في العراق؟ هل إن خبر شهادة عراقية مراسلة حربية يمّر على المسامع والمدامع دون أن يلفت الإنتباه؟ هناك تقصير إعلامي كبير محليا على الأقل فانا لاأرتجي من قناة العربية أن تبرز الخبر وتترك حيرة الناس بسعد الحريري وكإنه أنشتاين السياسة العربية!!حتى في إستشهادها العربية والعراقية مظلومة!! لاننير بهذه الكلمات ظلم ظلام مظلوميتها…. ولكن الجوارح والجوانح كلها في إتقّاد كبير!!!
العالم كله مشغول بالحريري….وقصته كلها مفبركة هوليوودية فيها كل خديعة السينما الامريكية تكنلوجيا وفوتوشوبيا… بينما ترحل بهدوء الى السماء رنا العجيلي دون أن تكون قنوات العربية والجزيرة والمستقبل والماضي والمضارع و….RT- TV5 –BBC-DW ، تذكرها بخبر واحد بينما شتان التفاوت والمقارنة بين شهوقها بالشهادة وفرح الدنيا بسفر الحريري البائس المدروس لفرنسا ماكرون!
تحية للشهيدة وعائلتها وأهلها ومحبيها تحية لذاك الصرح الوطني الذي تهاوى سامدا على أرضك ياوطن… كُتب علينا نحن العراقيون الصبر والصبر والصبر منذ عشرات القرون واليوم نصبر على جفاء الاعلام المحلي والعربي والعالمي على نسيان هذه المرتقية سلّم المجد الانساني رنا العجيلي.
عزيز الحافظ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here