الطب والرعاية الصحيّة في بلاد الرافدين قديما

بقلم: عضيد جواد الخميسي

في بلاد مابين النهرين القديمة توغلت فكرة الآلهة في كل جانب من جوانب الحياة اليومية للشعوب والمجتمعات الرافدينية ، لتمتد حتى للرعاية الصحية ، فقد كانت الإلهة غولا ( المعروفة ايضا باسم , نينكاراك و نينيسينا ,,) إلهة الصحة والشفاء ، ويساعدها زوجها ” بابيلساج ” ( الذي كان ايضا اله القضاء ) ، وابنائهما ” دامو ، نينازو ” وابنتهما ” غونورا ” .كانت غولا الإلهة الرئيسية في الشفاء والمعالجة والرعاية الصحية ، ومعروفة على انها ” كبيرة أطباء شعب الرؤوس السوداء ( السومريون ) .

الشعار العالمي والذي يرمز الى مهنة الطب في الوقت الحاضر بهيئة ثعبانين متشابكين على عصا او وتد، وهو في الحقيقة لايمت بصلة الى اله الطب اليوناني (اسكليبيوس) وكما هو شائع خطأ ، ولا للالهة السومرية غولا التي هي الهة الصحة والشفاء ، بل لابنها نينازو الذي كان اسمه مقرونا بالثعابين والشفاء ويعني ( الرب المعالج ) ، وكان أيضا منظما للعالم السفلي أيضا . وتختلف التفسيرات حول النقوش التي عثر عليها فيما اذا كان ابن غولا أو ” إرشكيجال ” . وأيّا كان الامر فان كليهما متشابهان بالوصف لشخصية نينازو وثعابينه وكذلك معنيان بالصحة والشفاء و بالحياة الثانية ( الحياة بعد الموت ) ، حيث كانا جزءا من الحياة والموت ايضا.

كان الثعبان يرمز الى التجدد والتحول في الحياة لانه ينزع جلده ويستعيضه بآخر سنويا ، أما الوتد او العصا الاسطوانية التي يتشابك حولها الثعبانان وحسب تفسير الخبراء فانها يمكن أن تكون إشارة إلى العلاج التقليدي للديدان الخيطية الطفيلية والتي تسمى ( دراكونكولوس ميديننسيس Dracunculus medinensis) أو دودة غينيا. ومن اعراض الاصابة ، ظهور بثور على جلد المصاب مع آلام مبرحة في الجزء الذي تختبيء فيه الدودة . ولإزالة الطفيلي، يقوم الأطباء بعمل شق أو فتحة في الجلد مباشرة عند مكان الاصابة حيث تواجد الدودة ، وعندما تبدأ الدودة بالحركة ، يقوم الطبيب المعالج بادخال أداة طبية اسطوانية رفيعة ويلف الدودة حولها ببطء حتى ازالتها تماما من مكان الجرح أو الاصابة .والعدوى نادرة نسبيا اليوم، ولكن لا تزال تستخدم نفس طرق المعالجة. وقد كانت الاصابة بهذا النوع من الديدان معروفا ومنتشرا على نطاق واسع جدا في العصور القديمة ، وان العيدان الخشبية الصغيرة كانت تستعمل لالتقاط الديدان من جسم المصاب واصبحت بذلك رمزا طبيّا مع الديدان التي ستتحول الى ثعابين فيما بعد حسب اعتقادهم .

وارتبط نينازو بالثعابين لانه ساعد الناس بالانتقال الى الحياة الثانية ، او تمكن من معالجتهم بما حلّ بهم من الامراض ، وباي حال فان الاطباء في بلاد ما بين النهرين كانوا يعدّون وكلاء الإلهة في ممارسة مهنة الطب .

الطب والآلهة

كانت الوظيفة الرئيسية للطبيب آنذاك ، كما هو الآن ،ألا وهي شفاء الأشخاص من الأمراض وجعلهم بصحة جيدة ، وكانت الخطوة الاولى في علاج الشخص المريض هو تشخيص سبب المرض مثلما متبع حاليا ، وكان سبب الاصابة بالمرض في اعتقاد السومريين هو ” الخطيئة ” أو ارتكاب الاثم والمعصية سواء بقصد أو من غير قصد . تقول الباحثة والمؤلفة الفرنسية ” جين بوتيرو ” :

( ان كل خرق للقانون أو للاعراف السومرية النافذة هو بحد ذاته جريمة بحق الآلهة ، وبما ان الحكّام يتشددون بعقابهم كل من يتحدى سلطاتهم وأوامرهم ، فأن مثل هذا القمع لشعوبهم يوعزونه تماما الى الآلهة ، وتتمثل بعض تلك العقوبات بالعاهات والأمراض والتي تعد على انها من فعل الابالسة أو الشياطين ” كما كان يعتقد سابقا ” بل هي أوامر إلهية بحتة) .

لقد صُممت الآلهة في بلاد مابين النهرين على مقاس حكامها ، فكان الملك هو الذي يختار او يقرر العفو عن الجريمة المرتكبة من قبل اصحابها ، ويوعز بذلك على انه توجيه من الآلهة ، وكان على الشخص المريض ان يعترف بخطيئته او جريمته كي يقدم له العلاج المناسب ورفع يد الشيطان الذي ارسلته الآلهة لالحاق العقوبة بالشخص الذي يتوسل علاجه .

و كان المرض يشار اليه في كثير من الاحيان بإسم ( يد) ، مثلما يلمس المريض بيده يد ” شمش ” إله الشمس للشفاء من المرض ، أو يد الشيطان ” لا ما شتو ” للاصابة بالمرض اي بسبب الخطيئة المرتكبة ، وتلك العقوبة “المرض ” .وأيّا كان العلاج ، فان التشخيص يشير دائما الى إرادة الآلهة وتدخلها في جميع الشؤون الحياتية والاجتماعية ، فالمرض هو خطيئة وعلاجه يتطلب نوعا من الاعتراف بها .

من الممارسات والافكار العجيبة لمجموعة طرق الخداع التي كان يمارسها الملوك السومريون وكهّنتهم في تظليل الناس المرضى والذين يخضعون للعلاج على يد الاطباء والممرضين ، يأن كان للآلهة القرار الأخير والحاسم في علاج المرضى ، مثلها مثل هيئة محكمة إلهية عليا تصدر الاحكام النهائية والتي تقرر مصير حياة الاشخاص المرضى ، فلو اعترف المريض بفعلته النكراء ــ في كثير من الأحيان يقر المريض بذنب لم يرتكبه كي يحصل على العلاج ــ والاطباء قاموا بواجبهم وتقديم العلاج والمشورة الطبية اللازمة والصحيحة من الادوية والاسعافات وغيرها، والمريض قد توفى ، فان ذلك لايعود الى تقصير إلهة الصحة والشفاء بذلك ، فقد تكون هذه الإلهة عملت ماعليها ولكن إلهاً اخر قد استخدم حق النقض لشفاء هذا المريض أو ذاك وكان سببا بالوفاة ، وبهذا تكون إلهة الشفاء غير معنية بوفاة بعض الاشخاص وليست هي سبب المشكلة .

يقول الطبيب والباحث الأمريكي البروفسور روبرت د . بيغز :

( يعتقد الرافدينيون القدامى ، ان الموتى ” وخصوصا أقاربهم ” قد يكونون السبب في اضطراب حياتهم ، وقد يسببون لهم مشاكل جمّة خلال مراحل حياتهم ، منها عدم الاهتمام بالالتزامات الأسرية للمتوفي ولاسيما في العروض الجنائزية غير المهيبة والمتواضعة ، أو دفنوا بشكل غير صحيح أو لائق ، وبوجه خاص لوفيات الأشخاص الذين توفوا لأسباب غير طبيعية منها نتيجة الغرق و الحروق ، أو الموت في ساحات الحروب والمعارك ، ونتيحة لذلك فان أشباح وأرواح المتوفين تلاحق أقاربهم وذويهم وتصب فيهم لعنة الأمراض والعاهات ) .

يبدو جليّا من الألواح الطبية التي عثر عليها في مكتبة آشوربانيبال في نينوى ، ان الأطباء لديهم معرفة طبية كبيرة لكثير من الأمراض ومعالجتها ، ومعرفتهم واسعة بالاعشاب الطبية ايضا، واستخلاص الدواء المناسب لكل مرض من الامراض الشائعة آنذاك وتطبيقها بانتظام في رعاية مرضاهم ، ولاسترضاء الآلهة وأرواح الموتى . ويعتقد العلماء ، ان الرواية التي قدمها المؤرخ اليوناني ” هيرودتس ” ( القرن الخامس قبل الميلاد ) بخصوص أطباء بلاد ما بين النهرين في كتابه عن الرعاية الصحية في بلاد مابين النهرين ، هي ليست صحيحة وغير مقبولة أبدا ، وكتبت الباحثة كارين نيميت ــ نجاة :

( هم يُخرجون مرضاهم الى الشوارع والطرقات ، لان ليس لديهم أطباء يعالجونهم ، الناس الأصحاء الذين يلتقونهم على طول الطريق يقدمون لهم المشورة والنصح ، لربما عثروا على شخص يملك علاجا لحالتهم ، أو قد يلتقون شخصا أصيب بنفس المرض وشفي فيما بعد . ولايسمح لأي شخص بالمرور في الطريق مالم يسأل شخص مريض وما يعاني منه ) ( نيميت ــ نجاة ص 77 )

الأطباء في بلاد ما بين النهرين

على الرغم من أن هناك مفهوما قد يكون سائدا في أجزاء من بلاد ما بين النهرين، وفي أوقات مختلفة، بالادعاء بأن لا أطباء في بلاد ما بين النهرين أو ليس لديهم أطباء. ولكن من خلال الدراسات المعمقة للموجودات الأثرية من قبل العلماء الباحثين والمؤرخين ، تبين كان هناك صنفان أساسيان من الأطباء في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين:

ــ أسو ( ممارس طبي medical practitioner الذي يؤدي عمله من خلال التجربة العلمية والعملية لعلاج المريض) .

ــ أسيبو (المعالج الذي يعتمد علاجه على السحر” كهنة المعابد “).

وكان هناك أيضا الجراحين (الذين يبدو أنهم قد جاؤوا من هذه الخلفيات الطبية) ، والأطباء البيطريين (الذين يمكن أيضا أن يكونوا أسو أو أسيبو). واطباءالأسنان ،أطباء وطبيبات للولادة . ومن المؤكد كان لديهم القابلات ( سابسوتو) يساعدن الاطباء او الطبيبات في حالات الولادة .

وتدفع اجور الولادة للاطباء جراء هذه الخدمة للنساء الحوامل ، وتخبرنا الالواح الاثرية أنه يتم دفع مبالغ اكثر في حال ولادة ذكر من الإنثى المولودة. فمن الممكن لأسيبو أن يؤدي الصلوات للآلهة أو يطلق الهتافات بصوت مرتفع يقترب من الصراخ لطرد الجن أو العفاريت (وعلى الأخص الشرير لاماشتو الذي يقضي على حياة الرضّع وامهاتهم) ، أو أن أسو يمكن أن يخفف آلام المخاض بالأعشاب التي يصنع منها شراب يساعد الام الحامل على حالة الولادة ، ولكنه لايشترك في اجراءات التوليد.

ومن المعروف أن المرأة الحامل، وعندما تكون في حالة المخاض، ترتدي تمائم خاصة لحماية طفلها الذي لم يولد بعد من بطش لاماشتو، واستدعاء جنّي اوعفريت الحماية يسمى ” بازوزو “، والذي هو جنّي يقي المولود ووالدته من العفاريت الشريرة (نود ان نشير أن مصطلح ” جنّي أو عفريت ” لا يحمل دائما صفة الشر كما في العصور الحديثة، ويمكن أن يكون’ جنّي أوعفريت ‘ يعني روح خيرّة).

وعلى الرغم من أن البحوث والدراسات الجديدة تشير أحيانا إلى أسيبو كطبيب ساحر و أسو ” ممارس طبي”، فإن بلاد ما بين النهرين تعتبر الاثنين بنفس المرتبة الطبية. ويلاحظ الباحث بيغز أنه ( ليس هناك أي تلميح في النصوص القديمة بمنح الصفة الطبية الشرعية لاحدهما أكثر من الاخر . وفي الواقع ، يبدو أن هذين الصنفين من المعالجين ينظر لهم بالتساوي بطريقة العلاج، مثل تلك العبارة “إذا لم يكن الطب ولا السحر يجلب علاجا”، ” والتي تذكر عدة مرات في النصوص الطبية السومرية القديمة”. وكان الفرق كبير بين العلاجين هو أن أسيبو اعتمد بشكل أكبر على القوة السحرية الخارقة أو بالأحرى ” الخرافة “، في حين تعامل آسو بشكل مباشر مع الأعراض المرضية الجسدية التي يحملها المريض ” المعرفة “. ويعد كلا الصنفين من المعالجين لديهم قدرات خارقة للطبيعة، ومع ذلك، لا ينبغي اعتبار أسو أكثر علماً ومهارة من أسيبو بتقديرهم ).

وظيفة الطبيب

كان كلا الصنفين من الأطباء يعملان خارج المعابد ويعالجان المرضى ولكن في كثير من الأحيان يتم استدعاء الطبيب الى المنزل، وعلاج معظم المرضى في منازلهم.

كانت مدينة آيسن في بلاد سومر ، مركز عبادة الإلهة غولا، ومن المعتقد (وإن لم يكن مؤكدا تماما) أن آيسن كانت بمثابة مركز التدريب للأطباء الذين يتم إرسالهم بعد ذلك إلى المعابد في المدن المختلفة وحسب الحاجة. لا يوجد دليل على الخدمة الطبية الخاصة ، أي بمعنى ليس هناك اطباء لاشخاص محددين ( طبيب خصوصي ) على الرغم من ان الملوك والأشخاص الأكثر ثراءً يمتلكون الأطباء الخاصين بهم. وكان الطبيب يرتبط عمله دائما مع مجموعة معينة من المعابد ، فالنساء والرجال يمكن أن يكونا على حد سواء الأطباء لاي مريض كان ذكرا أم أنثى ، غنيا أم فقيرا ، عبدا أم حراً . وكما لاحظت جين بوتيرو:

“النساء الكاتبات أو الناسخات لتعاويذ طرد الأرواح الشريرة ، أو العرّافات الخبيرات [أسيبو وآسو] اللواتي يمكن الوثوق بهن ، لايتجاوز عددهن على أصابع اليد الواحدة” ( ص117).

يبدو ان هناك عدد كبير من الطبيبات في سومر أكثر من أي مكان آخر، وأن النساء لعبن دورا أكبر في الطب قبل ظهور الإمبراطورية الأكدية وترسخت الفكرة او الثقافة الأكدية عن المرأة باعتبارها تابعة للرجل. وحسب النصوص السومرية القديمة ، فمن المعروف أن الطبيب يحلق رأسه كي يمكن التعرف عليه بسهولة، وكان من التخمينات ان القليل من الطبيبات اللائي يقمن بحلق رؤسهن أيضا ، لكن هذا غير مرجح، حيث أن الرجال والنساء يحلقون رؤوسهم بشكل دائم ويرتدون شعرا مستعار (وهو عرف يمارس على نطاق واسع وفي وقت لاحق مورس في مصر ) .

من ترانيم الإلهة غولا ، ترنيمة يعود تاريخها الى 1400 قبل الميلاد ، ومن المعروف أن الأطباء يتنقلون بمدينتهم يوميا ويحملون معهم أدواتهم ومعداتهم الطبية . ويتلون ترنيمة ليتعرف عليهم الناس ، وهذا جزء من الترنيمة (بيغز ص 110):

أنا طبيب، أنا يمكن أن أُشفي …

أنا أحمل معي جميع أعشاب الشفاء، وأنا أبعد المرض …

أنا أحضر بنفسي مع حقيبة جلدية تحتوي على تعويذة جلب الصحة …

أحمل جميع النصوص التي تجلب العافية …

أعطي علاجاتي لجميع البشر…

لدي ضمادات صالحة تخفف الجروح …

لدي ضمادات ناعمة تخفف من آلام المرضى …

الأطباء ومن كلا الصنفين ، فيأتي الصنف أسو في المقام الأول والذي يعتقد بأنهم كانوا يستخدمون سرير محمول. وتلاحظ الباحثة ” إميلي ك. تيل” :

أن “قائمة تصنيف لمعدات الطبيب والتي عثر عليها في ” أوغاريت ” السورية ، فيها تفاصيل لسرير و شراشف، والأدوات الجراحية ، وغيرها من المستلزمات الطبية . يجري فحص المرضى المصابين باصابات خطيرة ويعالجون على السرير الذي يحمله الطبيب معه ، ويمكن أيضا أن تستخدم لفائف وأربطة ما بعد الجراحة “.

ولا يعرف فيما إذا كانت هذه القائمة تعني ، هل أن الأطباء يحملون سرير متنقل معهم ، أو يستخدمون أسرّة المرضى الخاصة ؟ . كان سكان بلاد ما بين النهرين يفهمون أن المرض مرتبط بالنعاس (على الرغم من أنهم لم يتعرفوا على “الجراثيم” كما هو الحال اليوم)، ونظرا لأن الناس الأفقر في المدن ينامون على الحصير وفي أرض ترابية، فإن سريرا يرفع المريض كي يعالج ، سيكون أكثر قبولا باعتقادنا ..

العلاجات والوصفات الطبية

كانت اجور الخدمات الصحية والطبية التي تدفع للاطباء ومساعديهم ، هي نسبية حسب الحالة الاجتماعية للشخص. ويُدفع الى الطبيبة التي تقوم بتوليد امرأة من طبقة النبلاء مثلا اجوراً أعلى من التوليد لامرأة من عامة الناس . وكانت الوصفات الطبية على نفس المقياس النسبي، فعندما يٌدفع الى الطبيب مقدارا من الذهب كأجرا له نظير اعداد وصفة طبية مركبة من الأعشاب والمواد الاخرى لأمير من طبقة الأمراء والنبلاء ، بالمقابل نجد أن عمل الشيء نفسه من قبل الطبيب لمريض من عامة الناس ، فان أجره قد يكون وعاء من الحساء أو قدح من الفخار لشرب الماء مثلا . غير أنه لا يوجد دليل على أن الأطباء قد رفضوا معاملة الفقراء، كما وتعطى الوصفات بدون تمييز، وبنفس المكونات، دون اعتبار للمركز الاجتماعي للمريض.

كانت الوصفات الطبية يتم اعدادها من قبل الطبيب وبحضور المريض ، ويقوم الطبيب بتلاوة بعض التعاويذ، فالوصفة الطبية البابلية لإصابة أو جروح في وجه المريض مثلا ، يقول الطبيب:

” إذا كان الرجل المريض لديه اصابة في فكه ، رطل مخلوط من خلاصة عصير شجرة التنوب ( الراتنج ــ وهي فصيلة صنوبرية لها فوائد طبية تستعمل الى الآن ) ، زيت حبات الصنوبر، زيت التربنتين ( تربنتين الخشب )، لحاء ساق شجرة الطرفاء ــ شجيرة الأثل ــ ، اقحوان، طحين إنينو( ؟ ) . مزيج من الحليب والبيرة معا ، وتجمع هذه المواد في وعاء صغير من النحاس ويعجن الخليط حتى يتماسك ، ثم يوضع على الوجه في مكان الاصابة ويربط بأربطة معدة لهذا الغرض الى ان يتعافى المريض “(تييل ص 4 ــ5).

كانت المطهرات يتم صناعتها بخليط من الكحول والعسل وعصارة جذور شجرة المُرْ. وكانت الجراحة أكثر تقدما وتطورا من مناطق أخرى في العالم في ذلك الزمان (تييل ص 5).

تقول تييل:

” لعلاج جميع الجروح بشكل أولي، هناك ثلاث خطوات ضرورية يجب اتباعها ( غسل الجرح ، ونثر الجص على مكان الجرح ، و ربط الجرح” (تييل ص 6).

لقد عرف سكان بلاد ما بين النهرين بأن غسل الجرح بالماء النظيف، والتأكد من أن أيدي الطبيب نظيفة تماما، يساعد على منع الالتهابات و كذلك سرعة الشفاء. ويتم تنظيف اليدين والجروح بمزيج من البيرة والماء الساخن على الرغم من ذلك، كما تؤكد “تييل”: ” كان الصابون السائل معروفا ومتاحا ” ( ص6). وتستمر تييل بالقول: ” في حين أن بعض طرائق تضميد الجروح في بلاد ما بين النهرين قديما تفتقر تماما الى الوسائل الطبية الحيوية الحديثة … بيد ان من جانب آخر هناك امورا تثير دهشتنا، مثل الاهتمام بالنظافة واستعمال الضمادات المناسبة لمعالجة الجروح ” .

بالإضافة إلى هذه الاجراءات العلاجية ، بتنظيف الجرح وربطه ، تصاحبها تلاوة الصلوات واطلاق التوسلات لاستعطاف الآلهة بطرد الجنّي او العفريت الشرير من جسم المصاب . ويلاحظ بيغز أن “النصوص الطبية العلاجية تجمع في كثير من الأحيان نوعين من العلاج ، الطبية (أسو) والسحرية (أسيبو) …

النصوص العلاجية المتبعة تنظم على شكل قوائم، تتضمن وصف الحالة المرضية، مع اسماء المكونات للعلاج مصحوبة بتعليمات تحضيرها، ونصائح لاستعمال هذا الدواء “( بيغز ص104). غير أن هذه النصوص لا تعطينا الكميات والنسب المحددة للمكونات المعدة للخلط . ويعتقد العلماء أن هذا إما لأن الأطباء لا يرغبون الافصاح عن سر المهنة بكتابتها، أو لأن هذه المعلومات ليست بذات اهمية لطبيب من شأنه أن يعرف بالفعل مقدار العشب الواجب استخدامه في عملية الخلط .. ان العديد من النباتات والأعشاب المذكورة في النصوص لا يمكن تحديد صنفها او نوعيتها في هذه الايام ، و “نحن لسنا في وضع يسمح لنا بإعادة إنتاج وتحضير معظم تلك الوصفات التي لدينا أو لفهم تأثيرها الخاص الناتج عن تعاطيها ” (بيغز، ص106).

ومع ذلك، فإن تلك الادوية او العلاجات كانت نتائجها مضمونة ومؤكدة ، لأن النصوص الطبية التي تم العثور عليها تتضمن قائمة الوصفات لعلاجات مختلفة من الامراض قد اتبعت على مدى قرون من الزمن لنجاحها ولفعاليتها في علاج الامراض .

العمليات الجراحية وطرق العلاج

لاحظ بيغز أن ” لدينا القليل من الأدلة على ممارسة طب الأسنان في بلاد ما بين النهرين ” (ص117). ومع ذلك، هناك أدلة على المعالجين الماهرين الذين يسمون اليوم “أطباء الأسنان”، في قلع الأسنان أو تهدئة الألام .

وكان يُعتقد أن تسوس أو التهاب الأسنان سببها ” دودة الأسنان” والتي خلقتها الالهة، وهذه الدودة باعتقادهم لا تستسيغ كل انواع الطعام باستثناء دم اللثة والأسنان. وتخاطب دودة الاسنان الإلهة :

( دعيني أعيش بين الأسنان واللثّة ! أنا سوف أمتص الدم من الأسنان ! سوف أمضغ طعامي في الفك! )(بيغز، ص127) .

طبيب الأسنان يقوم بتلاوة التعويذة الخاصة بدودة الأسنان ثم يقوم بعلاج الاسنان المتسوسة أو الملتهبة سواء كان التداوي بالأعشاب أو قلع السن المصاب ، ويقوم بدعوة الإلهة بان تسحر دودة الأسنان ولتخرجها من فك المريض. ويبدو أن هذا الإجراء كان شائعا وفعالا ، شأنه في ذلك شأن الممارسات العلاجية الأخرى .

كما تعامل الأطباء مع مشاكل الجهاز الهضمي، والتهابات المسالك أو المجاري البولية، ومشاكل الجلد، وأمراض القلب، والأمراض العقلية، وكان هناك أيضا تعامل مع أمراض العين والأذن والأنف، والفم . ولاحظ بيغز أن هناك نصّاً واحد يخبرنا عن وصفة لإجهاض الجنين. ويقرأ كالتالي :

” في حالة المرأة الحامل ، ولكي تسقط جنينها. تتكون الوصفة من ثماني مكوّنات …..، اذ يجب أن تخلط مع قارورة كبيرة للنبيذ ، وتعطى للمرأة الحامل حتى تصل الى حالة السكر الشديدة ، وعلى ان تتناول الخليط مباشرة ومعدتها فارغة. والنص ينتهي بعبارة، (أن المرأة سوف تسقط جنينها ) “.( بيغز ص129).

ولاحظ بيغز أيضا أنه “إلى جانب التعامل مع المرض وبتنوع مصادره، كان أسيبو يعتبر معالجا جنسيا ايضا وبإقتدار”. وكتب بيغز ليقول ” كانت هناك مجموعة خاصة من النصوص المعروفة باسمها السومري، (سا زي كا )… وترجمتها “رفع القلب “، والمقصود هنا بـ` القلب’ هو قضيب الرجل “(ص150). وتتناول عدد من النصوص أيضا ، مشاكل الخصوبة لدى النساء، ولكنها تركز في المقام الأول على القوة الجنسية لدى الذكور والإثارة عند الإناث. كتب بيغز، مثال على ذلك هو المقطع التالي من نص بابلي في العهد الوسيط :

” إذا فقد رجل قوته الجنسية ، عليك بتجفيف وطحن عظام الخفافيش الذكور في موسم تزاوجها ، وتخلط مع الماء وتعطيه الى الرجل ليشربه ، أن الرجل سوف يستعيد قوته. ” ( ص 155 ) .

وهناك طريقة لاختبار الحمل لدى النساء المذكورة في النصوص الطبية، حيث تضع المرأة بعض الأعشاب وتجعلها بشكل أربطة ( تشبه الفوطة النسائية ) لترتديها والتي من شأنها أن تمتص إفرازات المهبل وتغيّر الأربطة ألوانها إذا كانت المرأة حاملا. وهناك أيضا ممارسات لضمان الخصوبة، وزيادة الرغبة الجنسية للمرأة لما بعد الولادة.

لايتحمل الأطباء المسؤولية إذا لم يكن العلاج شافياً للمريض . بل الآلهة كانت هي المسؤولة المباشرة للعلاج من المرض، فإن الطبيب لا يمكن أن يكون مذنبا عما فعله أو لم يفعل في تشخيص ومعالجة المريض، حتى وان كانت الوصفة الطبية التي تم تحضيرها أو اعدادها بدقة كما كتبت بالضبط ، أو حتى لم يقم الطبيب بمعالجة المريض لأي سبب كان . الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة يتعلق بالعمليات الجراحية حيث إذا فشلت العملية ( وهي عقوبة قاسية للطبيب ) ألا وهي بتر يده !.

كان اجراء العمليات الجراحية في وقت مبكر قد يعود الى 5000 سنة قبل الميلاد ، وكتبت نيميت ــ نجاة:

” كان أطباء بلاد ما بين النهرين يعرفون القليل عن علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، وكان تشريح الجثث محظوراً ويعتبر من المحرمات الدينية . وقد يكون تشريح الحيوانات قد ساعد على اكتساب بعض المعارف في العمليات الجراحية ، ولكن أطباء بلاد ما بين النهرين كانوا يقومون باستئصال فقط الكبد والرئتين من الحيوانات السليمة تماما لأغراض إلهية ” .(نيميت ــ نجاة ص 82) .

وعلى الرغم من أن الأطباء عرفوا أهمية قياس نبض المريض لتحديد الحالة الصحية له ، وكذلك ايمانهم بأهمية المطهرات والنظافة، إلا أنهم لم يعرفوا صلة سرعة النبض مع نظام الدورة الدموية بتوزيع الدم في أنحاء الجسم ، كما أنهم لم يدركوا تماما بأن عدم النظافة يشجع الجراثيم بنقل العدوى. كتبت نيميت:

” خلال ألفي سنة أو نحو ذلك من الحضارة، فان تقدم الطب في بلاد ما بين النهرين كان بطيئا ، وقد استمّر الأطباء باللجوء إلى الخرافات والتفسيرات السحرية ، على الرغم من أنها يمكن أن تقدم تفسيرات منطقية للعديد من الأعراض والأمراض. وان الاطباء لم يبذلوا جهداً بجمع البيانات و وضع النظريات ” .(نيميت ــ نجاة ص79) .. والدليل على ذلك من خلال بعض النصوص الطبية نفسها، والمعروفة باسم “سلسلة الطالع “والمكتوبة منذ قرون عديدة ، والتي تبرز مدى مهارة ونجاح أسيبو في معالجة المريض بناء على مايراه الطبيب وهو في طريقه الى منزل المريض .

( إذا كان طارد الأرواح الشريرة يرى كلب أسود أو خنزير أسود، وهذا يعني ان الرجل المريض سوف يموت. وإذا كان طارد الأرواح الشريرة يرى خنزير أبيض، بمعنى هذا الرجل المريض سيعيش. إذا كان طارد الأرواح الشريرة يرى الخنازير التي تبقي ذيلها مرفوع ، بمعنى هذا الرجل المريض، لا قلق عليه من الروح الشريرة ، وسوف لن تقترب منه ) .(نيميت ــ نجاة ص79)

ومن خلال تلك التخمينات والتنبؤات التي تصف بعض الامراض والعوارض الصحية ، فان المريض في تقديرهم إما أن يعيش أو يموت .

( الأحلام والرؤى الليلية للمريض تؤخذ أيضا بعين الاعتبار، فمثلا ، إذا كان الشخص يعاني من مرض قبل فترة طويلة وشفي منه، وفي منامه رأى كلبا، فان ذاك المرض سيعود إليه. وبعدها سيموت.اما إذا كان يعاني من مرض قبل فترة طويلة وشفي منه، ورأى في منامه غزال، فان هذا المريض سوف يتعافى. وايضا إذا كان يعاني من مرض قبل فترة طويلة وشفي منه، ورأى في منامه خنزيرا برّيا عندها سيتم تلاوة تعويذة له، وبعدها سيتعافى )( نيميت ــ نجاة ص81).

وفي نفس الوقت الذي كانت فيه هذه الممارسات السحرية يؤخذ بها من جهة ، ولكن من جهة اخرى كانت هناك جهود طبية علمية حقيقية متواصلة للتشخيص السليم لبعض الأمراض استنادا إلى الملاحظة التجريبية وما يسمى اليوم (التفسير العقلاني أو المنطقي ). وأشهر مثال على ذلك هو رسالة من ” زيمري ــ ليم “، ملك ماري، لزوجته بشأن امرأة في البلاط الملكي واسمها ” نانا ” التي كانت تعاني من مرض معدي، فأوعز الملك لزوجته بالعزل و وصيفتها نانا ، وكذلك الآخريات من النساء العاملات في البلاط لأن المرض لدى الوصيفة معديا وخشية اصابته هو ايضا من خلال زوجته ، لذا اتخذ هذا القرار.

لم يكن هذا المفهوم للعدوى معروفا بانتشار الفيروسات، ومع ذلك، فقد خلص بدلا من ذلك إلى أن نانا قد ارتكبت الخطيئة والتي جعلتها مريضة، وأن التقرب من الشخص المريض والاصابة بالعدوى، مما يعني ان الآلهة تسمح لهذا المرض كي ينتقل إلى الآخرين.

أجور وعقوبات الأطباء

من الواضح أن ممارسة الطب والأنشطة المهنية الاخرى في بلاد مابين النهرين تنظمها قوانين واضحة وصريحة . وتضع شريعة حمورابي عشرة مواد قانونية من أصل 282 مادة في الشريعة التي تخص الاجور أو الرسوم المستحقة للأطباء، وكذلك نوع العقوبات في حال خطأهم في العلاج أو التداوي . وهذه لائحة بمقدار الأجر الذي يتقاضاه الطبيب من المريض كل حسب موقعه الطبقي وحالته المرضية :

1. إذا عالج الطبيب رجلاً حرّا بسكين معدني وأحدث جرحاً بليغاَ، ثم شفي الرجل الحر، أو فتح ورماً في عين رجل حر بسكين معدني وشفي ، يحصل الطبيب على عشر شيكلات من الفضة .

ــــ إذا كان المريض ابن رجل حر ومصابا بمثل مرض والده ، فإن

الطبيب يحصل على خمس شيكلات من الفضة .

ــــ إذا كان المريض من العيبد، فإن مالك العبد يعطي شيكلين من الفضة للطبيب .

2. إذا عالج الطبيب رجلا حرّا بسكين معدني وأحدث جرحاً بليغاً، وتسبب في وفاة الرجل، أو فتح ورماً في عين الرجل حر بسكين معدني وفقأ عين الرجل، فأن الطبيب تقطع كلتا يديه .

ــــ إذا عالج الطبيب رجلا من العبيد بسكين معدني وأحدث جرحا بليغا

وأدى ذلك إلى موته، فإن الطبيب يعوض مالكه بعبد صحيح .

ــــ إذا عالج الطبيب رجلا من العبيد لفتح ورما في عينه بسكين معدني

وفقأ عينه، فإنه يدفع نصف ثمنه بالفضة الى مالكه .

3. إذا عالج الطبيب رجلا حرا وشفي لكسور في العظام ، يجب على المريض إعطاء الطبيب خمس شيكلات من الفضة.

ـــ إذا عالج الطبيب ابن رجل حر لكسور في العظام ، فإن والده يعطي

للطبيب ثلاث شيكلات من الفضة.

ـــ إذا عالج الطبيب رجلا من العبيد لكسور في العظام ، فإن مالك العبد

يعطي شيكلين من الفضة للطبيب.

4. إذا عالج طبيب ثوراً أو حماراً وأحدث جرحا بليغا ، وشفي الثور أو الحمار ، فإن أجرة الطبيب ، سدس شيكل من الفضة .

أن تقدير القيم النقدية الرافدينية القديمة بالنسبة للوقت الحاضر أمر صعب، فعندما نريد أن نقارن الأجور التي تمنح للطبيب في تلك الشريعة البابلية وحسب القانون لخمس شيكلات من الفضة على سبيل المثال ، فأنها تعادل الإيجار السنوي لفئة السكن من الطبقة المتوسطة . أو 2% من شيكل الفضة ، فهو عبارة عن الأجر اليومي للحرفي العادي .

فمن ناحية نجد ان جدول الاجور الطبية مرتفع عموما . وتقابله في ناحية اخرى عقوبات قاسية ، وهذه العقوبات الصارمة لخطأ الطبيب في العلاج أو تسبب الضرر للمريض في قوانين الشريعة البابلية (مثل قطع اليدين) مطابقة للعقوبات التي سنّها لإخفاق أو أخطاء في المهن الأخرى ، أو في حالات التجاوز لأي شخص ضد شخص آخر. وهو المبدأ الذي اقره حمورابي ( العين بالعين و السن بالسن ) .

ــــ إذا فقأ رجل نبيل عين أحد النبلاء، تُفقأ عينه.

ـــ إذا قام رجل بتحطيم أسنان رجل من نفس الطبقة، فسوف تحطم

أسنانه.

ــــ إذا قام رجل نبيل بتحطيم أسنان رجل من العامة، يجب ان يدفع

الرجل المعتدي ثلث مينا من الفضة.

ويمكن للمرء أن يتعجب عما إذا كان أي طبيب يمتلك أعصاب غير متوترة وهادئة لأداء عملية جراحية ناجحة لمريض ، تحت وابل لعقوبات وحشية وصارمة يمكن ان يواجهها عند حدوث خطأ ما ! .

وفي الحقيقة فأن الكتابات السومرية والتي اكتشفت مؤخرا تشير إلى أن العقوبات بحق الأطباء الذين يقعوا في اخطاء مع مرضاهم كانت أقل حدة من القوانين التي سنّها البابليون .

الموروث الطبي الرافديني والحضارات المختلفة

لقد شرع المصريون في اجراء معاينتهم للامراض عن طريق ” الملاحظة التجريبية ” واتخاذ مفهوم ‘العقلانية’ في الإجراءات الطبية. ومن مصر انتقلت تلك التجارب إلى اليونان ، وقد تم تدوينها من قبل Hippocrates ــ أبقراط (460 ــ 370 قبل الميلاد) الذي يعرف باسم “أبو الطب الغربي”. ويقول بيغز أن: “هناك بعض أوجه التشابه بين الطب اليوناني والطب في بلاد ما بين النهرين ، ولكن لا يبدو أن الطب اليوناني (على عكس بعض العلوم مثل الرياضيات والفلك) ، كان بأي شكل من الأشكال مشتقاَ من الطب الرافديني” (بيغز ص17) .

وفي الختام ، فإن خبرة الطب في بلاد ما بين النهرين ألهمت بشكل كبير الاطباءالمصريين برسوخ مفهوم الطب لديهم ، والذين كانوا ايضا يستعينون ببعض الخبرات والتجارب من اليونانيين. كتبت تييل :

” أكثر بألف سنة من الزمان اي قبل تعلم أبقراط الطب، وقبل وصف الامراض وتلقي علاج الجروح في الإلياذة … فان الطب والرعاية الصحية في بلاد ما بين النهرين كانت مهنة راسخة شملت التشخيص، واعداد العقاقير وتصنيع الدواء والقيام بجميع المهام الصيدلانية “( تييل ص 7) …

المصادر

ـــــــــــــــــــــــــــ

د. روبرت. ب. بيغز ــ الشفاء والجراحة والصحة العامة في بلاد مابين النهرين ــ جامعة شيكاغو ــ قسم الدراسات الأكاديمية الآشورية ــ 2013 .

كارين نيميت ــ نجاة ــ الحياة اليومية في بلاد مابين النهرين ــ جامعة ييل ــ كونيتيكت .مؤسسة هندركسون للنشر ــ ماسيتشيوتس 1998.

جين بوتيرو ــ كان كل يوم في بلاد الرافدين ــ من منشورات جون هوبكنز ــ ميرلاند 2005 .

آميلي . كي . تييل – العلاج والتطبيب في بلاد مابين النهرين ــ جامعة الولاية غراند فالي ــ مشيغان .2014 .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here