العبادي …تطبيق الدستور حجة يراد به ولاية ثانية.(1)

عندما قرر الإقليم المضي بإجراء الاستفتاء لم يكن هناك بديل يضاهي الاستفتاء يلبي طموح وتطلعات الشعب الكوردي الذي عنه الأمرين من الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق وخاصة ” العراق الجديد ” عراق ما بعد 2003، القادة الكورد دائماً كانوا يلعنون أنهم سوف يجرون الاستفتاء ولم يعارض ذلك احد إلا بعد إن أصبح الأمر واقع وحتى قبل الاستفتاء بيومين صرح في كرنفال تأييد إجراء الاستفتاء على الاستقلال قائلاً أذا كان البديل الذي يتكلم عنه المجتمع الدولي يساوي تطلعات وطموحات الشعب الكوردي سيكون 25 من سبتمبر ” المنصرم ” يوم احتفال بدلاً من الاستفتاء أي بمعنى أن الباب كان مفتوحاً حتى الثواني الأخيرة مقابل البديل ، إلا أن تلك الدول وخاصة أمريكا وبريطانية وفرنسا إضافة إلى الأمم المتحدة لم تقدم البديل بل عارضت الاستفتاء خاصة الدول الحليفة والصديقة للكورد مما زادت من إصرار الحكومة العراقية والقادة في بغداد إلى محاربة الإقليم وهو ا جعل نبرتهم تعلو و تتصاعد ضد الإقليم وشعبه الذي مارسه حقه بطريقة طبيعية و ديمقراطية وحضارية وكانت كلمة الشعب الكوردي هي نعم للاستقلال وبنسبة تفوق 92% وهذا الإجراء وفقاً للمواثيق والأعراف الدولية ليس بجريمة ولا خرق للدساتير أو القانون بالعكس يعتبر من أفضل الطرق الديمقراطية للوصول إلى الرأي الحقيقي للشعب .
كانت تصريحات المسئولين الكورد واضحة قبل وبعد الاستفتاء ، وهو مهما كانت نتيجة الاستفتاء سوف يكون الحوار مع بغداد بروح أخوية وحضارية متمدنة بينهم وهو السبيل الوحيد لحل كافة المشاكل العالقة بين بغداد و اربيل دون اللجوء إلى العنف أو التصعيد العسكري و أن 26 من سبتمبر لا يعني أن الإقليم أصبح دولة أو ما إلى ذلك ، بل ذهب الإقليم إلى ابعد من ذلك قبل بتجميد الاستفتاء لمدة سنتين مع بداء حوار جدي مع بغداد إلا إن بغداد رفضت ولا زالت ترفض ، رغم كل ذلك حصل الاستفتاء ونحن إمام إرادة شعب لا يمكن أنكره بأي طريقة على الرغم من إن الظروف و المجتمع الدولي خذل الشعب الكوردي مرة أخرى ولم يسانده على العكس من ذلك وبالخصوص الدول الصديقة والحليفة التي طالما كانت علاقتها جيده وقوية مع الإقليم ويكثرون من الإشادات به خاصة البيشمركة التي حاربت نيابة عن العالم أشرس عدو لا يزال يتربص بأمنهم هذا فضلاً عن تحالف أعداء المذهب والمصالح والنفوذ دول الجوار إيران وتركيا والوقوف بالضد من أبسط حقوق الشعب الكوردي .
فبعد تحرير الحويجة من داعش وجهت المدفعية العراقية فوهتها ممثلة بالجيش والحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني بوجهة من كان بالأمس القريب معا هم في خندق واحد ضد عدو مشترك وهو داعش الإرهابي وقدم الإلف من الشهداء من أجل تحرير أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية وجعل النازحين في امن وأمان والحفاظ على أرواحهم خاصة في كركوك التي لا ينكر العدو قبل الصديق فضل البيشمركة في حمايته أهلها بكل قوميتها من الوقوع بيد داعش ويكون بذلك مصيرها كمثيلتها الآخر الموصل وصلاح الدين والذي نالها الدمار و من جميع نواحي الحياة .
أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها حكومة الإقليم نحو بغداد ومطالبتها الأخيرة بالحوار ووفق الدستور العراقي ومطالبة رئيس حكومة الإقليم الحثيثة والدائمة لذلك تقابل برفض بغداد لتلك المبادرات والمطالبات ليس له ألا تفسير واحد وهو الدعاية الانتخابية حيث أصبح الإقليم بنظرهم لقمة صائغة للكثير من الأحزاب وخاصة العبادي والذي أصبح مناقضاً بذلك نفسه وشعاراته الرنانة التي يدعى فيها انه ليس هناك فرق بين مكونات الشعب العراقي بجميع المكونات ، أن المطلوب ألان من جميع الكتل والأحزاب السياسية الكوردية هو ترك خلافاتهم جنباً والحفاظ على ما تبقى من مستحقات الشعب الكوردي التي باتت مهددة بالانتهاك .
المحامي / يوسف عبدالباقي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here