هذا ما جعل ( كرة القدم العراقية ) تابعة لطائفة واحدة !!!

د . خالد القره غولي ..

الغبار المتعمد الذي أثير في الآونة والأيام الأخيرة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من قبل بعض ( الطائفيون ) ممن يمثلون اندية دوري النخبة العراقية في بغداد وجنوب العراق بابعاد اندية الغربية المتحررة للتو والشمالية من اندية السليمانية واربيل وكركوك .. لم تأت من فراغ بل تقف ورائها سلطات متعددة وأحزاب وتكتلات سياسيه بل وصل الأمر إلى إشراك دول الجوار والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ووزراء الشباب والرياضة العرب وووو الوسط الرياضي العراقي والعربي على معرفة تامة بمن يحق له التسمية والترشيح للأندية العشرين أولا وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة .. لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشور وأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة ( للجميع ) وأتذكر جيدا ويتذكر العراقيون معي أن انتصار أي فريق عراقي في أي محفل دولي رياضي يتوسم بلا ادني شك بهوية العراق الموحد العزيز لا شيعي ولا سني ولا كردي ولا عربي ولا تركماني ولا مسلم ولا مسيحي بل عراقيون أولا وأخيرا .. وهذا ما جعل الرياضة العراقية .. وإبطالها الميامين تتسلق ساحات وميادين الانتصارات والفوز ليرتقي معاً علم العراق عاليا ودموع أبنائه تذرف فرحاً عندما يرونه شامخا بعد فوز احد إبطالنا أو منتخباتنا في بطولة معينة ولطالما نحن نصفق معا ونهتف معا ونردد معا وبأعلى صوت عراق عراق مرة ثانية وإذا بربان سفينة الرياضة وقائد دفتها يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث طائفة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن انتخابات رئيس اتحاد كرة القدم في العراق السابقة الأخيرة انتخاب لرئيس الجمهورية !

ما الذي حدث !

أجيب والحسرة لا تفارقني كوني من رياضيي العراق وأحد لاعبي المنتخبات الوطنية السابقين في العاب القوى , ومن حكام الدرجة الأولى بكرة القدم في ثمانينيات القرن الفائت , وعملت في الأندية والاتحادات الرياضية وكذلك ( أمين عام لاتحاد الرياضة الجامعية العراقية ) , ورافقت إخوة لي من الرياضيين الأعزاء من البصرة واربيل وصلاح الدين والنجف الاشرف وبغداد وميسان والموصل لم يقترب منا أو يرنوا من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من اجل العراق تحت شعار واحد لا غيره عراقي + عراقي = عراقي ..

أن انتخابات اتحاد لعبة كرة القدم العراقية التي جرت في بغداد الاخيرة ومع شديد الأسف في بغداد والتي فاز بها السيد عبد الخالق مسعود بعد مباريات عديدة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة كرة القدم والرياضة العراقية وانتقل من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة الطائفية المقيتة .. وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة التأجيلات والاتهامات وعادت نفس وجوه تسعينات القرن الماضي إلى مقاعد الاتحاد وخلت من النجوم والأساتذة والخبراء من أصحاب الشهادات العليا لهذه اللعبة كما هو الحال في مهام التدريب للمنتخبات الوطنية .. وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى واستغراب جديد عما يكسبه رئيس الاتحاد والأعضاء المنتخبين بعد إن تحولت الانتخابات وتكليف المهام الوطنية إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعة مغلقة تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية ابعد ما يكونوا عن الرياضة وأهلها إلى قاعة الانتخابات ثم جرى ما جرى وفاز من فاز وخسر من خسر وانسحب وهرب من هرب لكن النزيف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة العراقية بعد أن تمزقت سياسيا وهاهي الآن تتمزق رياضيا أقولها وبلا خوف أن وحدة العراق هي الهدف الأسمى من الفوز بميداليات آو دروع أو تسلق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا على ما فعلوا عليهم كي لا يعتقد للبعض أن ما حدث قبل الانتخابات ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز ولا اقصد آو اسمي أحدا ما وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد .. لكنني انصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل العراق الموحد العزيز ..

ومن الله التوفيق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here