الكَلامُ المُباح (150) زِلّزال وفَسَاد !

يوسف أبو الفوز
خِلال زيارتنا الدَورية الى بيت صدّيقي الصَدّوق أَبُو سُكينْة، ، أشتركَ تقريباً جميع الحاضرين في الاحاديث، وفتحنا تقريبا اغلب الملفات السياسية، تحدثنا عن اهمية مباشرة الحوار بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان استنادا الى بنود الدستور العراقي، وضرورة الاحتكام للعقل والمسؤولية امام الاجيال القادمة وتفويت الفرصة على تجار الحروب والمتصيدين في الماء العكر . وتحدثنا عن المعركة ضد الفساد وكونها معركة سياسية قبل اي شيء أخر. قال جَلِيل: أن خوض هذه المعركة وانجازها من قبل الحكومة الاتحادية بحاجة الى قرارات جريئة تستند الى الدعم الجماهيري ومطاليب حركة الاحتجاج .
واخذت حيزا كبيرا اخبار الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة الحدودية بين العراق وايران مؤخرا ، قرأت لهم ، من حزمة الصحف معي ، تقاريرا بينت ان مركز الزالزال كان في مدينة كرمنشاه الايرانية، وقد شعر به عموم الناس في العراق ، واحدث اضرارا بليغة في المناطق القريبة الى مركز الزلزال، وكانت اقرب نقطة عراقية مدينة حلبجة في كردستان العراق.
كانت زوجتي ولايام حين تتحدث تكاد تغص بكلماتها، من شدة حزنها وانفعالها، وهي تتحدث عن احوال صديقة مقربة لها تضررت من الزلزال : الانباء تقول انه حدثت انزلاقات في الجبل المجاور لسد دربندخان، وسقطت قطع أحجار في المسيل المائي للسد، وانهارت بعض البيوت المجاورة جراء الهزة الأرضية، وحظ صديقتي ان ينهار بيتها بالكامل وهي بالكاد اكملت بناؤه وكادت ان تفقد زوجها تحت حطام البيت ونقلوه للمستشفى متاثرا بجراحه.
وراحت سُكينْة تخفف عنها : هذه اوضاع الناس في العراق كلها متشابهة ، من لم يصبه الزلزال بضرر هناك سبب اخر . وكأننا شعب قدر لنا ان لا نعيش براحة .
تنحنح أَبُو سُكينْة وقال : صح لسانك يا أبنتي . تتحدثون عن زلزال مدمر، دمر بيوت وسبب وفاة عشرات الناس في ايران والعراق، وتنسون الزلزال الذي نعيش معه كل يوم . يصبح ويمسي علينا وللاسف كثير من الناس راضيه به. زلزال المحاصصة، الذي هو اساس البلاء في بلادنا وحياتنا ، فهذا لا يهدم بيوت فقط ، هذا سيهدم البلد بأكمله وسينقرض شعب بسببه ، ان لم ينهض الشعب العراقي ويتغير كل شيء ، وتطير حيتان الفساد وسياسيي الصدفة ويمشي العراق على السكة الصحيحة ، سكة دولة المواطنة والقانون الحقيقي .
* طريق الشعب العدد 71 ليوم الاثنين 20 تشرين الثاني 2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here