مراكز بحوث: زيارة النجيفي لواشنطن أعادت رسم معالم ستراتيجية أمريكية لتحجيم الدور الإيراني في العراق والمنطقة

عامر العبيدي

تصاعدت في الآونة الأخيرة حالة من القلق وربما الهستيريا داخل بعض فصائل وقيادات في الحشد الشعبي العراقي،بعد إن أعلن الكونغرس الأمريكي صراحة أنها متهمة بالارهاب، وهي على صلة بأنشطة تخريب إيرانية داخل العراق وخارجه ، ويشكل وجودها خطرا على مستقبل الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة ، لصالح هيمنة ايرانية واضحة على مقدرات الشأن العراقي!!

ولا تخفي مراكز بحثية من ان قادة داخل التحالف الوطني ومن تحالف القوى العراقية ومن التحالف الكردستاني كذلك أعربوا للولايات المتحدة عن قلقهم من استمرار هيمنة فصائل الحشد الشعبي المرتبطة بإيران على مقدرات الوضع في العراق، ولاتخفي تلك الفصائل ولاءها للمرشد الأعلى الايراني علي خامنئي، وهي فرصة وجدت فيها الولايات المتحدة ان تعيد رسم ستراتيجيتها تجاه تلك المخاوف والعمل على تقليم أظافر ايران، ومحاولة شل قدراتها للحيلولة دون اتساع نطاق تدخلها المتعدد الأوجه في العراق، ومن وجهة نظر تلك القيادات العراقية أن هناك متغيرات خطيرة تنذر بتحول العراق كليا بعد القضاء على داعش ، الى تابع لايران، وينفذ مخططات طهران،وترفض تلك الفصائل علنا الخروج من الشرنقة الايرانية!!

وتشير مراكز بحثية ضمن دراسات تقييمية أعدتها عن أنها تابعت باهتمام بالغ زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقي أسامة النجيفي الى واشنطن ، وعدتها من أهم الزيارات وأكثرها تأثيرا لقيادي عراقي كبير ضمن تحالف القوى العراقية ، وضع الادارة الامريكية وبخاصة مسؤولي الكونغرس الأمريكي أمام مهمة مايجري اعداده من سيناريوهات ايرانية للهيمنة على دول المنطقة ، محذرا من ان ترك واشنطن العراق دون تدخل مباشر، ودون وضع حد لتدخلات ايران في الشأن العراقي، فإن تلك المخاطر لاتصيب بضررها العراق وحده، بل كل دول المنطقة ، وستكون الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر، ان تركت القارب لايران يسير بلا استراتيجية تضع حدا للهيمنة الايرانية وتكبح طموحات ايران في السيطرة، ليس على مقدرات العراق بل على مقدرات سوريا ولبنان ودول الخليج، وهي أي طهران، تقوض بتحركاتها هذه شيئا فشيئا المصالح الأمريكية وتصيبها في الصميم!!

ويشير محللو مراكز بحثية الى ان زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقي أسامة النجيفي دقت جرس الأنذار، بعد ان توفرت لواشنطن مؤشرات سابقة عن مخاوف أبداها قادة في التحالف الوطني ومن قيادات كردية خلال لقاءاتهم بمسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الامريكية من أنهم سئموا التدخلات الايرانية الواسعة النطاق في الشأن العراقي، وهم يساورهم قلق بالغ من التحركات الايرانية الرامية الى تغيير معادلة الانتخابات العراقية المقبلة لصالح الهيمنة الايرانية،ونصحوا الادارة الامريكية بأن يكون لها تدخل مؤثر تعيد ترتيب الاوضاع في العراق ، وعدم السماح لمعادلة التوازن الافليمي ان تعطي الأرجحية لإيران في العراق وسوريا وحتى في اليمن وضمن ساحات دول الخليج، التي تشكو من التدخلات الايرانية، وتهدد مستقبل علاقاتها مع شعوبها ومع دول المنطقة ومع الولايات المتحدة في المقام الأول، وهم يشيرون في دراسات بحثية أعدوها مؤخر الى أن زيارة أسامة النجيفي للولايات المتحدة ولقاءاته بكبار مسؤولي الكونغرس والمراكز البحثية الأمريكية،جاءت في الوقت المناسب وحققت نتائج ايجابية ملموسة، لتؤكد لواشنطن وجود توجهات خطيرة من هذا النوع يتطلب اتخاذ قرارات ترتقي الى حجم المخاطر التي تتعرض لها المنطقة ، وتحاول تفكيك دولها واحداث تغييرات جيبولتيكية ومذهبية وطائفية وفقا للتوجهات الايرانية الرامية الى فرض منهج ولاية الفقيه في دول المنطقة ، وخارج رغبة تلك الشعوب وتعديا على سيادتها واستقلالها وقرارها الوطني!!

ويخلص المحللون والمتابعون للشأن العراقي في خاتمة عرضهم لآفاق زيارة النجيفي ومدلولاتها الى نتيجة مؤداها أن زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقي أسامة النجيفي سبقت زيارة رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، وهي من وضعت الإطار الأمثل لإنجاح ستراتيجية أمريكية تجاه ايران، وتجاه مستقبل الانتخابات المقبلة لكي لايكون بمقدور فصائل وجهات في الحشد الشعبي العراقي تدعمها ايران احداث إختلالات خطيرة في مستقبل الانتخابات العراقية القادمة،وقد أثبت فيها السيد النجيفي أنه مايزال الرجل القوي الذي بامكانه ان يعيد تصحيح معادلة التوازن العراقي من جديد،وبناء دولة يشارك الجميع في صنع قرارها الوطني دون تغييب لأي مكون عراقي، بتوافق مع شخصيات رفيعة في العراق وهم قادة في التحالفين الوطني والكردستاني ، تشاركهم الرؤية نفسها، ومحاولة حث واشنطن لايجاد وسائل تحرك أكثر فاعلية، تجاه طهران، للحيلولة دون استمرار هيمنتها على مقدرات الأمور في العراق!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here