کلهم للدف ناقرون!

سعاد عزيز
لم يعد هناك أي شك بشأن وجود صراعات داخلية محتدمة بين الاجنحة المختلفة للنظام الحاکم في طهران، وهذا الصراع وان کان مستمرا على الدوام لکنه يشهد فترات خفوت و هدوء و فترات إحتدام و تصعيد، والملفت للنظر إنه کلما واجهت إيران مشاکل و أوضاع صعبة و غير عادية، يرتفع حدة الصراع ويتخذ التراشق بين أقطاب الاجنحة أنماطا غير مألوفة، تماما کما هو الحال مع الاوضاع الحالية التي تمر بها إيران .
الهجوم غير المسبوق الذي شنه الرئيس السابق أحمدي نجاد ضد عائلة لاريجاني التي تسيطر على القضاء و مجلس الشورى(البرلمان) حيث إتهمها بالظلم و القمع و الرضوخ للأجنبي، يعتبر تطورا غير عاديا في سياق الخراع بين الاجنحة و بلوغها حدا خطيرا، ويجب الانتباه جيدا بأن عائلة لاريجاني معروف عنها صلتها الوثيقة جدا بالمرشد الاعلى للنظام و محسوبة عليه، ولذلك فإن هذا الهجوم النوعي لنجاد يمکن إعتباره بداية لمرحلة إستثنائية في إيران قد تتداعى عنها الکثير النتائج و التطورات.
في هذا الوقت، ومع هذا الهجوم اللاذع، و إستمرار التراشق بين أقطاب جناحي المرشد الاعلى و روحاني، فقد کشف غلام علي رجائي، مستشار رفسنجاني في مجلس تشخيص مصلحة النظام، من إنه لدى رفسنجاني عبارتان حول وصيته المهمة التي کتبها قبل عام من وفاته کان يرددها أمام مقربيه وأمام رجائي شخصيا قبل رحيله وهما:”إن هٶلاء(جناح المرشد خامنئي) يخافون أن أعبر عما لدي من معلومات ومن المٶکد بأني سأقوم بکشفها يوما و الثانية:”لو تم نشر صفحة واحدة مما کتبته، کفيلة بأن تدمرهم جميعا”، لکن الذي يجب أن نأخذه بنظر الاعتبار هو إن جهة أمنية قد قامت في نفس اليوم الذي توفى فيه رفسنجاني وأخذوا کل مقتنياته، ولازالت عائلته تبحث عن وصيته لأهميتها، وهو مايدل على أن هناك أسرارا خطيرة و قاصمة للظهر لدى هذا النظام لو تم الکشف عنها فإنها لن تبقي على شئ لاتذر!
في ظل هکذا أحداث و تطورات غير عادية بالمرة، جاء الزلزال المدمر ليکشف النقاب عن وخامة الاوضاع في إيران و وصولها الى حد تجاوز الخط الاحمر بکثير، ذلك إن إعلان إيران عن رفضها لتقبل المساعدات الدولية في الوقت الذي تم فيه نقل صور مأساوية مفجعة عن الزلزال، ومدى الدمار الکبير الذي أحدثته على الصعيدين المادي و المعنوي، فإنه و بشهادة أهالي المناطق المنکوبة فإن السلطات الايرانية لم تقدم سوى خدمات محدودة جدا لإسعاف و إغاثة المنکوبين و تقديم المساعدات العاجلة إليهم، بل والانکى من ذلك إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و مع الاخذ بنظر الاعتبار إمکانياته المحدودة جدا يبادر الى تقديم معونات سبق وقد تم تقديمها إليه ليضعها في خدمة العوائل المنکوبة بالزلزال، لکن السلطات الايرانية مع سعيها للتغطية و التمويه على الخسائر المادية و المعنوية و إخفائها و عدم مبادرتها لتقديم المساعدات اللازمة للمناطق المنکوبة، فإنها تتخذ الاستعدادات اللازمة لوقوف بوجه أية تحرکات إحتجاجية ضد إهمال النظام!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here