المؤمن بين حالتين حقيقي ومزيف

موضوع بسيط اختلفت فيه اراء الفقهاء من كل المذاهب الاسلامية في كيفية تعريفه وايصاله سهلا الى اذهان الناس ليجدوا الطريق الى رضوان الله عز وجل ,ولما كانت الاختلافات من باب الرحمة لتعليم الناس احب ان اوضح هنا الامور التي اتفق عليها من الجميع وهي جامعة ناصحة بمجملها علها تذوب الكثير من اخطاءنا وتنجدنا في الوقت المناسب .

يعتبر الإيمان من أهمّ الوسائل التي تصحّح المفاهيم لدى الإنسان، وإضفاء معنىً على حياته، ورفع قيمته في الدنيا والآخرة على حدٍّ سواء؛ فالإيمان يُدخِل الأفكار العظيمة إلى عقل الإنسان، ويجعله أكثر رحمانيّةً وأخلاقيّةً، فيسمو به، ويرتقي إلى مراتب لا تخطر على عقل بشر.

ليس كل~ المؤمنين سواء، فهناك البعض منهم استطاع استغلال الإيمان إيجابيّاً؛ أي في تطوير ذاته، ومساعدة من حوله، فكانوا بذلك مؤمنين حقاً، أمّا البعض الآخر فلم يأبهوا بهذه الهديّة الإلهية العظيمة، فتنكروا لها، الأمر الذي ألحق بهم خسائر فادحة. وفيما يلي نسلط الضوء على بعض أبرز الصفات الواجب توافرها في الإنسان حتّى يكون مؤمناً حقيقيّاً.

صفات المؤمن الحقيقي

الإيمان المطلق بالله تعالى، والاعتقاد الجازم بأنّه سبب كُلِّ ما كان، وكُلِّ ما يكون، وكُلِّ ما سيكون على هذه الأرض، ومن هنا فإنّ التوكل على الله تعالى وحده في كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، في السرَّاء والضرَّاء هو من أهمِّ ما يُدلّ على مدى إيمان الإنسان بخالقه.

عبادة الله تعالى وحده، في الخفية والعلن، والبعد عن الرياء، وعن تلمُّس رضا الناس، أو محبتهم بإظهار التقرّب إلى الله أمامهم، فهذا يجعل المسافة بين العبد وربه كبيرةً جداً، والخوف كلَّ الخوف أن يعود عليه ذلك بالخسران إن لم يتدارك نفسه، ويعاود تصحيح مساره.

المسارعة في التوبة، وطلب المغفرة من الله تعالى عند الخطأ؛ فالإنسان خطَّاءٌ بطبعه، وخير الخطائين التوابون، ومن هنا فإن الاعتراف بالذنب، والندم عليه، وطلب العفو من الله تعالى هو الإثبات العمليّ لصدق الإيمان، وحبّ الله تعالى، وحبِّ فضائل الأعمال.

معاملة جميع خلق الله تعالى بالأخلاق الرفيعة، فالإنسان لم يُخلَق وحده على هذه الأرض، والطريقة التي يتعامل بها الإنسان مع من حوله، وما حوله تعتبر أساساً في تقييم مدى صدق الإيمان، والله تعالى سيحاسب الناس يوم القيامة على ما قاموا به من أعمالٍ في حياتهم الدنيا. ومن هنا فإنّ إصلاح العلاقات الإنسانيّة المختلفة يُعتبر طريقاً من طرق الفلاح.

استغلال الوقت بأعمال البرّ، والخير، والإحسان، وعدم إهداره في الأمور التي لا تعود بالنفع، وكلّما كانت الأعمال التي يستغل الإنسان وقته في تأديتها أعظم، وأكثر أهمية، وأعلى قيمة، دلَّ ذلك على صدق الإيمان، على أن يقترن هذا الاستثمار النافع للوقت بإخلاص النية لله تعالى وحده، وبعبادته كما أمر.

حبُّ الجميع، والعطف على الضفعاء، وإنزال الناس منازلهم، وعدم الإساءة لكرامة الإنسان أيَّاً كان؛ فالجبابرة الظالمون لا يمكن أن يكونوا صادقي الإيمان إلَّا إن عادوا، وتابوا، وأصلحوا، وأعادالحقوق إلى أصحابها.

من هنا نتلمس صورة المؤمن الحقيقي الذي اراده الله تعالى حقا ان يكون خير المخلوقات ,لذا يحتم علينا الواجب تجاه الباري عز وجل ان نكون بهذه الصورة البهية التي لايمكن لصاحبها الا نيل الرضا والدخول مع الانبياء والصديقين .

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here