الواقع التعليمي في العراق بين النهوض والانحطاط

صابرين عبد الامير المذخوري

مما لا يخفى على احد في العراق ان الواقع التعليمي والتربوي في تردي وتنازل سنة بعد اخرى ويظهر ذلك من خلال ما نلاحظه من عزوف الطلبة عن اهتماماتهم الدراسية مما ينعكس سلبا على معدلاتهم الدراسية.

ان عدم وجود حلول حقيقية لمشاكل التعليم وعدم التعامل معها بجدية سبب اساسي لهذا التدهور، فلا نجد وجودا حقيقيا لمراكز البحوث والتطوير لمتابعة المناهج ودراستها نفسيا واجتماعيا ومدى تاثيرها على تفكير وسلوك المجتمع على المدى البعيد.

وسنة بعد اخرى نعود الى الروتين الكلاسيكي في مسيرة التعليم الذي يؤثر في عزوف الطلبة والاساتذة على حد سواء عن الاهتمام الحقيقي بالتعليم، فنجد في كل سنة نفس المشاكل التي كانت تعاني منها المدارس في السنين الماضية.

ان قدم البنايات والمنشآت الدراسية وعدم كفاية القاعات يؤدي الى عدم وصول المعلومة بصورة صحيحة كما ان اغلب الطلبة يعانون من النقص في أغلب المناهج الدراسية وفي ذات الوقت نجد الكثير من الكتب المنهجية تباع في السوق السوداء، او يستغني الطلبة عن الكتاب المنهجي بالملازم الدراسية التي يعدها المدرسون ويبيعونها للطلبة.

ان وزارة التربية العراقية تتحمل المسؤولية الكبرى لهذا التردي والتدني في مستوى التعليم في العراق الا انها ليست وحدها المسؤولة عن ذلك، فهناك عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية وامنية تسببت ايضا بجزء من انحطاط المستوى التعليمي.

فاذا اردنا النهوض بالواقع التعليمي في العراق فلابد من معالجة جميع المشاكل المتعلقة بالطلبة والاساتذة من توفير البيئة والمحيط المناسب للطلبة والاساتذة وتوفير الكتب والمناهج الصحيحة، اضافة الى توفير الحماية اللازمة للكادر التدريسي اضافة الى عقد اجتماعات ومراكز البحوث للتطوير والنهوض بالبلد وتخريج كوادر من الشباب مسلحة بالعلم والمعرفة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here