لو شئت يا زمن

لو شئت يا زمن

عبد صبري أبو ربيع

فما أدراني كيف تكوني يا ترى

أنسيت الهوى

أم أنا الذي فارقت سمرا

وأنا الذي كنت منها

قاب قوسين أو أدنى

وأنا الذي باعني الهوى

ثم أشترى

لرقيقة الجسم جميلة ثغرا

صنعتني شاعراً

وصنعتني ألماً وجمرا

فارقتني والفراق

صعبٌ والنوى

ذات الجدائل والخدود والورى

مصباحها كالفجر إذا أستوى

وليلها حلمٌ يجوس القلب ويفرى

ذهب الصديق والعاذلُ أنبرى

لو شئت يا زمن على ما جرى

وأنا المتعب يا حبيبتي

أجر رجليّ جرا

أنام والليل صاحبي

والعقل ذوى

أفرأيتم من أعتدى وأفترى ؟

ذلك عاذلٌ يشمت إذا أبصرا

فما أدراني كيف تهوى وتسْلى

أهي لعبة ٌ أم أنه

الحب إذا تردى

كذلك هو الماء إذا تبدى

فما أرتويت وما بهواك أثرا

وأنت الذي أغويتها عشقا

سحرها يكاد يشق صدرا

وأنفاسها تكاد تحرق ثغرا

فما أدراني أن تكون

هي المستقر والمنفى

سلامٌ على مع جعلتني أكتب شعرا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here