شارك نحو 50 صحفيا وناشطا ومدونا على شبكات التواصل الاجتماعي ومن مختلف مناطق محافظة نينوى، في ثلاث ورش تدريبية عن فنون العمل الصحفي، لتطوير قدراتهم بمجال انجاز أخبار وقصص وتقارير معمقة عن واقع المحافظة، ولتمكينهم من انجاز مواد خبرية وفق اسس الكتابة المهنية واخلاقيات العمل الصحفي.
الورش نظمت، خلال الأسابيع الستة الماضية، من قبل شبكة (نيريج) للصحافة الاستقصائية وشبكة المحامين المتطوعين للدفاع عن حرية التعبير، وبدعم من الأكاديمية الألمانية للإعلام، وامتدت كل ورشة لأربعة ايام، خصص اليوم الأول لأسس وهيكلية كتابة الأخبار والقصص الخبرية، واليوم الثاني لكتابة التقارير الصحفية، واليوم الثالث لفن القصة الصحفية (الفيتشر)، فيما اختتمت الورش بالتركز على اسس الكتابة لمواقع التواصل الاجتماعي والضوابط والمحددات القانونية للكتابة للصحافة ومواقع التواصل.
نظمت الورشة الأولى في قاعة نادي دهوك الرياضي بمدينة دهوك، للفترة بين (6-9) تشرين الأول اكتوبر، وبمشاركة 15 صحفيا ومدونا وناشطا من مختلف مكونات نينوى، وجرت خلالها تدريبات وتمارين مختلفة على كتابة الاخبار والتقارير والقصص والبوستات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت الى مصدر اساسي لنشر المعلومات.
ونظمت الورشة الثانية في فندق جوار جرا بمدينة اربيل للفترة بين (14-17) تشرين الأول اكتوبر، وبمشاركة 16 صحفيا ومدونا وناشطا من مختلف مكونات نينوى، فيما نظمت الورشة الثالثة للفترة بين (6 -9) تشرين الثاني نوفمبر، في منطقة المجموعة الثقافية بمدينة الموصل، وبمشاركة 18 صحفيا ومدونا وناشطا.
وجاء تنظيم الورش الثلاثة من اجل تطوير واقع الاعلام في نينوى بعد سنوات طويلة من التهميش وعقب ثلاث سنوات من حكم تنظيم داعش، من خلال دعم امكانات الصحفيين الشباب والناشطين المدونين، وتمكينهم من الكتابة وفق اسس الصحافة الاحترافية مع الالتزام بمبادئ واخلاقيات العمل الصحفي وبما يعزز فرص نشر الحقائق وتعزيز السلم الأهلي في نينوى.
وشهدت الورش تفاعلاً كبيرا من المشاركين الذين قدموا افكارا وفرضيات لسلسلة قصص في مواضيع اجتماعية وصحية وبيئية واقتصادية وادارية -سياسية، وعبروا عن استعدادهم لانجازها كقصص صحفية (فيتشر) وتقارير معمقة.
وتركز التدريب على تطوير قابليات المشاركين على انجاز القصص والتقارير ونشرها في المواقع الاكترونية او على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت المنصات الرئيسية لنشر الاخبار والقصص والتقارير في نينوى نتيجة غياب الصحف والمواقع الخبرية التي تغطي شؤون المحافظة. وختمت الورش بانجاز العديد من القصص الصحفية والتقارير.
وقال المدرب سامان نوح، ان الورش جاءت ضمن مشروع لتطوير قدرات صحفي ومدوني محافظة نينوى من مختلف المكونات (عرب، كرد، تركمان، مسلمون، مسيحيون، ايزيديون، شبك) وبشكل خاص الشباب وخلق حوار صحي بينهم، بما يعزز فرص تعاونهم للعمل في مشاريع اعلامية مشتركة، خاصة ان نينوى تفتقد لوجود اية صحيفة أو اية مواقع الكترونية تغطي شؤون المحافظة.
وفي ذات السياق ذكر مدير الاكاديمية الألمانية للاعلام دانا اسعد ان الورش تأتي ضمن مشروع تطوير الاعلام وبناء السلام في نينوى، ويتضمن تدريبات متخصصة عن فنون الصحافة المختلفة، مشيرا الى الحاجة الكبيرة لهكذا مشاريع تجمع اطياف المجتمع الموصلي وتعمل على تعزيز فرص خلق اعلام مهني يرفض خطاب الكراهية.
من جانبه قال المدرب دلوفان برواري، ان كل ورشة امتدت أربعة ايام، وقدمت خلالها تدريبات معمقة عن القصة الخبرية والقصة الصحفية واسلوب الكتابة في كلا الفنين، فضلا عن التقرير والتحقيق الصحفي وأساسيات الكتابة في صفحات التواصل الاجتماعي، بالاضافة الى نصائح ومعلومات قانونية للناشطين تجنبهم الوقوع في خطاب الكراهية والتشهير واحتمالات المساءلة القانونية.
ولفت برواري الى ان المشروع يهدف لانشاء صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” لتكون منصة للناشطين بمختلف انتماءاتهم لنشر قصصهم وتقاريرهم وباعتماد اعلى درجات المهنية مع الالتزام باخلاقيات العمل الصحفي، مبينا ان الصفحة ستتحول الى موقع الكتروني يركز على نشر التحقيقات والتقارير والقصص عن محافظة نينوى.
وتعمل الاكاديمية الألمانية بالتنسيق مع شبكة نيريج وجهات داعمة أخرى على جمع الطاقات الاعلامية الشابة خاصة تلك التي كان لها دور في نشر المعلومات وكشف الحقائق في فترة حكم تنظيم داعش للمحافظة، وتأهيلهم لانجاز مشاريع اعلامية تعتمد المهنية والموضوعية.
Read our Privacy Policy by clicking here