الحشد الشعبي عز العراق وتاجه , فلا تفرطوا به

محمد رضا عباس
اكتب هذه الكلمات بعد ان قرات تصريحات رئيس الحزب الإسلامي العراقي اياد السامرائي والذي طالب فيه الاستغناء عن قوات الحشد الشعبي وإرسالهم الى بيوتهم , تماما مثل ما طالب به وزير الخارجية الامريكية ميتس تيلرسون . أقول اذا كان من حق الوزير الأمريكي التخوف من الحشد الشعبي , لان هذا الحشد سوف يعيق تحقيق المخططات الامريكية في المنطقة وزرع العداوات بين أبناء المنطقة والذين تعايشوا عليها منذ الالاف السنين , فانه لا يحق للسيد السامرائي ومن على نهجه من العراقيين عداوة الحشد من اجل إرضاء الامريكان , وصدقوني ان الامريكان سيرضون بالحشد الشعبي , لانهم يحترمون الابطال وأصحاب الكلمة الحقة والملتزمون بحب وطنهم . الامريكان يتعاملون كلا على مقداره , فهم يحترمون المحترمين ويرفضون الدجالين والخونة وخونة شعوبهم .
يعرف الامريكان جيدا , ان الحشد الشعبي لم يؤسس ليقاتل الامريكان في المنطقة او ليقف ضد مصالحهم فيها , لانهم تركوا السياسة للسياسيين , وان هدفهم هو وقف زحف تنظيم داعش في العراق وتدميره , ذلك التنظيم الأشد اجراما في التاريخ المعاصر لمنطقة الشرق الأوسط . بالحقيقة , لولا الحشد الشعبي لكانت أمريكا وانصارها في المنطقة اليوم تعاني من إرهاب هذا التنظيم , وكان من المفروض على الامريكان تقديم الشكر والثناء لتضحيات الحشد والذي حفظ مصالحهم في الخليج والشرق الأوسط , لأننا نعرف ان القوة التي لا يستطع الجيش العراقي , ذلك الجيش البطل , من دحرها سيكون من الصعوبة على جيوش الأخرى في المنطقة من دحرها . الحشد الشعبي له الفضل الكبير بحماية العراق قبل ان يستطع الجيش العراقي التعافي من كبوته عام 2014 , وان الحشد المبارك هو الذي كان يتقدم القوات العراقية في كل هجوم على داعش , ويشهد بذلك كل من كان يراقب العمليات العسكرية ضد داعش منذ تحرير منطقة جرف الصخر وحتى تحرير اخر منطقة في العراق , راوة . لم يشارك الحشد الشعبي في معركة , الا وخرج منها منتصرا وباقل الخسائر البشرية والمادية.
لا يحق للولايات المتحدة الامريكية المطالبة بحل قوات الحشد الشعبي , لان الحشد قوة تأسست في بلد مستقل ذات سيادة كاملة ومعترف به دوليا ولا يجوز لاحد التدخل في شؤونه الداخلية . على الامريكان منع حمل السلاح في بلدهم , والذي اصبح يهدد جميع مواطنيه , حتى الذين يذهبون للصلاة في الكنائس او الذين يذهبون الى صالات الموسيقى.
لا يجوز للأمريكان المطالبة بحل قوات الحشد الشعبي , لان هذه القوات لا تشكل أي خطر على أي دولة سواء هذه الدولة كانت من جيران العراق او بعيدة عنه . مئات التصريحات جاءت من افواه قادة الحشد من ان هدفهم حماية العراق والعملية السياسية فيه ومن العدل والانصاف ان تقدم دول الجوار الشكر والعرفان لهذا الحشد , لانهم يعملون من اجل استقرار العراق وان هذا الاستقرار مفيد لجميع دول المنطقة والعالم.
لا يجوز للأمريكان المطالبة بحل قوات الحشد الشعبي لان هذه القوات تأسست بقانون صادر من برلمان انتخب اعضاءه بطريقة ديمقراطية ومن جميع مكونات الشعب العراقي. و لا يمكن الغاء قانون الا بقانون اخر , وهذا ما سيؤدي الى غضب شعبي عارم على الحكومة والبرلمان وعلى الولايات المتحدة الامريكية . معظم العراقيون الشرفاء ينظرون الى هذا الحشد نظرة احترام وهيبة بعد ان اعطى الالاف من شبابه فداء لهذا البلد.
لا يحق للولايات المتحدة الامريكية المطالبة بحل الحشد الشعبي , لان العراق ليس من دول الموز وليس بدون تاريخ . السياسي العراقي حتى وان اختلف مع زملائه في البرلمان , الا انه سوف لن يسمح بتمرير قانون صنع خارج العراق . وان اختلف السياسيون داخل العراق الا انهم يفتخرون بالعملية السياسية والتي أصبحت فخرا في منطقة الشرق الأوسط. صحيح ان القرار الداخلي العراقي ربما يقع تحت تأثير السعودية او الولايات المتحدة الامريكية او ايران او تركيا , الا ان هذه الدول أصبحت تعرف تماما حجم مساحتها في القرار العراقي . العراق صعب وصاحب عنفوان ويرفض التبعية والذيلية.
لا يحق لاحد المطالبة بحل الحشد الشعبي البطل , لان أسباب تأسيسه ما زالت قائمة , حيث ان هناك دول ما زالت تريد من العراق ان يكون ساحة لمعاركها وساحة تجمع الارهابين من كل شتات العالم , من اجل التخلص منهم . هذه الدول رضيت ان يغرق المواطن العراقي بدمه الى اذنيه من اجل ان يعيش ابناءها في سلام. وهكذا , فان الحشد الشعبي سيكون القوة التي ستفشل مخططاتهم .
الحشد الشعبي اصبح شوكة في عيون أعداء العراق , فاصبحوا يستخدمون جيشا من “الكتاب” و ” المحللين السياسيين” من اجل تسقيطه , ولكن العراقيون اصبحوا يعرفون من هؤلاء وما هي غايتهم ومن هو الذي يدفعهم , واصبح العراقيين يسمونهم ” العملاء , المرتزقة , الطائفيون , الانفصاليون , و زبائن مقاهي الأردن و نزلاء فنادق أربيل.
من غير المعقول ان يكون هناك مواطن يحب العراق يطالب بحل الحشد الشعبي وشبابه من وهب دمه , من اجل حماية العراق وعزة شعبه وحماية نساءه وصيانة شرفهن . لمصلحة من يحل الحشد الشعبي والذي بدمه حمى العراق والمنطقة من زحف داعش؟ لمصلحة من يحل الحشد الذي صان كرامة المواطن العراقي وشرف نساء العراق . لمصلحة من يحل الحشد الذي حرر المدن والقصبات بعد ان هجرها أهلها خوفا من بطش داعش ؟ اليس داعش من دمر المعالم التاريخية للعراق في نينوى و صلاح الدين و ديالى ؟ اليس داعش من خرب المواقع التاريخية و دمر متحف اثار الموصل , ذلك المتحف الذي ضم تحت سقفه العشرات من الاثار التاريخية الفريدة؟ اليس هو من فجر مراقد الأنبياء والاولياء والصالحين ؟ اليس الذي قتل الالاف من شباب العراق بمختلف هوياتهم الدينية والمذهبية والفكرية؟ اليس هو الذي سبى بناتنا من الايزيديات وباع بعضهن؟ اليس جبانا ومشكوك بشرفه من ينسى اعتداءات داعش ضد المواطن العراقي والتاريخ العراقي في الموصل والرمادي وتكريت ؟ من يمر بشارعه ومدينته داعش هل يامن العيش بدون الحشد الشعبي؟ وان كان تأسيس الحشد الشعبي قوامه من المكون الشيعي (المكن الأول الذي استجاب الى دعوة المرجعية الدينية في النجف الاشرف والتحق بهم بعد ذلك أبناء العشائر السنية ) , الا ان من مصلحة جميع مكونات الشعب العراقي الترحيب به و الإصرار على ضيافته في مدنهم , لانهم اصبحوا امان اهل تلك الأراضي. الحشد الشعبي لم يتدخل في شؤون المحافظات السياسية ولم يغير ديمغرافية المدن المتواجد عليها , ولم يخالف قانونا . انهم فتية يحبون العراق ووحدة العراق.
وفي هذه المناسبة , احث السيد اياد السامرائي ومن على منهجه في العداوة للحشد ان يقرؤوا قصص البنات الايزيديات وما حل بهن على يد عناصر داعش, لان من لا يبكي على حالهن عديم الضمير والدين والإنسانية . لا اعتقد ان مواطن له ذرة من الشرف والغيرة يحب ان يشاهد بنات مدينته اسيرات , ينتهك شرفهن ويباعون في الأسواق . الحشد الشعبي , العدو الطبيعي لداعش , على العراقيون وضع الحشد الشعبي بين احداق اعينهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here