مسؤلية حكومة المالكي عن : 20 ألف ضحيّة والإعمار بحاجة لـ60 مليار دولار بسبب داعش

مسؤلية حكومة المالكي عن :20 ألف ضحيّة والإعمار بحاجة لـ60 مليار دولار بسبب داعش

ولكن وما من مسئول كبير و مباشر قبع خلف القضبان عقوبة و جزاء

مهدي قاسم

بحسب الإحصاءات الرسمية فقد سقط أكثر من 20 ألف ضحية في المعارك التي جرت ضد عصابات داعش ، بينما سعة الخراب و الدمار التي نتجت عن هذه الحرب قد اتسعت بحيث تتطلب أكثر من 60 مليار دولار لإعادة إعمار هذه المناطق و المحافظات التي طالتها رحى الحرب ودمرتها بنسب كبيرة ، فضلا عن معاناة النازحين و ذوي الضحايا المتفجعين ومحنتهم الكبيرة بمقتل أو استشهاد فلذة أكبادهم في تلك الغزوات الداعشية والمعارك الت جرت ضدها ..
و هذا يعني إن ما حدث كانت عبارة عن كارثة وطنية شاملة ضربت العراق بشكل صاعق كزلزال مباغت ، ولكن في الوقت نفسه يجب التأكيد على أن :
ـــ كل هذه الكوارث الوطنية من خسائر بشرية ومادية هائلتين ، زائدا معاناة فظيعة لملايين عراقيين ، ما كانت لتجري و تحدث لو لا التواطؤ حينا ، و التقصير و الإهمال و سوء الإدارة حينا آخر ، و مظاهرالفساد المستشري في طاقم القيادة المالكي لحكومة المالكي وبطانتها المتهرئة حينا ثالثا ..
فمن هنا تقتضي الضرورة الوطنية و قيم العدالة فتح تحقيق موسع و شامل ضمن لجنة مستقلة عن الأحزاب الحاكمة أو المتنفذة ، لكشف المتواطئين و المقصرّين الذين بسببهم أصبحت الطريق سالكة أمام عصابات داعش للسيطرة المباغتة على مناطق شاسعة من العراق بمحافظاتها ومدنها الكاملة ودون أن تطلق رصاصة واحدة، ناهيك عن العوامل الخفية والخبيثة الضليعة التي أدت إلى انهيار الجيش و هزيمته أمام مجموعات متنافرة من خريجي سجون ومرضى و ساديين قساة و متعاطي المخدرات ومغامرين باحثين عن جنس مباح ومستباح من مغول العصر الدواعش ، و حيث أثُبتت ـــ فيما بعد ــ أثناء عمليات تحرير المناطق المحتلة ، بأن غالبية هذه العناصر لا تجيد فنون القتال باستثناء تخدير نفسها للقيام بعمليات انتحارية بغية النيل بحسناوات الجنة !!.
إذن فلابد من فتح تحقيق موسع لتشخيص المتسببين لهذه الكارثة الوطنية من المقصرّين والمهملين و الفاسدين والمتواطئين وذلك ابتداء من رأس الحكومة ، أي من نوري المالكي و انتهاء ومرورا بقادة و أمراء عسكريين و انتهاء بأي مسئول أمني مقصر أو ضليع على هذا الصعيد .
فمن الظلم بمكان أن يفلت كل هؤلاء المسئولين من المساءلة و المعاقبة القضائية العادلة بعدما تسببوا في إطفاء حياة عشرات الأف من المواطنين العراقيين إلى جانب التسبب بكل هذه الخسائر المادية والنفسية الرهيبة ..
وضمن هذا السياق فقد سمعنا و قرأنا و رأينا كيف أن رئيس حكومة أوروبية قد استقال بسبب انهيار بناية و كيف أن وزيرا للمواصلات قد استقال بسبب حادثة مرور لتصادم قطارات ، و كيف أن مسئولا قد عوقب بسبب إهماله أو تقصيره في واجبه ، بينما في العراق يُقتل عشرات الأف من المواطنين بسسب تقصير أو فساد متعمدين ولكن دون أن تجري محاسبة ومعاقبة أيا من مسئولين مباشرين أو كبارا عن هذه الكارثة الوطنية ؟!! .
فأين هو أبسط جوانب وجوه العدالة في العراق أيها الساسة الإسلاميون المنافقون ؟ ..
هامش ذات صلة :

* ( الحرب على داعش أوقعت 20 ألف ضحيّة والإعمار بحاجة لـ60 مليار دولار
بغداد / وائل نعمة

لايمكن الحصول على أرقام نهائية ودقيقة عن حجم الخسائر المادية والبشرية جراء العمليات العسكرية التي خاضتها القوات العراقية ضد داعش منذ 2014. لكن بحسب إحصائيات رسمية فقد سقط ما بين 15 و20 ألف مدني بين قتيل وجريح خلال الاعوام الماضية. ووفقاً للاحصائية فان محافظة نينوى تستأثر بـ 50% من عدد الضحايا، ولايزال هناك آلاف اخرى في عداد المفقودين بالمحافظة.
وتشير التقديرات المحلية تدمير 15 ألف دار في المدينة القديمة وسط الموصل، و100 ألف دار في محافظة الانبار، و11 ألفاً في محافظة ديالى. يضاف الى ذلك أضرار متفاوتة لحقت بعشرات الجسور والمستشفيات وأعداد غير معروفة عن المدارس في محافظات ديالى، صلاح الدين، وكركوك. وتصل تكاليف الإعمار، بحسب تقديرات أولية، لـ 60 مليار دولار في الانبار والموصل وديالى.
وخلال الاعوام الاخيرة اعتبر مجلس النواب العراقي مدن الرمادي، وجلولاء، وبيجي، والموصل، والحويجة، وتلعفر، مناطق منكوبة، إذ تتجاوز نسبة الدمار الـ80%. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قدر، قبل أسبوعين، كلفة العمليات العسكرية خلال ثلاث سنوات بـ 100 مليار دولار.
من جهته تحدث وزير التخطيط سلمان الجميلي، في تموز الماضي، عن ان الأضرار التي لحقت بمؤسسات الدولة بين عامي 2004 و2016، بلغت 42 ترليون دينار عراقي.

تضارب في الموصل
وبحسب إحصائيات محلية، يقول حسن العلاف نائب محافظ نينوى، “هناك 10 آلاف قتيل في المحافظة، و2400 شخص مبتور الأطراف”.
بالمقابل تشير أرقام بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي، التي تصدر شهريا، الى سقوط 5218 شخصاً بين قتيل وجريح في نينوى من شباط 2015 الى تشرين الاول 2017. بينما قدرت وزارة الصحة، خلال تقريرها السنوي لعام 2016، عدد القتلى والجرحى في المحافظة بـ889. ويقول العلاف، في تصريح لـ(المدى) أمس، “هناك 4 آلاف جثة أخرى يمكن اعتبارها في عداد المفقودين في نينوى”، مشيرا الى ان هذا العدد يعود لـ”جثث محتملة مازالت تحت أنقاض المدينة القديمة”. ويتجلى تضارب الارقام بشكل أكبر على ضوء الاحصائية التي تحدث عنها وزير المالية السابق هوشيار زيباري، الذي اشار، خلال تصريح صحفي بعد تحرير الموصل، الى مقتل 40 ألف شخص في المدينة.
من جهته تحدث تقرير أصدره (المرصد العراقي لحقوق الإنسان)، خلال عمليات الموصل، عن مقتل 3864 شخصاً وتلقي 22579 آخرين العلاج في الساحل الايمن.
وخاضت القوات العراقية معارك طاحنة في محافظة نينوى استمرت لـ10 أشهر، ثلاثة اشهر منها دارت في مركز الموصل.
بالمقابل يقدر مسؤولو الموصل الاموال اللازمة لإعادة إعمار محافظتهم بنحو 30 مليار دولار.
ويقول عبدالرحمن الوكاع، رئيس لجنة الإعمار بمجلس المحافظة، “هناك 12 ألف دار مهدم في المدينة القديمة فقط”، مشيرا الى أن “أضرار الساحل الايمن بنسبة تفوق الـ95% .
وصوت مجلس النواب، في أيلول الماضي، على اعتبار قضاءي الموصل وتلعفر مناطق منكوبة.
وأعلن القائد العام للقوات المسلحة، في 10 تموز الماضي، تحرير مدينة الموصل بالكامل. كما أعلن في نهاية آب الماضي تحرير محافظة نينوى بالكامل من وجود داعش.
ويشير الوكاع، في حديث مع (المدى)، الى “وجود 72 جسراً مدمراً في المحافظة، بينها 6 رئيسيات، بالاضافة الى 10 مستشفيات في الجانب الايمن فقط”.
وكان 90% من شوارع الساحل الايسر قد دمرت بفعل المعارك وقذائف الهاون التي كان يستخدمها داعش. وألحق الدمار الذي لحق بالطرق أضراراً كبيرة بشبكة المياه والاتصلات والكهرباء المدفونة تحت الارض.بالمقابل تحطم 60% من البنايات الحكومية في شرق الموصل، كما أُلحق دمار كبير بمستشفى السلام والخنساء بنسبة 70%. بينما خرجت كل المراكز الصحية عن الخدمة.
وكانت المؤسسات الامنية ومراكز الشرطة قد دمرت بنسبة 100%، بينما وصلت نسبة التدمير في الابنية المدرسية الى 30%.
وأشار (المرصد العراقي)، في التقرير ذاته، إلى انهيار أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية في الجانب الغربي للمدينة.

سقوط جسور الأنبار
وفي الانبار، يتحدث مصطفى العرسان، نائب المحافظ، عن “تدمير 100 ألف دار في عموم المحافظة، 20 الف منزل منها في مدينة الرمادي، و25 ألف منزل بالفلوجة”.
وأشار العرسان، في تصريح لـ(المدى) امس، إلى ان “مستشفيات الرمادي، والفلوجة، والقائم، تضررت بنسبة 80%”. وكشف عن “تدمير 85 جسراً بالمحافظة، بما يشكل نسبة 90% من جسور الانبار”. وكان مجلس النواب قد اعتبر، في نيسان 2016، الرمادي مدينة منكوبة.
وكانت بعثة يونامي قد وصفت حجم الدمار في مركز محافظة الانبار بأنه “مذهل وأسوأ من أي مكان آخر في العراق”. وبعد تحرير المدينة في شباط 2016، تحدثت عن تضرر 5700 مبنى.
أما عن حجم الخسائر البشرية في الانبار، فان المحافظة لاتملك إحصائية دقيقة، واكتفى العرسان بالقول إن “الشهداء بالآلاف”.
وبحسب الارقام، التي نشرتها يونامي، فهناك أكثر من 5 آلاف بين قتيل وجريح خلال العمليات العسكرية بالمحافظة.
أما التقرير السنوي لوزارة الصحة لعام 2016، فسجل نسبة (صفر) لأعداد القتلى والجرحى.

بساتين لكرة القدم
ديالى التي شهدت باكورة عمليات التحرير في 2015، يكشف رئيس مجلس المحافظة علي الدايني عن “تدمير 11 ألف دار بالمحافظة”.
ويؤكد الدايني، في تصريح لـ(المدى) أمس، “تضرر مدن خانقين، جلولاء، السعدية، وشمال المقدادية خلال عمليات التحرير من تنظيم داعش”.
وفي تشرين الاول الماضي صوت البرلمان على اعتبار ناحية جلولاء منطقة منكوبة.
وأشار رئيس مجلس محافظة ديالى الى “تضرر 3 مستشفيات وتحول عدد كبير من البساتين الى ساحات كرة القدم بعد تعرضها لدمار كبير”. وقدّر حاجة ديالى الى أكثر من “10 مليارات دولار لإعادة الإعمار”.
ولايملك مسؤولو ديالى إحصائية عن الخسائر البشرية، لكن بحسب بعثة الامم المتحدة فهناك 2301 بين قتيل وجريح في ديالى.
وذكر تقرير وزارة الصحة مقتل 972 وجرح 541 في عام 2016. وكانت عمليات عسكرية قد نفذت الشهر الماضي في شمال المقدادية.

أموال خاصة
وعلى الصعيد ذاته، بدأ أهالي تكريت، منذ لحظة تحريرها في آذار 2015، إعادة إعمار المنازل من أموالهم الخاصة، بعدما يئسوا من حصولهم على التعويضات الحكومية. ويقول فيصل الجبوري، نائب رئيس مجلس صلاح الدين، في تصريح لـ(المدى)، ان “التخصيصات الحكومية لإعادة الإعمار قليلة جدا”. واشار الى “تضرر مناطق عزيز بلد، العوجة، وبيجي بشكل كبير اثناء عمليات التحرير”. وصوت مجلس النواب، في تموز 2016، على اعتبار قضاء بيجي منطقة منكوبة.
واكد المسؤول الجبوري تعرض قضاء بيجي الى دمار كبير بالمنازل والمدارس والمستشفيات.
وبعد تحرير مدينة تكريت، تحدث رئيس الوزراء عن “67 منزلاً و85 محلاً أحرقت من قبل مخربين”.
وأشارت إحصائية يونامي الى مقتل وجرح 1436 في صلاح الدين بين 2015 و2017. وكان قضاء الشرقاط آخر مدن المحافظة التي تم تحريرها من داعش في أيلول الماضي.وذكر التقرير السنوي لوزارة الصحة مقتل 6859 مقابل جرح 1915 مدنياً في صلاح الدين.

أطلال الحويجة
بالمقابل سجلت كركوك أقل نسبة بعدد الضحايا والاضرار نظراً لوقوعها في نهاية خارطة العمليات العسكرية حيث كان تنظيم داعش في أضعف حالاته.
ورغم ذلك، يقول عضو مجلس محافظة كركوك نجاة حسين لـ(المدى) إن “أغلب مناطق الحويجة أصبحت أطلالا بسبب الدمار الكبير الذي لحق بها”.
وسجلت وزارة الصحة مقتل 1513 وجرح 523 في كركوك خلال عام 2016. وكانت قرية البيشر التابعة للمحافظة قد تحررت في نيسان 2016.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here