البرزاني .. قادم وبقوة

البرزاني .. قادم وبقوة
فالح العتابي

لم يزل زمن الانبطاح والصفقات والوفد الرفيع المستوى فعالا , وقد نشهد ذلك في الايام القادمة .. وقرار المحكمة الاتحادية ببطلان إستفتاء الانفصال جرى بمشاركة أمريكية وبريطانية وبموافقة بغداد وأربيل .. ولان العراق في نظر القيادات الكردية كنز يجمع كل الثروات التي منحها الرب لعباده في الارض .. فأن حكومة إقليم شمال العراق ستجمع وفدا من كل الاحزاب الكردية ( شرط عراقي ) لمفاوضة الحكومة المركزية خلال الاسبوعين القادمين حول موازنة الاقليم وملف النفط والمناطق العراقية المشتركة , أضافة الى قضايا خلافية تخص المنافذ الحدودية والمطارات ..
وبعد الخامس والعشرين من أيلول الماضي , أثبتت الاحداث أن مسعود البرزاني بدون العراق , لا يساوي سنتا أمريكيا , وأن العراق من دون الشعب الكردي كالخيمة ينقصها وتد .. هذا الوطن الذي جعل الحفيد الصغير لمسعود البرزاني من أبنته نبيلة زوجة نجيرفان , أن يكون مليارديرا محاطا بالخدم والحشم في أحدى ضواحي برلين .. وأن يجمع هوشيار زيباري ثروة , قدرتها الاوساط الكردية نفسها ب47 مليار دولار .. وأن يحتضن أشتي هورامي وزير الثروات النفطية وزوج أخت مسعود المليارات الخمسين والمقيم في أحدى القصور الملكية في لندن .. فهل من الحقارة والنذالة أن يترك مسعود البرزاني العراق , حتى يكون نوري المالكي وأبنه حمودي وأبنته سراوي , أكثر منه مالا .. هذا مستحيل …………….
عودة مسعود البرزاني الى الساحة العراقية قادمة وبقوة .. ولا تتوقعوا من هذا الرجل السبعيني أن يبطل ما قام به , لان كبوتين في وقت واحد , قد تشله وتنهي رمزيته لدى الشعب الكردي .. وقد يتوهم البعض أن البرزاني تورط , وأخطأ في حساباته , وخسر كركوك وأبار النفط , ألا أنه ما زال رقما صعبا في المعادلة السياسية العراقية ويحتفظ بأوراق أخرى تمكنه في القريب العاجل , لان يعيد دوره وحاجة القوى السياسية الاخرى للتحالف معه قبل وبعد الانتخابات التشريعية المقبلة ..
نعم هنالك صراع مستمر بين العائلة البرزانية نفسها , حول من يدير السلطة في الاقليم بعد رحيل مسعود .. والاخير يركز على عدم خروج الزعامة من العائلة البرزانية .. ومن هنا نجد صراعا محموما بين أولاد العم , مسرور ونجيرفان حول رئاسة وزراء إقليم شمال العراق , سيما وأن الكثيرين يؤيدون نجيرفان في سياسته المرنة والغير المتشنجة مع الاحزاب الكردية ومع بغداد , في حين يصفون مسرور بالرجل الصلف والصعب المران والخشن في التعامل مع الاخرين .. نجيرفان وقوباد يسعيان وبمعاونة أمريكية وبريطانية لان يقودان الاقليم في المرحلة المقبلة بعد رحيل الجيل المؤسس للحزبين الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين , والطريق أمامهما مفتوح لو أن الاثنين أحسنا التصرف مع الحكومة الحالية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here