حلقات زائدة

كفاح حيدر
بول بريمير الحاكم المدني للعراق بعد الاحتلال الامريكي وبمعاونة أعضاء مجلس الحكم اطلق رصاصة الرحمة على تاريخ دولة امتدادها التاريخي اكثر من سبعة الاف سنة والحديث تجاوز التسعين من السنين ، لا ندري من خول هؤلاء الاقزام الذين وكما قال بريمير سألوني عن مقدار ما سيتقاضون من رواتب ولم يكن السؤال عن الوطن وما ستؤول اليه احواله بعد الاحتلال ، فنقل بريمير الهيكل التنظيمي الاداري الامريكي الينا فشكل مكاتب المفتشين العمومين لكي يتستروا على فساد الوزارات ومن يقودها ، وهيئة النزاهة لتحمي المفتشين العمومين ، وشكل مجالس المحافظات والاقضية والنواحي لكي يعم الخراب في المحافظات ومدنها نتيجة سرقة الاموال المخصصة اليها ، وهي اموال طائلة لانعرف اين ذهب سوى جيوب اعضاء هذه المجالس ، والتي تعمل على ابعاد كل نزيه من طريقها ، والكارثة قانون مجالس المحافظات والذي يسمح بنقل صلاحيات الوزارات اليها وبذلك تصبح هذه الوزارات اسماء فقط والوزير مسؤول عن موظفي بناية الوزارة فقط كونه لا يملك اي صلاحية خارج حدودها ، فتعين مدراء الدوائر في المحافظات من اصلاحيات المجالس وحدها وهنا الطامة الكبرى حيث تتقاسم الكتل فيه دوائر المحافظة بالمحاصصة ، هذه نموذج من الحلقات الزائدة في جسم الهيكل الاداري في العراق اتمنى من ابناء الشعب العراقي رفض هذه الحلقات والعمل لتشكيل جمعيات او منظمات تطالب بحل هذه العقد التي ترهق كاهل ميزانية الدولة وتخليص جسم الدولة العراقية من هذا الدرن العالق به ، وان شاء الله نرى الافضل والاحسن خصوصاً ونحن نقترب من نهاية الارهاب الوحشي الذي ارهق مواردنا المالية والمادية كثيراً ، وبعد ان قدم العراقيون الدماء حتى ارتوت ارضنا العزيزة بهذه الدماء الطاهرة ، وقد ان الأوان لترد الدولة العراقية والارض العراقية دينها لهذه الدماء التي انبتت شجرة الحرية وحفظت وحدة العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here